يوميات ” الساعة الجديدة”..ارتباك وفُطور بطعم السُّحور‎

تنتظر العديد من الأسر حلول موعد العمل بالتوقيت الصيفي المتعلق بإضافة ساعة والمزمع دخوله حيز التنفيذ في 25 من مارس الجاري حسب ما أعلنته وزارة إصلاح الإدارة والوظيفة العمومية، (تنتظر) وهي غير راضية عن هذا التحول الذي يؤثر سلبا على حياتها اليومية يمس بشكل مباشر حسب وصف رأي العديد من الآباء والأمهات آباء السير العادي للدراسة لدى أبنائهم وخاصة الصغار منهم، بحيث سيساهم في الرفع من نسبة الغياب في الحصص الصباحية، ناهيك عن حالة الارباك التي تخلفها هذه الساعة الجديدة في صفوف الأسر والعائلات وخاصة على موائد الافطار التي تتحول إلى ما يشبه وجبات السحور، فترى الأمهات يسارعن إلى ايقاظ ابنائهن من فراش النوم الدافئة، ومنهم من يغادرها في صمت ودموع الحسرة على فارقها بادية على محياه، ومنهم من يغادرها ليواصل نومه في مكان آخر في صورة تشبه حالة من الاستنفار القصوى، ومنهم من يتناول فطوره بعيون شبه نائمة فتتعالى صياحات الأمهات ومناداتهن لأبنائهن وهن منشغلات في الوقت ذاته بترتيب مستلزمات البيت وتهيئ وجبات الغذاء والاستعداد للخروج بدورهن إلى عملهن.

الفضاء الأزرق بدوره لم يخل من تداول الموضوع على نطاق واسع وتحول إلى مادة غنية بدسم النقاش بين مرحب ومستنكر، حيث حصّر النوع الثاني الاشكالية في الارتفاع القياسي المحتمل تسجيله في حالات الغياب في الحصة الصباحية، إذ أن معظم الأسر تحافظ على ساعاتها ومنبهاتها دون تغيير إما جهلا به أو لأسباب أخرى.

ومن هم من رأى أن الساعة الاضافية تؤثر بشكل سلبي على مراجعة التلاميذ لدروسهم، بعدما اعتاد هؤلاء في الأيام العادية الخروج مع الساعة السادسة وفي حدود السابعة يكونون في منازلهم بعد استراحة صغيرة أمام التلفاز أو مع الأسرة يتناولون العشاء ويشرعون في إعداد واجباتهم ومراجعة دروسهم قبل أن يخلدوا للنوم وقد استغلوا حوالي ساعتين في المراجعة، لكن بعد إضافة الساعة يجد التلميذ نفسه في البيت والشمس لا زالت في كبد السماء ، فيكون مضطرا للخروج للعب، وبالتالي تكون الساعة الجديدة قد أضيفت حسب آراء هؤلاء للعب أكثر ما أضيفت للمراجعة، مما يلامس بشكل مباشر مسألة التركيز بالفصول الدراسية بسبب قلة النوم وطول السهر، هذا وإن أضفنا عليه مشكل الادمان على تصفح مواقع التواصل الاجتماعي واستعمال الحاسوب فتلك معضلة من المعضلات.
ساعة جديدة أصبحت محطة تجاذب وجدال ونقاش من قبل العديد من المواطنين بين رافض لهذه الزيادة ومساند لها، أو غير مكترث تماما، ومنهم من يعتبرها عاملا يحدث خلخلة في بعض السلوكيات إلى درجة أن البعض يشكو حتى من اضطرابات بيولوجية، تبقى معاناة التلاميذ الصغار مستمرة مع “الفـــــــياق بـــــكري” حيث أن معظمهم لم يحالفهم الحظ في الاستفادة من ساعات النوم الكافية لزرع بذور النشاط والحيوية مع كل صباح، بيد ان الكثير من التلاميذ الصغار يستأنفون حصصهم من النوم على مقاعد الدراسة، لاسيما تلامذة المدارس الخصوصية التي تتزامن جولات سيارات النقل المدرسي وعودة المصلين من مساجد الرحمن فجرا، فتراهم مُسَّمـــــرين على أبواب منازلهم في ظلمة الليل وعلامات الأسى والحزن والتذمر بادية على محياهم.

في حين يرى محللون اقتصاديون أن موضوع إضافة الساعة هو اجراء لا محيد عنه للتدبير الجيد للأعمال وترشيد استهلاك الطاقة لا سيما عبر الاستخدام الامثل لأشعة الشمس وتخفيض فترة الإضاءة العمومية والمنزلية، كما يعتبرها البعض الآخر مساهمة في الحد من الحيز الزمني القائم مع شركاء المغرب الاقتصاديين، وخصوصا الاوربيين منهم، كما سيوفر للمواطنين زمنا إضافيا للترفيه عن النفس وضبط ساعات العمل مع ضوء أشعة الشمس، فيما آراء أخرى ذهبت إلى حد استثناءها من مجال التربية والتعليم من التقيد بمضامين هذه الساعة الإضافية، مادام الأمر على يؤثر على المجال الاقتصادي ولا يندرج في إطار ترشيد استهلاك الطاقة.

إنها الساعة وما أدراك ما الساعة التي سيُعمل بتوقيتها طبقا للمرسوم رقم 781 – 13 – 2 الصادر في 21 من ذي القعدة 1434 (28 شتنبر 2013) بتغيير المرسوم رقم 126 – 12 – 2 الصادر في 26 من جمادى الأولى 1433 (18 أبريل 2012) بتغيير الساعة القانونية..فاربـــــطوا أحزمتكم واستعدّوا.

مقالات ذات صلة

‫10 تعليقات

  1. منذ سنوات ونحن نزيد الساعات، ولا نرى لذلك نتيجة على مستوى الواقع، أقول الواقع بمعنى الحياة المعيشية للمواطن البسيط، بعيدا عن الخطابات والتصريحات الفضفاضة.

  2. بدلا من إضافة ساعة صيفية تم اعتماد ساعة أكثر من نصف سنوية ربيعية وصيفية وجزء خريفية؟؟؟

  3. ألله ياخد الحق فلي تيزيد هاد الساعه المنحوسة ألله ياخد الحق حسبنا الله ونعمة الوكيل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى