مستشفى مديونة “السليت بالعلالي” وحراس الأمن يتسيدون على أبوابه

طارق عبلا_ هبة بريس / الصورة تعبيرية

يعيش المستشفى المحلي بمديونة ضواحي البيضاء تسيبا وفوضى عارمة جراء الغياب المتكرر لأطقمه الطبية والشبه الطبية، وقد عاينت هبة بريس في هذه الاثناء من ليلة الثلاثاء الاربعاء، طوابير من المرضى والمصابين وهم مكدسون على أبواب المستعجلات في غياب تام للطبيبة المداومة.

مرضى يستغيثون وسيارات اسعاف في راحة تامة

إن ما يعيشه مستشفى مديونة من فوضى عارمة، لا تبشر بالخير وهي ندير شؤم على أن القطاع الصحي بالإقليم يعاني تسيبا وفوضى لا مثيل لها، فقد تحول هذا المرفق الصحي إلى ما يشبه سوقا شعبيا يعج بالمرضى نظرا للتوافد الكبير للمواطنين من داخل المدينة وخارجها قصد تشخيص الامراض التي تختلف بين الحالات البسيطة والحرجة، وهو ما خلق نوعا من الفوضى العارمة ومشاكل بالجملة ساهم فيها سوء توزيع المواعيد الطبية، وتدني الخدمات المقدمة وغياب المعاملات اللائقة، وتيسد حراس الامن الخاص الذي باتوا يحشرون أنوفهم في كل صغيرة وكبيرة، ناهيك عن تربصهم بجيوب المواطنين من المرضى البسطاء.

الفوضى العارمة وسوء التسيير والتدبير بهذا المرفق الصحي الحيوي، انعكس سلبا على الخدمات وادخل المرضى في متاهات البحث عن العلاج، العشرات منهم قدروا من الجنسين ومن مختلف الفئات العمرية، شيوخ وعجائز، رجال ونساء، شباب وشابات وحتى الأطفال، قدموا من مختلف المناطق المجاورة على متن سيارات اسعاف تابعة للجماعات القروية في الوقت الذي باتت فيه سيارات الاسعاف التابعة للوزارة الوصية في شبه راحة تامة، لا تبرح مكانها إلا في الحالات التي تهم أصحاب الشأن أو في اطار علاقات ” باك صاحبي”، أما عندما يتعلق الامر بنقل المرضى البسطاء فإدارة المستشفى تطالبهم بفاتورة الكازوال، متحججة بحجج واهية للتملص من المسؤولية.

هنا بقلب مستشفى مديونة، المرضى مهملون في مختلف زواياه، وآخرون في قاعة الانتظار أو خارجها أمام الباب مكدسون، والأطباء- ان وجد بعضهم- يقدمون خدمات بطيئة ولا يكترثون لآلام المرضى.

وحسب شهادات العديد من المرضى، فإن هذا المركز أصبح يليق لكل شيء إلا للتكفل بالمرضى، نظرا للإهمال الكبير المسجل على مستواه·

أسئلة كثيرة، ننقلها وبأمانة ونضعها بين يدي السيد وزير الصحة، لما لمسه فيه المواطن من حسن الإصغاء، بغية اتخاذ إجراءات صارمة تضمن المحاسبة والمساءلة بما يكفل للمواطن حقه في الحياة.

قسم المستعجلات..السليت بالعلالي

أما عندما يصل المرء إلى القسم المسمى ب”المستعجلات” فإنه حتميا سيصاب ب”الضوخة والدوران”، بفعل الاكتظاظ الهائل والعجز الدائم للقسم في تلبية الخدمات التي تستدعي الإستعجال.

حيث تكدست الحالات المختلفة القادمة من ضحايا حوادث السير والشغل وغيرها من العنف والعنف المتبادل، زاد من حدته الغيابات المتكررة للأطباء المداومين، أو غياب أحدهم، أو تأخر لساعات ليجد أمامه طوابير من المرضى الذين يتطلبون تدخلا طبيا عاجلا، لكنه وأمام هذا التلكؤ، يبقى مصير البعض من هؤلاء المرضى الفقراء، مرتبط بمشيئة الخالق.

وخلاصة القول، فإن الحديث عن قطاع الصحة عامة بجهة البيضاء سطات، وبمستشفى مديونة بصفة خاصة، يطول بالنظر إلى تشعب ملفاته واختلالاته، ويطرح أكثر من تساؤل حول مصير الإعتمادات التي رصدت من أجل إنعاشه وكيف تم تدبيرها وتسييرها، هو ما يحتاج إلى تدخل عاجل من طرف المسؤولين محليا اقليميا وجهويا ووطنيا كذلك للوقوف على نقط الخلل وتشخيص دقيق للحالة المرضية التي يشكو منها القطاع من أجل تقديم الحلول الناجعة لإخراجه من قاعة الإنعاش.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى