أستاذ يتقاضى مرتبا أعلى من رئيس الحكومة

عبد اللطيف مجدوب

يرفعون العلم درجات ..

كان الدكتور ع.المنعم تلمي ؛ أستاذ النقد الأدبي ؛ يشتغل باليابان أستاذا للغة العربية وآدابها . تأخرت تسويته المالية ، لحداثة التحاقه ببلد الشمس ، لكن أُخبر ؛ في حينه ؛ أن متأخراته في طريقها إليه . وكم كانت دهشته وهو يتأمل المبلغ “الضخم” الذي جاء مثبتا في حوالته بالأرقام والحروف والرموز … ركبه الظن حتى اعتقد أن في الأمر خطأ ما ، بالنظر إلى مرتبه الذي اعتادت السلطات المصرية صرفه إليه بجامعة القاهرة عند نهاية كل شهر . لم يتسرع الأستاذ في حيازته لهذا “المبلغ” لحذره الشديد من الإجراءات الردعية الصارمة التي سبق له أن اطلع عليها وهو يعبئ استمارة تعاقده للاشتغال بهذا البلد ، فكان أن راجع الوكيل المالي التابع للجامعة اليابانية ، فأفاده هذا الأخير ببيانات مطبوعة ومرقمة وأن مبلغ تسويته دقيق يتوافق مع كل المعاييرالمنصوص عليها في منظومة التأجير باليابان ، ولتبديد اندهاشه لهذا المبلغ السمين ، أكد له بأنه ــ كأستاذ ــ يحمل مؤهلا جامعيا “أكاديميا” يخول له تقاضي أجرا أعلى مما يتقاضاه رئيس الحكومة .. وأن منظومة التأجير في اليابان موحدة على جميع القطاعات ؛ تحدد مبالغها الدرجة العلمية والخبرة .. وخلص إلى القول بأن رئيس الحكومة اليابانية فقط يحمل الدكتوراه ، بينما أنت كأستاذ تتوفر على سنوات الخبرة أكثر منه ، علاوة على تميز مهن التعليم لديهم .

الفكر يقود القاطرة ، لكن عندنا …

كل البلدان الديمقراطية المصنعة والتي قطعت أشواطا هائلة في سلم التطور والنماء ، جعلت من “الإنسان” خليتها الأولى في التنمية ، ومن ثم سعت إلى تطوير القطاعات الأخرى كحاملات أساسية في البناء والنماء ، في حين ؛ نجد دولا متخلفة أولت اهتمامها بالدرجة الأولى إلى المال والاقتصاد وقذفت بإنسانها إلى آخر العربة … فأصيبت عجلاتها بالخلل ، وصعوبة لحاقها بالركب ومواكبة أساسيات العصرنة والنماء .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى