مهتمون يناقشون الصور النمطية لمغاربة ألمانيا لدى المجتمع الألماني

هبة بريس – ألمانيا

ناقش الصالون الثقافي المغربي الألماني الذي نظمته الجمعية المغربية الألمانية للثقافة والإندماج بمدينة دارمشتاط الألمانية، موضوع مغاربة ألمانيا والصور النمطية عنهم في الإعلام والمجتمع الألماني، ويأتي تنظيم هذا الصالون حسب الجهة المنظمة كمبادرة لمناقشة قضايا تهم المغاربة الألمان وخلق شبكة يكون بمقدورها تمثيل المغرب والثقافة المغربية وتعزيز تواجد الحضور المغربي في المشهد الألماني على كل المستويات.

الصالون المغربي الألماني في دورته الثالثة والذي جرى تنظيمه في مطعم مغربي بمدينة دارمشتاط، عرف مشاركة وازنة لمغاربة ينتمون لتخصصات مختلفة، شملت مجال عالم الأعمال، الثقافة والفن، الاقتصاد، الطب، الإعلام، السياسة، نشطاء في المجتمع المدني و ممثلين عن القسم الاجتماعي والثقافي للقنصلية المغربية بفرانكفورت، كما عرف حضور القنصل العام بثينة الكردودي الكلالي التي أكدت في كلمة ألقتها بالمناسبة، على ضرورة تعزيز انفتاح أفراد الجالية على المجتمع الألماني و على المشاركة السياسية بحكم كونهم مواطنين مغاربة ألمان و دعمهم لبعض و تقديم نموذج في النجاح، لأن ثنائية انتمائهم تعد قيمة مضافة لهم و نجاحهم في بلد الاستقبال هو نجاح للمغرب أيضا.

في حين دعت ناديا يقين رئيسة الجمعية المغربية الألمانية للثقافة والاندماج إلى ضرورة تكوين شبكة متعددة التخصصات من خلال اللقاءات التي يقوم بها الصالون الثقافي المغربي الألماني، كما أكدت على أهمية المشاركة والانخراط السياسي في الأحزاب السياسية، وكذا خلق مبادرات تواصل وحوار وعمل مشترك مع مثقفين ومفكرين وسياسيين وإعلاميين ألمان، والاشتغال على الذاكرة الجماعية للمغاربة في ألمانيا وتعزيز التواجد في الإعلام الألماني بنماذج مشرفة وأيضا تأسيس ما يمكن الاصطلاح عليه بالإعلام المضاد في ألمانيا.

من جهته ناقش الإطار البنكي مصطفى لمسيد القادم من مدينة فرانكفورت موضوع الصور النمطية اللصيقة بالجالية المغربية في الإعلام و المجتمع الألماني من خلال مجموعة طروحات: ” هل نحن أمام صور نمطية إيجابية أم سلبية عن الجالية المغربية، و هل يمكننا الحديث عن صورتنا في الإعلام الألماني و نحن شبه غائبين عنه سواء بالإيجابي أو السلبي، وهل يمكننا أيضا الإجماع على أن حضورنا القوي في الإعلام عقب اتهام بعض المغاربة في أحداث رأس السنة التي شهدتها مدينة كولونيا سنة 2016 أساء لنا و لسمعتنا و لتواجدنا و كيف يمكننا تشكيل لوبي قوي يدافع عن مصالحنا”.

في حين يرى رجل الأعمال هشام أومشيش القادم من مدينة فيزبادن أن الصور النمطية السلبية تبقى نسبية و الدليل على ذلك أنه لا يجد أية صعوبات في التعامل مع الآخر و لا في إثبات ذاته و النجاح في المجتمع الألماني.

أما عبدالصمد اليزيدي الأمين العام للمجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا فيرى أن: “رؤية المجتمع إلينا كمغاربة ألمان لها علاقة مباشرة بنظرتنا لأنفسنا وتحديد هويتنا، لذلك أرى أنه من الضروري أن نتخلص من تعريف أنفسنا كجالية أو مهاجرين أو عمال وأن ننظر إلى أنفسنا كوننا مواطنين كاملي المواطنة”، كما قدمت سعاد الرايس القرطبي المقيمة بمدينة دارمشتاط وصاحبة مطعم تجربتها الخاصة في علاقتها مع الألمان منذ أن التحقت بزوجها سنة 1973، لتقدم بذلك مقارنة بين الماضي والحاضر وعلاقتها مع الآخر الذي يمثله المجتمع الألماني، داعية في السياق نفسه إلى تبني فكرة الصالون الثقافي المغربي الألماني وجعله فضاء للحوار والتواصل والتشبيك والانفتاح على الآخر للتعريف بالثقافة المغربية من جهة والتعرف على الثقافة الألمانية بشكل أفضل من جهة أخرى.

و من ضمن التوصيات التي اتفق عليها المشاركون في الصالون بعد حفل غذاء و وصلات موسيقية لمجموعة كناوة، تم الاتفاق على: تنظيم الصالون الثقافي المغربي الألماني بشكل دوري وتعميمه على مدن ألمانية أخرى، والدعوة إلى تأسيس مركز ثقافي مغربي أو دار المغرب، مع تقوية الحضور المغربي في الإعلام الألماني، مع خلق مبادرات مشتركة مع مثقفين ومفكرين وإعلاميين ألمان، إضافة إلى دعم المشاركة السياسية للمغاربة الألمان والتشجيع عليها ودعمها.

كما اتفق المشاركون أيضاً على دعم، دعم اللغة العربية من خلال ورشات في الكتابة، ودعم حضور المرأة المغربية في الساحة الألمانية، وتأسيس جمعية تضم رجال الأعمال المغاربة الألمان لدعم المبادرات الثقافية المغربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى