انتخاب وهبي أميناً عاماً للبام …أي تغيير في المشهد الحزبي ببلادنا؟

انتخب المؤتمر الرابع لحزب الأصالة والمعاصرة الذي أقيم على مدى ثلاثة أيام بمدينة الجديدة، عبد اللطيف وهبي أميناً عاماً لقيادة عجلة الجرار، خلفاً لحكيم بن شماش الذي اشتكى من أدى ذوي القربى، في كلمته النارية التي ألقاها بمناسبة افتتاح المؤتمر.

انتخاب عبد اللطيف وهبي بعد انسحاب جل المترشحين، جعل الجميع يتساءل عن سبب سحب ترشيحهم …فهل فعلا وزنوا أنفسهم وقوتهم كما قال عبد اللطيف وهبي في تصريحه لرجال الإعلام ؟ أن أنها مُجرد مسرحية شارك فيها الجميع لرفع شعار ”التغيير“ من حزب الدولة إلى حزب الديموقراطية ؟

رشيد لزرق المحلل السياسي وأستاذ القانون الدستوري، قال بأن وصول عبد اللطيف وهبي إلى قيادة حزب الجرار مؤشر قوي على استمرار أزمة الأحزاب السياسية وتخلفها عن أداء وظائفها التي تأخذ أشكالًا أكثر خطورة وحساسية في المرحلة الدقيقة التي تجتازها بلادنا، مضيفاً أنه وكما تابعنا أطوار المؤتمر، لم تشكل الاختيارات السياسية في حد ذاتها موضوع مناقشة ولا تناول فما بالك باختلاف أو بصراع فكري وسياسي، فكل الشنآن كان حول ماهية المجموعة التي ستقود الحزب في اتجاهات مجهولة وغير معروفة ويبدو جلياً أنها لا تشكل رهانًا بالنسبة للباميين.

واستسرل رشيد لزرق في تصريح لجريدة ”هبة بريس“ أنه لا يذكر المغاربة للمرشحين تصوراً عدا خطاطة مع /ضد الإسلاميين وبعض الخرجات ” الجمبازية ” للأستاذ عبد اللطيف وهبي في طروحات مشتتة فكرياً، لا يرددها سواه، مُشيراً أنه ولحدود الساعة لا نعرف ما يقوله حلفاؤه والذين يلتقطون معه الصور ويرفعون معه شارات النصر عن تحيين التصور الحزبي للعلاقة مع العدالة والتنمية، ومؤسسة إمارة المؤمنين وغيرها ولا يمكن الانطلاق من بعض المطالب ذات الطابع الحقوقي واعتبارها خطًا سياسيًا لحزب لن يكون التجديد بشأن مبادئه بالهين إذا ما أخذنا بعين الاعتبار ولادته القيصرية ونشأته المريضة وتركيبته المصالحية .

لزرق استرسل بالتأكيد على أن انتخاب قائد مارس الشعبوية في المرحلة السابقة سوف تفسح المجال لتحالف الكل ضد الكل في ما يأتي من الاستحقاق الانتخابية، و يجعل المشهد السياسي اليوم مختلف تمامًا عما كان عليه الحال في الاستحقاقات الانتخابية الترابية والتشريعية السابقة، معتبراً على أن انتخاب المُحامي وهبي يعمق الضبابية و يضرب في العمق مطلب الوضوح السياسي، أو يمكن اعتباره عودة خطوة للخلف من أجل خطوتين في اتجاه اعادة تشكل المشهد.

وأكمل ذات المتحدث رداً على سؤال ”هبة بريس“ حول انعكاسات انتخاب وهبي أميناً عاماً في علاقة البام بالمشهد للحزبي المغربي، على أن أهم ما يمكن أن يشكل إضافة في موضوع وصول الأستاذ عبد اللطيف وهبي لقيادة حزب الجرار هو ما يمكن اعتباره طياً لصفحة ربط قيادة الأحزاب بالمسؤوليات في المؤسسات، موضحاً على أن ابهزي التي ألحقها برئيس مجلس المستشارين الأستاذ حكيم بن شماش، والوزير السابق والرئيس السابق لمجلس المستشارين الدكتور محمد الشيخ بيد الله لا شك ستزعزع يقينية الحبيب المالكي في أحقية قيادته لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية كما ستخلط أوراق أحمد الشامي الطامحة لقيادة الاتحاد الاشتراكي من باب رئاسة مؤسسة دستورية، مما سيقوي الطروحات التي تربط حل أزمة الاتحاد الاشتراكي بانتخاب اسم شاب وذو مصداقية ولم يتحمل مسؤوليات حكومية قد تشوش على طموحات أعضاء الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في استعادة مصداقية الحزب.

وبالنسبة لمستقبل حزب الأصالة والمعاصرة اعتبر بزرق على أن المشهد اليوم صار أكثر تعقيدًا، و يمكن أن يتجه في اتجاه تشتت حزب الأصالة و المعاصرة، الأمر الذي يعطي مبرراً لنزوح جماعي للالات الانتخابية نحو التجمع الوطني للأحرار الذي يتنازعان حول نفس الكتلة الانتخابية.

وختم لزرق على أنه ما تعيشه المنظومة الحزبية اليوم غير مسبوق، ”فالرؤية غامضة وجميع الاحتمالات تبقى قائمة ولا أحد بإمكانه التكهن باسم فهندسة التحالفات خلال الاستحقاقات القادمة. هذا المعطى على غموضه يُعتبر مؤشرًا إيجابيًا على سعة الخيارات وما على الناخبين سوى أن يختاروا من يرون أنه الأقدر على تحقيق آمالهم، بعيدًا عن أي تأثيرات جانبية أو التزام بالخيارات الحزبية الداخلية، ما يعني تشكيل مشهد سياسي جديد ستكون له تداعياته على الاستحقاق الانتخابي الترابية و التشريعي القادم“.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى