مساخيط العهد الجديد ..الحلقة الثامنة : هشام بوشتي “مزور الوثائق والحقائق”

من كان يظن أن أجهزة المخابرات الجزائرية التي تفننت ونجحت في هندسة مخططات للدفاع عن الاطروحة الانفصالية ل”الجبهة الوهمية” والترويج لمغالطات للاساءة للوحدة الترابية للمملكة، قد تسقط “ضحية” نصب “ضابط مخابرات مزيف” يدعي خدمته لسنوات بالمخابرات المغربية وتوفره على معلومات مهمة ومعطيات خطيرة حول المملكة. فما قصة “المخزني الكذاب”?

في شهر فبراير سنة 2000، التحق هشام بوشتي بصفوف القوات المساعدة، حيث كاتبا بمكتب الضبط بالمفتشية العامة للقوات المساعدة، قبل طرده سنة 2002 بسبب فراره من الوحدة التابعة له، بعد تورطه في فضيحة تزوير وثائق ادارية.

اقدام بوشتي على تزوير وثائق باستغلال ختم القوات المساعدة بمنزله، تسبب في اعتقاله بعد إعفاءه وتوجيه تهمة النصب والتزوير واستعمال وثائق إدارية وتحصيل بغير حق على خاتم حقيقي واستخدامه بطريقة الغش والمشاركة، هذه التهم التي اعترف بها المعني بالامر، وأكد أنه قام بتزوير استدعاءات للتوظيف في صفوف القوات المساعدة لفائدة أشخاص من مدينة وجدة مقابل مبالغ مالية.

وأدين هشام بوشتي بالتهم الموجهة اليه وحكم سنة 2003 بسنتين سجنا نافذا وغرامة مالية تقدر ب2540درهما، قبل أن يغادر السجن سنة 2005 ويختار النصب على ضحايا جدد بتزوير وثائق الهجرة الى اوربا بعدما تسلل الى مدينة مليلية المحتلة.

“جرائم” بوشتي الجديدة، تسببت في اعتقاله مرة أخرى وادانتو بالسجن سنتين، حيث اختار طلب اللجوء السياسي هذه المرة بعد مغادرته لاسوار السجن.

استقرار بوشتي ببلد جديد، دفعه الى احتراف تزوير الحقائق بدل تزوير الوثائق، حيث بدأ في الترويج لمغالطات كبرى تتمثل في ادعاءه العمل سابقا بالاجهزة المغربية وكذا توفره على معلومات ومعطيات مهمة حول مسؤولي المملكة وأسرارها الداخلية.

ادعاءات بوشتي أسالت لعاب الاجهزة الجزائرية، التي أخذت تساوم “المخزني الكذاب” بالاستفادة من مبالغ مالية مهمه مقابل مجها بمعلومات “حساسة” حول المملكة ومسؤوليها، وكذا مقابل ترويج بوشتي لأكاذيبه إعلاميا.

صفقة أجهزة الجارة الشرقية، كانت مربحة بالنسبة لبوشتي الذي أخذ يرى بأنه “سيضرب عصفورين بحجر واحد” ألا و هما الاساءة لبلده الأم والانتقام منها بسبب معاقبته على جريمته وكذا الاستفادة من مبالغ مالية كبيرة و شهرة صغيرة في وسائل الاعلام المغاربية والعربية.

وفي هذا الصدد، روجت الأبواق الاعلامية التابعة للنظام الجزائري، لوثيقة “مزورة” قدمها بوشتي ل”مخابرات بوتفليقة” آنذاك، على أساس أنها مراسلة مسربة من المديرية العامة للدراسات وحفظ المستندات المغربية، تكشف عن تعاون بين المغرب والتنظيم الإرهابي من خلال تنسيق وصل حد لقاء سري جمع أمير التنظيم المسلح «عبد المالك درودكال» وضباطا في جهاز مراقبة التراب الوطني فوق التراب الموريتاني.

وادعت الصحف الجزائرية، أن الوثيقة المذكورة تكشف محاولة المخابرات المغربية، إحياء «النشاط الإرهابي في الأراضي الجزائرية»، من خلال توفير «الرعاية» لقيادة التنظيم الإرهابي «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي». على حد تعبيرها

أكاذيب الصحف الجزائرية لم تدم طويلا، حيث خرجت وزارة الداخلية المغربية ببلاغ أكدت من خلاله على أن الأمر يتعلق بدون شك بوثيقة مزورة بشكل صارخ، وأن الأبحاث، التي تم إجراؤها بهذا الخصوص، أظهرت أن هذه الوثيقة المزورة تعود الى المدعو هشام بوشتي الذي كان أول من نشرها على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك».

ادعاءات وأكاذيب بوشتي لم تتوقف الى هذا الحد، حيث استغل بعدها الهجمات الارهابية التي شهدتها دولة تونس، لاتهام المغرب بالتورط فيها ، قبل أن يخرج مسؤولون تونسيون ومواطنون بتصريحات لمهاجمته واتهامه بسعيه الى الاساءة الى العلاقات بين البلدين الشقيقين والصديقين.

هشام بوشتي، الذي برع في تزوير الحقائق والوثائق للاساءة لبلده الام والحصول على مبالغ مهمة من أعداء الوحدة الترابية، يعد أحد أبرز مساخيط العهد الجديد، الذي استغلوا جميع مواهبهم في النصب والاحتيال والتزوير لأكل الغلة وسب الملة دون حسيب أو رقيب.

فهل يستمر المخزني الكذاب في ابراز مواهبه وللترويج لمغالطاته?

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى