“طوناج” النفايات يزيد عن قيمة الدعم المالي المخصص لجمعه بالجديدة

الجديدة التي قال عنها المارشال (ليوطي)، عند زيارته التاريخية لها، سنة 1913، أنها ستكون “دوفيل المغرب”، والذي لو علم ما آلت إليه، لتقلب داخل قبره.. لم تعد تلك المدينة التي كان يضرب بها المثل في ثمانينيات القرن الماضي، في نظافتها وجمالها. فتجليات التلوث البيئي والنفايات باتت تكتسح بشكل مقلق أحياء المدينة وشوارعها وأزقتها.
هذا، فإن مسألة النظافة تضع على المحك السلطات والقائمين على تدبير الشأن المحلي، الذين أبانوا، في ظل المجالس الجماعية التي تعاقبت على كراسي المسؤولية ببلدية الجديدة، عن عجز، إن لم نقل فشلا ذريعا (fiasco) في تدبير ملف النفايات. ولعل هذا الوضع ما جعل المسؤول الترابي الأول، محمد الكروج، ينتبه، بمجرد تعيينه، شهر يونيو 2017، ممثلا لصاحب الجلالة على إقليم الجديدة، إلى هذه المسألة، ويضعها، في قطيعة مع ما كان سائدا، في صلب اهتماماته وانشغالاته، ضمن الملفات الشائكة التي ورثها عن سلفه معاذ الجامعي، الذي تربع لمدة تناهز 7 سنوات، دون أن تشمله، في حالة استثنائية مثيرة للجدل، الحركيات الانتقالية التي همت ولاة الجهات وعمال العمالات والمقاطعات.
هذا، فإن مسألة النظافة ٌأصبحت حاضرة بقوة على طاولة عامل الإقليم، وفي الاجتماعات التي يعقدها بشكل منتظم ومتواصل مع السلطات والقائمين على تدبير الشأن المحلي، ومع الشركة التي عهد إليها قطاع النظافة، شركة “ديرشبورك”، والتي كان له بالمناسبة، بحر الأسبوع الماضي، اجتماع طارئ مع مديرها العام وفريقه الخاص.
خفلال الاجتماع الذي استغرقت أشغاله أزيد من ساعتين، شدد المسؤول الترابي على ضرورة احترام شركة “ديرشبورك” لالتزاماتها ولبنود دفتر التحملات، وعلى ضرورة اعتماد تغيير تام في طريقة عمل شركة النظافة ومستخدميها، وطريقة جمع النفايات المنزلية من الأحياء السكنية وشوارع وأزقة المدينة، سيما باستعمال الحاويات تحت أرضية، التي وزعت الشركة المتعاقد معها 14 منها، في أفق تعميمها على جميع النقاط داخل المدار الحضري.
وتجدر الإشارة إلى أن كميات النفايات (الطوناج)، التي يتم جمعها بمدينة الجديدة، تفوق بكثير ما هو منصوص عليه في دفتر التحملات؛ ما يعني أن الاعتمادات المالية التي تخصصها بلدية الجديدة، لا تغطي حجم الخدمات التي تسديها شركة النظافة. حيث إن هذه المسألة التي كانت حاضرة خلال اجتماع عامل الإقليم مع المدير العام لشركة “ديرشبورك”، سيتم تسويتها بتنسيق مع المجلس الجماعي للجديدة، بغية تغطية الدعم الإضافي، من طرف وزارة الداخلية. ما سينعكس إيجابا على جودة الخدمات التي تقدمها شركة النظافة المتعاقد معها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى