مصطفى العلوي ..شخصية تركت بصمات في الكلمة والحقيقة

بالرغم من كونه مصاب جلل ..يمكن الجزم ان الفرصة سانحة اليوم لاعلانه رجل اللحظة ..شخصية تركت بصمات في الكلمة والحقيقة ..انه الصحفي الراحل مصطفى العلوي الذي غادر الحياة عن عمر ناهز 83 سنة.

تاريخ الهالك حافل بالقصص الطريفة اولها ما ورد على واجهة موقع “الجزيرة ” اذ يحكى أنه ذات يوم ذهب ليغطي مظاهرات ساخطة فأتى به مسؤول امني وسأله عما يفعله هناك فأجابه بأنه كان يغطي زيارة المواطنين لعين طبيعية بغرض الاستشفاء تسمى “العين الحمراء”.

لكن ما لبث أن استقبله الحسن الثاني وخاطبه بقوله “إذا كنت ضحكت على ذاك المسؤول فلن تضحك علي، وإن لم تخبرني أين كنت فسأعطيك أنا كل التفاصيل”.

حدث اخر يرويه اكثر من مصدر ويتعلق باستضافة المغرب لإحدى القمم العربية بتمويل مغربي خالص دون مساعدة الدول العربية، وخلال الندوة الصحفية التي عقدها الملك بعد انتهاء أشغال القمة، فوجئ العلوي بسؤال مكتوب يصل إليه لطرحه في الندوة يتعلق بمن مول أشغال القمة، فأجاب الحسن الثاني قائلا “انظر إلى وجه وزيري في المالية وستعرف من أين التمويل”.

واكتشف العلوي لاحقا أن الرجل الذي أوصل إليه السؤال الذي أراد الحسن الثاني طرحه، أخطأ في وجهته وعوض أن يقدمه لمدير وكالة المغرب العربي للأنباء قدمه لمصطفى العلوي.

مواقف الراحل مصطفى العلوي كثيرة ومتنوعة .. يحكى أنه في أحد الأيام استقبل الحسن الثاني في لقاء سري أعضاء الكتلة الوطنية المعارضة، وجعلهم يحلفون على المصحف بعدم البوح بانعقاد هذا اللقاء، لكن فوجئ الجميع بمصطفى العلوي ينشر الخبر في جريدته، فما كان من الملك إلا أن بعث إلى العلوي يطلب منه اسم من سرب خبر اللقاء، فبعث العلوي ردا إلى الملك في ورقة كتب فيها “يا سيدي هل تذكر يوم تقابلنا في دار الباهية في مراكش وقلت لي إن الصحفي المحترم هو الذي لا يكشف مصادره؟”.

قال العلوي إنه تعرض لمحاولة اغتيال في بداية ثمانينيات القرن الماضي، حيث اقتحم مسلح مكتبه وهدد بإسكاته نهائيا، فانقض العلوي على الرجل ووجه المسدس الذي كان يحمله بعيدا عنه، فما لبث المسلح أن فر بعد أخْذ سلاحه وألقي القبض عليه لاحقا دون أن تكشف التفاصيل الكاملة للقضية.
كان مصطفى العلوي عدوا لدودا لوزير الداخلية القوي وقتها الراحل إدريس البصري، وكان يوجه له انتقادات كثيرة عبر جريدته وهو الأمر الذي ظل معه القيدوم يغير الجرائد فبعد كل منع يطرح اسما جديدا بالأسواق .

التاريخ يسجل .. ففي سنة 1963 توبع من طرف وزير الداخلية آنذاك أحمد الحمياني بعد أن كتب عن اعتقال أقطاب الإتحاد الوطني للقوات الشعبية. وبعد سنة من ذلك فسيتعرض للأسوء حيث اختطف لمدة ستة أسابيع بعد نشره رسما كاريكاتوريا .

واستمرارا في التضييق منع كتابه الصادر ببيروت حول ” تاريخ دخول الأجانب إلى المغرب ” وهو في 5 أجزاء .

وفي سنة 1982 تم اعتقاله من طرف ضباط إسرائيليين أتناء تغطيته للغزو الإسرائيلي على لبنان .

وسنة 2000 تم الحكم عليه بثلاثة أشهر نافدة بعد متابعته من طرف وزير الخارجية محمد بنعيسى في ملف يتعلق باقتنائه الإقامة الديبلوماسية بواشنطن.

وفي يونيو 2003 تم حبسه 3 أشهر نافدة بعد نشره بلاغ لمنظمة الصاعقة. وسنة 2007 حكم عليه بغرامة 20000 درهم بعد نشره رسالة من الشبكة العنكبوتية.

من بين أهم الأشياء التي تميز مسار مصطفى العلوي هو تأريخه لأحداث مهمة في المغرب وتوثيقه للحظات راسخة جعلت جريدته الوحيدة المتواجدة بين الصحف المغربية بالبيت الأبيض نظرا لاعتبارها مرجعا دقيقا لذا كل الجهات الدبلوماسية الوطنية والأجنبية المهتمة بالمغرب نظرا لذاكرته القوية وبحثه الشغوف عن الخبر وتقديمه للسبق .

في سنة 2011 سيصدر مصطفى العلوي كتابه “مذكرات صحافي وثلاثة ملوك” تناول به علاقاته بشخصيات كبرى أثرت بشكل واضح في تاريخ المغرب المعاصر، إضافة إلى أحداث وذكريات وشخصيات ووقائع دقيقة عاشها تأرجحت بين النجاحات والمحن التي جرتها عليه مهنة المتاعب

كما ذكر مصطفى العلوي في كتابه أن الملك محمد السادس أنقذ حياته عندما تكفل بمصاريف علاجه في إسبانيا بعد إصابته بمرض خطير كاد يودي بحياته اسمه “موت الأعصاب”.

يبقى مصطفى العلوي جبل شامخ من جبال المغرب والصحافي المخضرم صاحب أكبر عدد من الأخبار التي يتوفر فيها السبق الصحفي والتحليل الواقعي .

وهو القائل رحمة الله عليه ..” عملي الطويل كان مشوبا بمضايقات أكثر من اللازم وأعتقد أن المتاعب التي لقيتها لو كانت تكتب في سجل غينيتس لكان لها المكان المرموق ”

ملاحظة : المقال نتاج لبحث في العديد من المراجع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى