يوم قُسّمت القارة الافريقية الى مستعمرات في مؤتمر “برلين 2”

اسماعيل بويعقوبي – هبة بريس

من الأقوال المأثورة والشائعة أن التاريخ يُعيد نفسه، وأن ٱحداثه لها شكل الدائرة المغلقة التي تتكرر في الزمان والمكان، وهو ماذهب اليه الفيلسوف الالماني “كار ماركس” حينما اعتبر أن “أحداث التاريخ تكاد تتكرر إلى حد التطابق”، ورغم ذلك فان عدد من الشعوب تكرر نفس الاخطاء.

لقد أصبحت تكفينا فقط نظرة مدققة للتاريخ حتى نتوقع العديد من الأمور المستقبلية، ونستقرئ الاحداث المتعاقبة ، سيما تلك المتعلقة بالتاريخ المعاصر، من صراع “استعماري امبريالي ” ومؤتمرات تسوية ومعاهدات واتفاقيات دولية كان لها الاثر الكبير على مجريات الاحداث الدولية والتوازنات وتقسيم المستعمرات بين القوى العظمى.

مناسبة الحديث ترتبط بعقد مؤتمر “برلين” بألمانيا لتدارس المسألة الليبية، هذ المؤتمر الذي حضرته دول معنية بمايقع في البلد المغاربي واخرى رغم بعدها الجغرافي إلا انها حاضرة لوزنها الدولي وتاثيرها الجيوسياسي في تكرار لماوقع اواخر القرن التاسع عشر بعقد مؤتمرين بالعاصمة الالمانية، الاول سنة 1878م والثاني عام 1884-1885م.

في مؤتمر برلين(1) اجتمعت القوى الأوروبية العظمى من أجل التحكيم أو على الأقل الإدارة بدون اللجوء إلى الحرب لما كان يُعرف حينها بـ”السؤال الشرقي”، أو المشكلات الناجمة عن التداعي التدريجي لنفوذ تركيا العثمانية في أوروبا والتنافس بين القوى الأوروبية الأخرى على السيطرة على الدول الخارجة من تحت النِّير العثماني. كان الدافع إلى عقد المؤتمر هو الحرب الروسية التركية التي نشبت في الفترة بين عامي 1877-1878 ومعاهدة سان ستيفانو الناتجة عنها، التي اعتبرتها القوى الأوروبية الأخرى وخاصة بريطانيا العظمى أنها تتحيز كثيراً لروسيا، ولهذا فقد طالبت هذه القوى بتنقيح المعاهدة.

شارك في مؤتمر برلين النمسا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وروسيا وتركيا. تجسدت قرارات المؤتمر في معاهدة برلين الصادرة في يوليو 1878، وشملت الاعتراف ببلغاريا كإمارة مستقلة مع بقائها اسمياً تحت النفوذ العثماني، والاعتراف باستقلال جمهورية الجبل الأسود والزيادة في مساحة الأراضي التابعة لها، والاعتراف باستقلال صربيا ورومانيا؛ ونقل السلطة على أراضٍ معينة في شرق تركيا إلى روسيا.

أما في مؤتمر برلين (2) (1885-1884م) فإن انعقاد المؤتمر جاء انعكاسا لتلك العلاقات الأوروبية المتدهورة، والتي أخذت صبغة التنافس والصراع في أوروبا، حيث عمدت هاته البلدان الى تصدير مشاكلها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ، إلى القارة الافريقية عموما، و سارعت كل دولة لأخذ نصيبها ووضع حد للتنافس والاصطدام، وبالتالي تقسيم افريقا الى مستعمرات بينها ، فهل يُمهد مؤتمر برلين 2020 م الى تقسيم ليبيا والمنكقة المغاربية ككل؟

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. اللهم ابعد عنا فرنسا و اسبانيا و السعودية و الامارات و مصر . المغرب بلد الكرم و الضياغة و التعايش و التسامح . علينا جميعا ان نكون و طنيين صادقين . المفكر الكبير المرحوم ابن خلدون كتب عن المغرب حين قال .. ارض المغرب تفوح منها رائحة الجنة و سكانه كرماء . اللهم طهر بلدنا من المقسدين و خونة الوطن و الشعب .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى