الوجه المشرف لمغاربة العالم.. قصة نجاح الطالبة إيمان دومي بإيطاليا

بقلم : عبد اللطيف الباز/ إيطاليا

أن تدرك النجاح، وفي القلب يقين بأنه خفق الجناح وليس في غصن ي رتقى، شرط موجب لتحرير الذات من الارتهان بالمتغيرات الظرفية الزمانية المكانية، على الرغم من إدراك تأثيرها البالغ، وأيضا إيمان ثابت بقدرات هذه الذات على تليين الصعاب وتجاوز العراقيل، بل وجعلها سلما للارتقاء، تلك بعض من أبعاد قاعدة نجاح مبهرة . في إطار تتبع موقع ” هبة بريس ” للنماذج المغربية الناجحة عبر العالم ، سنتوقف اليوم لنستعرض وإياكم مسار طالبة من أصول مغربية في عالم البحث العلمي في المجال الكيميائ .

بثقة وثبات ، ناقشت الطالبة إيمان دومي، الإيطالية من أصل مغربي، البالغة من العمر 23 سنة، في 19 من شهر يوليوز الماضي، رسالة دكتوراه بجامعة بارما الإيطالية – تخصص قسم علوم الكيمياء، والحياة والبيئة المستدامة – اختارت لها موضوعا علميا متجددا في عالم البحث العلمي في المجال الكيميائي: «مكونات وخصائص تركيبة الأيونات الهيدروكاربونية للروثينيوم .

وقالت الباحثة إيمان دومي إن البحث العلمي حول مكونات وخصائص تركيبة الإوناتونات الهيدروكاربونية للروثينيوم (II)، الذي قام بتأطيره كل من البروفيسور جورجيو بولوسي والبروفيسور فرانكو بيسجلي والدكتور نيكولو أورسوني، هو بالأساس آلية علمية بحثة لفهم مدى مساهمة مركبات كيميائية لمعدن من قبيل الروثينيوم في صناعة مضادات سرطانية أكثر منه مساهمة علمية لبلوع علاج للمرض.

وأوضحت الطالبة إيمان دومي أن دعم أسرتها لها، التي غادرت مدينة الدار البيضاء واتخذت من مدينة ريجيو ايميليا مستقرا للعيش، لم يفارقها عبر مراحل حياتها وطيلة مسارها الدراسي الذي توج بحصولها على الدكتوراه كأسمى درجة في مسار تحصيلها الدراسي بميزة حسن جدا لتتحول بذلك الى واحدة من الأكاديميات المتخصصة في الكيمياء في إيطاليا.

ولم تترد الأكاديمية إيمان دومي، الموقنة أن النجاح يبنى على المجهودات الجادة والمثابرة وقوة الإرادة لأجل ملاقاة التفوق، في الإشارة إلى أن الجدية والمواظبة في الدراسة سبيلان أساسيان لبلوغ النجاح، مبرزة أن الدراسة والتحصيل العلمي يتطلبان كثيرا من التضحية.

وفي هذا الصدد، تقول الباحثة إيمان دومي، التي انضافت بتحقيقها هذا التفوق العلمي إلى كوكبة كفاءات مغاربة العالم «إن المعرفة هي بمثابة قوة ناعمة اكتسابها يمكننا من الانفتاح على المجتمع الذي نعيش فيه ويمنحنا ما يكفي من الإمكانيات التي تسمح لنا بالتقاط وتفكيك الإشارات لفهم ما يحيط بنا.»

وأضافت بخصوص إمكانية تقديمها وصفة نجاحها لغيرها من الشباب من أبناء المهاجرين، «إن رسالتي للأطفال والشباب المنحدرين من أصول مهاجرة لا تختلف بشكل كبير في مضمونها عن تلك التي يمكنني أن أوجهها لأي فرد من أفراد المجتمع، وهي رسالة تؤكد على ضرورة إستثمار كل فرصة متاحة تشجع على التحصيل العلمي تساهم في تحقيق أحلامه»، مشددة على ضرورة «مواصلة التعلم والعمل على التحصيل بشكل مستمر لا يرتبط بمسلك دراسي فقط يفرض علينا ذلك و لا بامتحانات تجبرنا على الدراسة تنتهي بالتقييم.

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى