هلال تاركو لحليمي… محام ناجح يدافع عن قضايا الهجرة والمهاجرين بإسبانيا

يسير الإيحيائي _ هبة بريس _
في إطار السلسلات الأسبوعية التي ينجزها موقع “هبة بريس” والمتعلقة بمغاربة العالم الذين نجحوا في مساراتهم المهنية المختلفة وحققوا غاياتهم المثلى في جميع الميادين سياسية كانت أو إقتصادية أو حقوقية ، سنحاول خلال هذه الحلقة التي سافرت بنا إلى مدينة “تاراغونا” التعرف على شخصية حقوقية بإمتياز ، أخذت على عاتقها مهمة الدفاع عن المهاجرين وكبح جماح دعاة “رفض الآخر” داخل دولة أسست مبادئها الديمقراطية منذ عقود ، ولا زالت تناضل للقضاء على بعض السلوكات العنصرية التي تطفو بين الفينة والأخرى في هذه المدينة أو تلك.
المحامي المتألق “هلال تاركو لحليمي” المزداد بدوار “أولاد سلطان ” جماعة “ثلاثاء ريصانة ” إقليم العرائش ، مدينة العلم والصلاح وموطن الشرفاء والأتقياء ، هاجر إلى الجارة الشمالية في سن الشباب وعمره لا يتجاوز (21 سنة) بعد ما أنهى دراسته الثانوية في مسقط رأسه وبدأ مشواره الجامعي قبل أن يقرر الذهاب بعيدا عن دفئ العائلة حاملا معه أحلاما ما كانت لتتحقق لولا إصراره وطموحه القوي النابع من عزيمة قلما نجدها في شباب اليوم.
ضيف حلقتنا الذي نحت إسمه بحروف من ذهب في الأوساط الإسبانية وصار محط إحترام وتقدير من الجميع بدأ حياته الجديدة في إسبانيا كعامل مياوم في الحقول وأوراش البناء، ثم مستخدم في المطاعم فيما بعد ولو لفترة محددة يستطيع خلالها كسب قوت يومه وعينه لا تنام طمعا في تحسين ظروفه الحياتية من حسن إلى أحسن، كيف لا وهو ذاك الشاب الطموح الحامل لشهادة “الباكالوريا” في زمن كان للتعليم العمومي هيبته ومركزه الخاص.
شاءت الأقدار بعد ذلك أن يجتاز الأستاذ “هلال تاركو لحليمي” باكالوريا حرة في مدينة “تاراغونا” حيث أظهرت النتائج تفوقه اللافت ضمن المجموعة التي إجتازت معه الإمتحان كأول شاب مغربي يحصل على شهادة “باكالوريا الأحرار” في إسبانيا برمتها، هذا التتويج المستحق سيفتح شهية ضيفنا في مواصلة طلب العلم للحصول على إجازتين من كلية الحقوق بجامعة “تاراغونا بريجلي” تخصص قانون، قانون الشغل والعلاقات المهنية وغيرها من الشواهد في الدراسات العليا (إختصاصي جامعي للتسيير العام للهجرة).
ويعتبر الأستاذ “هلال لحليمي” مؤلف كتاب “بصمات على الرمال” أحد أهم المحامين البارزين في مدينة “طاراغونا”وله علاقات مميزة مع رجال القانون وهيأة المحامين إضافة إلى المكانة التي يحظى بها وسط زملائه في أوروبا، وكان أول من تصدى للخطاب العنصري الذي أحدث سجالا كبيرا في أوساط المهاجرين والحقوقيين السنة الماضية بعد التصريحات العدائية لزعيم حزب”فوكس” المتطرف،إذ رفع “لحليمي” دعوتين قضائيتين ضده يتهمه خلالهما بالعنصرية وكراهية المهاجرين والترويج لخطاب سياسي عنصري كورقة إنتخابية.
ويشغل المحامي المغربي الأصل والمنشأ عدة مناصب حقوقية وجمعوية،بعضها له علاقة بالمملكة المغربية والبعض الآخر ينتمي إلى البلد المضيف باعتباره عضو فاعل ونشيط في الحقل الحقوقي وهيآت حقوق الإنسان (عضو لجنة حقوق الإنسان بهيأة المحامين _ ريوس، عضو لجنة الهجرة بهيأة المحامين _ ريوس ، عضو لجنة العنف ضد المرأة ، رئيس جمعية المحامين المغاربة من أصل مغربي الممارسين في الخارج ،رئيس جمعية المحامين المغاربة الممارسين بإسبانيا والعالم ،الكاتب العام للتحالف الدولي للحقوق والحريات،رئيس جمعية مواطنون من أجل التعايش والتنمية “وطني”).
وفي حديثنا مع “لحليمي” حول علاقته بالمغرب أكد أن الوطنية والإنتماء سيظلان عنوانا بارزا في حياته الشخصية والمهنية، وجزء لا يتجزأ من ثقافة الإعتراف وحبه للوطن الذي أبان عنه في عدة مناسبات ومؤتمرات لعل آخرها ذاك الذي إنعقد في مدينة مراكش تحت إشراف وزارة “بنعتيق” ومشاركة عدد من المحامين المغاربة الممارسين في المهجر،حيث كان يهدف إلى لملمة شملهم في مبادرة إستحسنها الجميع،لكن الرياح هبت بما لا يشتهيه هؤلاء المترافعين عن قضايا الوطن والمهاجرين رغم الإمكانيات الضخمة التي رصدت لهذا المشروع خاصة بعد تعيين حكومة الكفاءات التي يبدو أنها لا زالت تتخبط في معالجة بعض المشاكل المتعلقة بمغاربة العالم.
ولم يخف المحامي “هلال” إمتعاضه الشديد مما أسماه “تهميش الكفاءات المغربية بالخارج” والإستفاذة من تجاربها المتراكمة لأجل النهوض بالقضايا ذات الأولوية القصوى كملف الصحراء المغربية الذي يتطلب جهدا كبيرا في المحافل الدولية،ناهيك عن الإستعانة بالمحامين الأجانب عوض المغاربة في مختلف السفارات والقنصليات المغربية بالخارج،وتلك صورة قاتمة يجب إعادة النظر فيها ومعالجتها ضمن توصيات الملتقى الدولي الرابع الذي لم يعلن عن تاريخه ولا مكانه إلى غاية اليوم _ حسب المتحدث _ .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى