فرصة أخيرة

أمامنا اليوم فرصة أخيرة، نعم فرصة أخيرة أقولها وأكررها وأضع تحتها مائة خط .. فرصة أخيرة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه داخل الحزب …

أمامنا اليوم فرصة أخيرة لإعادة الاعتبار للمناضلين الحقيقيين، الذين وقفوا وقفة محترمة جدا أمام مخطط التفتيت من الداخل .. في الوقت الذي كانوا يملكون فيه ما يكفي من الأسباب ومن المبررات ومن المغريات ليقفوا ضد الحزب ويساهموا في تشتيته بعد كل الظلم الذي تعرضوا له في محطات سابقة …

أمامنا اليوم فرصة لتحرير الطاقات، ولإفراز قيادة سياسية جديدة ذات مصداقية عند الناس، بعيدا عن منطق المصلحة الشخصية والركض خلف الغنائم .. نعم أتكلم عن الناس، عن المواطنين الذين نسيناهم خلال فترة الصراع ونسينا بأن دور الحزب أولا وأخير هو تمثيلهم والترافع على قضاياهم المصيرية …

أمامنا اليوم فرصة لوضع قواعد تضمن التدرج داخل هياكل الحزب، وتنهي منطق الباراشوت الذي أوصل الكثيرين إلى مناصب تساوي مئات أضعاف ما كانوا يطمحون إليه في يوم من الأيام …

أمامنا اليوم فرصة لرسم حدود العلاقة بين الحزب ومنتخبيه، فرصة لرسم حدود العلاقة بين الفِعل السياسي والفِعل التنظيمي، فرصة لرسم حدود العلاقة بين المركز والجهات، فرصة لتدبير الطموحات بمنطق جديد مبني على الاستحقاق والكفاءة والتدرج، فرصة لاجثتات الطفيليات التي نمت وترعرعت في جوانبنا طيلة العشر سنوات الماضية …

أمامنا اليوم فرصة لاستعادة المبادرة داخل مشهد سياسي فارغ، ولرفع منسوب ثقة المواطنين في الأحزاب بالفِعل وليس بالقول … أمامنا اليوم فرصة لنقول للمغاربة بوجه مكشوف بأنهم كانوا على حق في أحكامهم، وبأن السياسيين خذلوهم ولم يكونوا في مستوى انتظاراتهم، وبأن “المغرب الممكن” الذي ناضلنا من أجله يوما لا يزال ممكنا …

أمامنا اليوم فرصة للاختيار، وبكل حرية، بين كتابة تاريخ جديد، وبين الدخول إلى مزبلة التاريخ !

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى