تيار “المستقبل” يخرج منتصرا وقويا من المؤتمر الوطني الرابع لحزب “البام” + فيديو

أحمد مصباح – الجديدة

خرج تيار “المستقبل” الذي كانت ولادته من رحم حزب الأصالة والمعاصرة، منتصرا وقويا من المؤتمرالوطني الرابع ل”البام”، المنعقد، أيام الجمعة – السبت – الأحد 07 – 08 – – 09 فبراير 2020، في مركز معارض محمد السادس بالجديدة، تحت شعار: “كسب الرهانات”، وذلك من خلال ظفره برئاسة المجلس الوطني للحزب، التي آل إلى رئيسة “برلمان البام” (فاطمة الزهراء المنصوري)، والتي باتت تخلف نفسها في هذا المنصب، وكذا، بمنصب الأمين العام، الذي آل إلى البرلماني (عبد اللطيف وهبي)، الذي خلف (حكيم بن شماس)، الذي يمثل تيار “الشرعية”.
فهذا الانتصار، و”كسب الرهانات”، الذي اختير شعارا للمؤتمر، جاءا ليعززا الانتصار الذي حققه تيار “المستقبل” على تيار “الشرعية”، بعد انتزاعه حكما قضائيا تاريخيا من محكمة الاستئناف بالرباط، الذي أصدرته، الأربعاء 04 دجنبر 2019، والذي قضى ببطلان الحكم الابتدائي الذي انتصر ل(حكيم بن شماس)، ومن ثمة، بشرعية انتخاب (سمير كودار) رئيسا للجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الرابع لحزب الأصالة والمعاصرة.
ويأتي الانتصار المدوي الذي حققه تيار “المستقبل” في المؤتمر الوطني الرابع ل”البام”، في توقيت وظرفية، تتسمان بهشاشة المصالحة بين قياديي التيارين، سيما بعد الصراع السياسي الحاد، الذي انتقلت تداعياته التنظيمية إلى القضاء، من خلال دعوى الطرفين حول شرعية اللجنة التحضيرية، والتي كادت تعصف بوحدة الحزب، بسبب الملاسنات المتبادلة، والتصريحات المضادة بين زعماء الطرفين.
هذا، وبالرجوع إلى مؤتمر “البام”، الذي عرف مشاركة أكثر من 3500 مؤتمرة ومؤتمر من جميع جهات المغرب، ومن مغاربة العالم؛ وحضورا وازنا لضيوف وشخصيات سياسية ودبلوماسية من العالم، إلى جانب أمناء وقادة أحزاب ونقابيين، فقد انطلقت أشغاله في أجواء مشحونة، وعلى إيقاع موجة الغضب والاحتجاج.
فمباشرة عند الافتتاح، شهد المؤتمر “قربلة” وفوضى عارمة، وتبادل الاتهامات بين مناصري “تيار الشرعية”، الذي يمثله (حكيم بن شماس)، الأمين العام المنتهية ولايته، و”تيار المستقبل”، الذي يقوده البرلماني (عبد اللطيف وهبي)، ورئيسة المجلس الوطني (فاطمة الزهراء المنصوري). ما كاد ينسف أشغال المؤتمر، لولا المصالحة التي أجرتها بعض الوساطات.
هذا، وكانت انطلاقة المؤتمر، الجمعة الماضي، بعقد ندوة صحفية حضرها ممثلو مختلف وسائل الإعلام والصحافة، الوطنية والمحلية؛ استهلها (سمير كودار)، رئيس اللجنة التحضيرية لمؤتمر “البام”، المنظم في دورته الرابعة بالجديدة، بالإفصاح عن برنامج أشغال الحزب على امتداد الأيام الثلاثة.
بعد (سمير كودار)، أخذ الكلمة البرلماني (عبد اللطيف وهبي)، الذي اعتبر أقوى مرشح لخلافة الأمين العام (حكيم بن شماس)، المنتهية ولايته. حيث قال في معرض جوابه عن أسئلة المتدخلين الصحفيين، أنه “لن يكون خليفة لحكيم بنشماش3 مؤكدا أنه سيكون “أمينا عاما لحزب الأصالة والمعاصرة”، وأضاف:”غادي تبعو نقاش حاد ايكون فاللجان، مناقشات طويلة، عندي أمل عندي شعور بأنه غادي نوصلو لنتيجة. كيهمني احترام الديموقراطية، ويكون تنافس شريف.. وحزب الأصالة والمعاصرة ولد من جديد، مر من ظرف عسير ونقاش حاد، ولكن هكذا يصنع التاريخ.. أنا أحب هذا الصراع ولا أحب الأشياء السهلة..”.
وفي مداخلته، استعرض (سمير بلفقيه)، المرشح بدوره لتقلد منصب الأمانة العامة، حول حيثيات ترشحه، نبذة عن سيرته الذاتية ومساره النضالي والسياسي في الحزب، معتبرا ترشحه تعبيرا عن مسار وعن صيرورة، ونفسه منتوجا للأصالة والمعاصرة؛ وقال أنه التحق بالحزب منذ سنة 2008، حيث تحمل عدة مسؤوليات، على المستويات التنظيمية والانتخابية السياسية..
وفي رد عن سؤال أحد المتدخلين الصحفيين حول الاحتجاجات خارج قاعة المؤتمر، واتهامات بالتزوير اللوائح، في العديد من الجهات، قال (سمير بلفقيه) أن الظروف التي يجري فيها التحضير، والأجواء التي نعيشها اليوم، خصوصا على مستوى انتداب المؤتمرين، (أنها) غير صحية. إذ تم تسجيل مجموعة من الطعون على مستوى كل أقاليم المملكة، وأعطى إشارة عن ذلك، اعتماد اللجنة التحضيرية لقواعد سنة 2017، في حين كان لابد من تحين تلك اللوائح وضبطها.
وبعد (عبد اللطيف وهبي) و(سمير بلفقيه)، المرشحان للأمانة العامة لحزب “البام”، تعاقب على الكلمة ضيوف الشرف، نبيل بن عبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، ونزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال.
وعقب الندوة الصحفية، انطلقت الجلسة الافتتاحية، بكلمة ألقاها (حكيم بن شماس)، الأمين العام المنتهية ولايته، طيلة 24 دقيقة، في قاعة المؤتمر، أمام أزيد من 3500 مؤتمرة ومؤتمر (أزيد من 30% من النساء، وأزيد من 50% من الشباب)، وأمام ضيوف الشرف من الأسلاك السياسية والدبلوماسية، من دولة فلسطين، ومن أمريكا اللاتينية، والشيلي، والأرجنتين، وكوسطاريكا، وفنزويلا، وأفريقيا، والولايات المتحدة الامريكية (من الحزبين الجمهوري والديمقراطي)، ومن الأحزاب السياسية الوطنية، ومن الهيئات النقابية، ومن منظمات المجتمع المدني. كلمة مستفيضة دامت بشكل مسترسل 24 دقيقة.. أبرز ما جاء فيها سعي (بن شماس) إلى تحقيق 6 أهداف مرحلية، من ضمنها “المساهمة في حماية المشروع الديمقراطي الحداثي من مخاطر الإسلام السياسي، ومن مخاطر التوجهات الشعبوية”.. وكذا، الوصايا التي عدها وتوقف عندها طويلا بالأرقام، وأوصى بها أتباعه ومناصريه في الحزب، حضوريا وعلنيا، وأمام الملأ، في قاعة المؤتمر.. وقال بحسرة وأسى، بعد الوصية السابعة: “سأبقى، بالرغم من أذى وظلم ذوي القربى، مواطنا صادقا، وفيا إلى جانبكم، عاملا، مثابرا، في صفوف الحزب، من أي موقع أكون فيه، اليوم وغذا..”.
هذا، فإن مناضلي الحزب من أتباع ومناصري الأمين العام المنتهية ولايته، يكونون قد استوعبوا الخطاب الحماسي، الذي ألقاه في الجلسة الافتتاحية، وفكوا الرسائل المشفرة التي تضمنها، وعرفوا مغازيها.
وبعد أن جاء الدور على (سمير كودار)، رئيس اللجنة التنظيمية، لإلقاء كلمته في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، علت هتافات المؤتمرين من أنصار التيار الآخر، مرددين شعار: “ارحل”، قبل أن يكتسحوا المنصة، ويحاصروا (سمير كودار)، ويمنعوه من تناول كلمته، والذي وفر له العشرات من حراس الأمن الخاص، حماية مقربة.. غير أنه لم يستسلم، وأبدى استماتة وتشبتا..
وقد اختلط في أعمال فوضوية أتباع التيارين، الذين تبادلوا الاتهامات في ما بينهم.. حيث توقفت أشغال المؤتمر، عند انطلاقة الجلسة الافتتاحية، في قاعة المؤتمر، التي انسحب منها، دون إلقاء كلماتهم، ضيوف الشرف من الهيئات السياسية والدبلوماسية، الذين قدموا من بعض بلدن العالم، وكذا، الضيوف من القادة السياسيين (..).
واعتبر بعضهم أن الخطاب الذي ألقاه (بن شماس)، كان ملغوما وغير مسؤول، وأنه كان الشرارة التي أشعلت الفوضى، وكادت تنسف المؤتمر بمجرد انطلاقة جلسته الافتتاحية.
وقد استعان المنظمون في الحزب الحداثي (البام)، والذي نبه أمينه العام المنتهية ولايته (حكيم بن شماس)، في كلمته الافتتاحية، إلى “مخاطر الإسلام السياسي”، (استعانوا) ببث آيات من الذكر الحكيم، ونشيد “طلع البدر علينا”.. غير أن ذلك لم يجد نفعا في وقف الفوضى العارمة، التي عمت داخل قاعة المؤتمر.
وقد تدخلت رئيسة المجلس الوطني (فاطمة الزهراء المنصوري)، وحاولت إقناع المؤتمرين باستئناف أشغال المؤتمر، بغية إنجاحه، وتعهدت بتشكيل لجنة من جميع الجهات، يعهد إليها، صباح اليوم الموالي (السبت)، في البث في المشاكل التي وقعت في اللوائح، وفي إعطاء “البادج” لكل من له الحق في ذلك من المؤتمرين، وفي إيجاد حلول للمشاكل اللوجستيكية، ولمشكل المبيت.
بعد ذلك، أخذ (حكيم بن شماس) مجددا الكلمة، معتمدا خطابا معتدلا، وأقنع مناضلي الحزب.. الذين أخذوا بهدوء أماكنهم في قاعة المؤتمر، وسمحوا ل(سمير كودار)، رئيس اللجنة التحضيرية، بإلقاء كلمته المقررة.
وعقب ذلك، وفي جلسة غير مغلقة، على خلاف ما كان مقررا، قدم المكتب السياسي للحزب التقرير الأدبي والمالي للفترة الزمنية التي قضاها (بن شماس) في منصب الأمين العام، من 25 ماي 2018، وإلى غاية 07 فبراير 2020. وهو التقرير الذي تمت المصادقة عليه، إثر عملية التصويت بإشهار المؤتمرين ل”البادج”، داخل قاعة المؤتمر، الطويلة والعريضة، والتي اتسعت لأزيد من 4000 شخص. حيث صوت 43 مؤتمرا ب”لا”؛ فيما امتنع 5 مؤتمرين عن التصويت.
وقد عرف اليوم الثاني من المؤتمر، انعقاد ورشتين، تناقش خلالها ما يزيد عن 3500 مؤتمرة ومؤتمرا، الوثيقة السياسية المرجعية، والوثيقة القانونية والتنظيمية، وانتخبوا المجلس الوطني، الذي بلغ أعضاؤه 511 عضوا، هم من عهد إليهم في آخر يوم من المؤتمر (الأحد 09 فبراير 2020)، بانتخاب الأمين العام، ورئيس المجلس الوطني، والمكتب السياسي للحزب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى