مايسة تكتب : الصحرا في يد شبابها، والنظام يستجدي رضا العالم

 

بقلم : مايسة سلامة الناجي 

الصحرا في يد شبابها، والنظام يستجدي رضا العالم إلا رضا شعبه 

—–أعلن مولاي حفيظ العلمي صبيحة اليوم بيع شركات التأمين لمجموعته “ساهام” لشركة جنوب إفريقية “سانلام” بمقابل 1.05 مليار دولار، وحسب نفس التصريح أن القرار اتخذ لأجل المصلحة العليا للوطن وتخصيص هذا المال لتمويل مشاريع إفريقية! وحامت الانتقادات حول سبب تفويت واحدة من أنجح الشركات المغربية لغريم سياسي خلال أزمة بين البيلدين حيث احتجزت محكمة جنوب إفريقية باخرة فوسفاط مغربي تحاول اليوم بيعها في المزاد العلني، وكيف لهذا أن يكون له أي علاقة بالوطن ومصلحته!
(…)
قرار بهذا الحجم، في رأيي، إن تمعنا في تفاصيله، قرار بيع واحدة من أنجح الشركات الوطنية التي تعدت استثماراتها حدود البلد، بيعها لأخ رئيس جنوب إفريقيا ـ بلد معادي للوحدة الترابية، لا يمكن أن يُتّخذ بعيدا عن موافقة ملكية إن لم يكن قرارا ملكيا، كوننا نعلم أن أغلب أغنياء المغرب مستثمريه يلعبون دور الواجهة لرأسمال مول الشي وكلشي… وإن لم يكونوا واجهة فهم شركاء، وليسوا أحرار بالمرة، ولا يعقل أن يخصص أحد أرباح بيع شركاته الخاصة وهي أرباحه الشخصية لصندوق تمويل إفريقي (أو لدعم ملف تنظيم مونديال 2026 بدعم أصوات إفريقية)، إلا إن كانت رغبة ملكية وبالتالي كانت تلك أو جزء منها أموالا ملكية، لعلمنا أيضا باهتمام محمد السادس الذي لم يسبقه إليه ملك مغربي من قبل بالقارة الإفريقية أن وجد فيها وفي تقوية هويتها ووحدتها ملجأ من الضغط الغربي ثم في حلفائها حلا لملف الصحرا. وبالتالي تفويت “ساهام” هو قرار سياسي/ اقتصادي أكثر منه قرار فردي لمولاي حفيظ العلمي، فلربما كانت هذه الصفقة التي سيستفيد منها رئيس جنوب إفريقيا بداية هدنة ومصالحة لفك احتجاز باخرة الفوسفاط المغربية، أو ضمان صوت جنوب إفريقيا في ملفات كروية أو أخرى، أوأكثر من ذلك تغيير مواقف جنوب إفريقيا من القضية الوطنية للمغرب!

القضية الوطنية التي بُذِّر لأجلها أموال خارج المغرب أكثر مما صُرف لتنمية المغرب منذ قرن، ما بالك بالتنمية في جهات الصحرا نفسها.. واسترزق منها عدد من مدعي الدفاع عنها كما استرزق منها ديبلوماسيو وصحافيو الخارج أكثر من ميزانية المغرب في العشرة أعوام الأخيرة، وها نحن اليوم نشهد بيع واحدة من أقوى الشركات المغربية التي بذل لأجل إطلاقها وإنجاحها مولاي حفيظ العلمي كل جهده وسنوات خبرته لتصير عنوانا لمغرب الاستثمار واستقرار المقاولات ودليلا على وجود سوق مستهلك مستقر ضامن للربح وبالتالي نموذجا لاستقطاب مستثمرين آخرين، تم بيعها لأجل استقطاب ود وتغيير مواقف جنوب إفريقيا.. مع أن كل تلك الأموال التي صرفت على لوبيات أوروبية وأمريكية وديبلوماسييهم ومنابرهم الإعلامية، وأموال تنمية بلدان إفريقية لكسب ود رؤسائها واليوم بيع شركات مغربية ناجحة لو صُرفت لتنمية الأقاليم الجنوبية بالسكن الائق والمستشفيات والجامعات والأسواق والشركات وتوفير فرص شغل وضمان عيش كريم للساكنة الصحراوية، بالموازاة مع تكوين شبابها سياسيا واقتصاديا وديبلوماسيا للدفاع عن قضيتهم الوطنية، بالموازاة مع إنصاف ومصالحة حقة مع أجيالها السابقة بتقاعد مريح وتكريم وإشراك في التنمية، لما احتجنا تمويل كل الباقي بكل أموال واستثمارات المغرب لشراء مواقفهم، وما عكرت قرارات محكمة الاتحاد الأوروبي صفونا، وما قررت جنوب إفريقيا في مصير فوسفاطنا، وما بعثنا ديبلوماسيينا بالهدايا والأموال لتطييب خواطر المبعوثين الأمميين، وما همتنا الجزائر وفخاخها، وما عصرنا جيب المواطن المغربي الذي يفتقر إلى الماء والكهرباء والدواء في بوادي المغرب المنسي لبناء عاصمة جنوب السودان وملاعب الكوديفوار ومساكن الكابون ومدارس الطوڭو! نظام يستجدي رضاء الكل إلا رضا شعبه!

قضية الصحرا في تنمية الصحرا وملف الصحرا في يد شبابها، ومتى ما اقتنعتم بنظريتنا البسيطة هاته اختصرتم على الشعب ملايير من ثرواته وثرواتكم لاستجداء الغير.

 

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. هذه السيدة تتطاول كثيرا بذكر خزبلات لا أساس لها من الصحة إلا في ذاكرتها البسيطة، المغرب بلد حر لا يأبى الركوع إلا لله وحده ،السيد العلمي إذا أراد تفويت ما يملك لخدمة بلده، فهذه تحسب له لا عليه،أما هذه السيدة فلا تقدم الى الكلام الفارغ الهدف الاساس منه هو الظهور بمظهر العارف والعالم بالامور مع أنها الى حد علمي لم تتلقى أي تكوين أكاديمي يسمح لها بذلك.حب الذات سمح لها بتحليل أمور ليس من اختصاصها سوى الادعاء بالمعرفة من أجل حب الظهور لتخليد اسمها في مواقع التواصل الاجتماعي مثل ما وقع لذلك الأعرابي الذي خلد اسمه في تاريخ ببوله في مسجد رسول الله عليه الصلاة والسلام… اللهم جعلنا بناة لوطننا ولو بكلمة طيبة في حقه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى