مستشفى سطات يُسابق الزمن لوقف نزيف موت الأطفال الخدج

كشف مصدر طبي لـ”هبة بريس” ان إدارة مستشفى الحسن الثاني بسطات تسابق الزمن بمعية شركائها وبعض الفعاليات السياسية والجمعوية لوقف نزيف “موت الأطفال الخدج” الذين يولدون قبل اتمام الاسبوع السابع والثلاثين من النضج، والقادمين من مختلف المستشفيات وخاصة مستشفى برشيد وابن احمد والنواحي، هذه المرافق الصحية التي تعمد على تصديرهم إلى مستشفى سطات الذي يفتقر لتجهيزات طبية متخصصة لاحتضانهم حتى اكتمال نموهم، بدل تحويلهم إلى مستشفيات البيضاء التي تفي بالغرض، مما يعرضهم هؤلاء الابرياء لشبح الموت، الأمر الذي ساهم في الرفع من نسبة الوفيات في صفوفهم.

وأضافت مصادرنا، إن إدارة المستشفى التي تشتغل وفق مقاربة تشاركية تأخذ بعين الاعتبار البعد الانساني والاجتماعي، عمدت على عقد العديد من الشراكات ذات النفع العام بتعاون ودعم من قبل عامل الإقليم الذي أعطى تعليماته للجهات المعنية بالدفع بعجلة الإصلاح وإعادة الاعتبار لهذا المرفق الصحي الذي تحول إلى روش كبير للبناء من خلال إنشاء جناح خاص لطب الأطفال بتقنيات وتجهيزات طبية حديثة وإحداث وحدة خاصة بإنعاش الاطفال حديثي الولادة، وآخر لاستقبال الأطفال المرضى وأمهاتهم المرافقات لهم بطاقة استيعابية تفوق 200 سرير، وممر خاص بنقل المواليد مباشرة من قسم الولادة صوب هذا الجناح الذي يضم بدوره قاعة للألعاب والترفيه.

هذا وتُعوّل إدارة المستشفى في إنجاح هذه التجربة الفريدة من نوعها في تاريخ الصحة بالإقليم (تعوّل) على دور النسيج الجمعــــوي في ترسيخ ثقافة الاعتراف وعقد لقاءات تحسيسية مع الساكنة وحث الأمهات المرافقات لأبنائهن المرضى على المحافظة على جمالية ورونق المكان، والاعتناء بممتلكاته وعدم تعريضها للتخريب والتكسير.

خطوة إنشاء قسم خاص بطب الأطفال يأتي في سياق الإكتظاظ التي بات يعرفه مستشفى الحسن الثاني بسطات، والذي حوّل معظم أقسامه وأجنحته الطبية إلى ما يشبه سوق أسبوعي يعج بالمرضى والزوار، ما أدخل العاملين به في دوامة الواقع المرير بسبب ظاهرة الاكتظاظ والفوضى والاعتداءات المتكررة على  الأطر الطبية، التي تجد نفسها عاجزة أمام هذا الزخم الكبير للمرضى في ظل نقص الموارد البشرية وضعف التجهيزات الطبية وتآكلها وتهالكها، مما ساهم بشكل مباشر في ارتفاع نسبة الوفيات في صفوف الاطفال الخدج ناهيك عن ارتفاع ظاهرة “تصدير” النساء الحوامل القادمات من المستشفيات المتواجدة بالإقليم صوب مستشفى سطات.

رؤية إصلاحية تروم رفع الخدمات الطبية وجعل هذا المرفق مرفقا يليق بمرتفقيه، (رؤية تبصرية) تنهجها إدارة المستشفى تتطلب من كافة المتدخلين بدأ من الوزارة الوصية على القطاع والمديرية الجهوية والاقليمية والمجالس المنتخبة من أجل التدخل العاجل لتقديم الدعم الكافي لهذا المرفق العمومي وانقاذه من شبح الخصاص في الموارد البشرية واللوجستيكية، والتفكير في إنشاء مستشفى جامعي بمدينة سطات يتضمن كافة التخصصات الطبية حتى لا يجد المرضى أنفسهم على “سفينة البحث عن النجاة” من موت محقق تائهين صوب مستشفيات البيضاء ومصحاتها الخاصة التي أثقلت كاهلهم بفواتيرها الملتهبة.

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى