باحث يُفصل في “المقدسات” الجديدة : الرجاء والوداد البيضاويان

في كل مرة ، تعكر ظاهرة الشغب صفو كرة القدم المغربية من بوابة أشهر الديربيات العالمية، بعدما تزيغ مباراة الغريمين التقليديين الرجاء والوداد عن سكتها الصحيحة وتكرّس ـ للاسف ـ استمرار الظاهرة، في منظر بات يؤرق بال القيمين على الشأن الكروي المغربي.

شرارة الخلاف تجاوزت الملاعب وامتدت إلى خارج أسوارها حيث اصبحت الشوارع والمحلات وسيارات البيضاء شاهدة على فصول معارك دموية كان خلالها العنف والشغب العنوان الرئيسي .

سعيد جعفر الباحث المغربي المتخصص في التواصل وتحليل الخطاب قال في تدوينة مطولة اختار لها عنوان “المقدسات” الجديدة : الرجاء والوداد البيضاويان انه ” ثمة تطور جديد في علاقة جزء من مسؤولي و جماهير الفرق المغربية، ولا سيما الرجاء والوداد البيضاويان، بطريقة التعبير عن الإنتماء والحب والوفاء للفريق”

واضاف قائلا ” يعرف محبو الوداد والرجاء من كبار السن هذا، وهؤلاء الذين يقدرون بالآلاف يحدثوننا باستمرار عن الصور الجميلة لتعايش وتضامن محبي الفريقين، وعن مشاهدتهم لمباريات الديربي جنبا إلى جنب في رقي تام بل وكانوا يصحبون معهم زوجاتهم وأبنائهم وصديقاتهم وأصدقائهم في احترام تام من الجميع”

وتساءل جعفر ” ما الذي حدث حتى أصبح من اللازم الفصل بين الجمهورين بحاجز أمني مسلح، وتعبئة 5000 رجل أمن لكل مباراة ديربي وتوقع مواجهات وجرحى ومعطوبين؟ ”

واردف مستفسرا ” ما الذي حدث حتى أصبح مجرد إبداء وجهة نظر في فلسفة وسياسة النادي يمكن أن يحولك إلى خصم وربما عدو ويمكن أن يهاجمك ليس المراهق العادي ولكن المهندس والأستاذ والموظف والممرض والنقابي والفاعل الحزبي والجمعوي وغيرهم من عناصر الطبقة الوسطى الذي من المفترض فيهم أن يكونوا ضابطي إيقاع العواطف والانفعالات و الانزلاقات في المجتمع؟ ”

واشار سعيد جعفر أن ” إثارة مثل هذه الملاحظات والأفكار ليس هدفها إثارة مزيد من اللجاج والنقاش العقيم. إنها نقطة نظام يقظة في سلوكات يتم التساهل والتطبيع معها فتتحول إلى مشكلات حقيقية مستقبلا ”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى