طارق العربي طرقان.. أسطورة الطفولة والرمز الذي نحت الذائقة الفنية في قلوب الصغار

هبة بريس – ربيع بلهواري

في إطار تواصلها الدّائم مع زوّار الجريدة ورغبة منها في تنويع وتكثيف مواضيعها الثقافية والفنّية، ستعمل جريدة هبة بريس على تقديم سلسلة فنّانون منسيون، وهي سلسلة أسبوعية تتضمّن بروفيلات لفعّاليات فنّية و ثقافية معروفة شملها التّهميش والنّسيان ،على أمل أن تشكّل هذه المادّة الفنّية فرصة لإعادتهم إلى الواجهة من جديد.

طارق العربي طرقان.. أسطورة الطفولة والرمز الدي نحت الذائقة الفنية في قلوب الصغار

“يبدو أنكم تحفظون الأغاني أكثر منّا”، هكذا علّق الفنان طارق العربي طرقان على أهازيج جمهور من الشباب وذلك ضمن تظاهرة أيام قرطاج الموسيقية لعام 2018  بالعاصمة تونس.

كيف لا نحفظها يا طارق وهي التي خطّت أسطر طفولتنا، رسمت نقش ذكرياتنا وأضحت رمزًا لسعادتنا؟

عقدان أو أكثر يفصلان جيلًا تربّى على صوت طارق العربي طرقان، زمن يفصلنا عن حياة بريئة وأحلام بسيطة نتمنّى للحظات أن يتوقف الزمن ونسترجع قلوبنا الصافية التي كانت وقتها.

لمن لا يعرف طارق العربي طرقان، وهنا أتعجّب بيني وبين نفسي من هذا الذي لا يعرف أسطورة الأطفال، ذاك الصوت الشجي الذي يرن في مسامعنا بالحنين والذكريات، هو مشرقي الأم وجزائري الأب، هكذا هي أصول أسطورة الطفولة، إذ ولد في عاصمة الياسمين دمشق سنة 1959، وتخصّص في النحت وحصل على شهادة الفنون الجميلة في هذا المجال.

من ثمّ انطلقت رحلته مع الموسيقى والتلحين واختار أن ينحت ذائقة أخلاقيّة لدى الأطفال من خلال صوت عذب وألحان سحريّة.

أسّس قانونًا يسري في عالم الشارات الكرتونيّة بأولى أعماله التي كانت شارة “ماوكلي” وجعلت منه الرائد في تأسيس مدرسة موسيقية جديدة في مجال أغنية الطفل.

فتى الأدغال كان بوّابتنا الأولى لنكتشف قيم المحبّة والتعاون والوحدة. من ثمّ تلته عشرات الأعمال التي لعبت دورًا محوريًّا في إيصال المفاهيم الإنسانية ببساطة وسلاسة.

“حكايات تموج بالألوان عن عالم الخيال المليء بالجمال”، هي تلك التي استخلصنا منها أن من “يعمل جاهدًا ولا يخشى المحن” سيكون حتمًا ذكيًا كـ”كونان” وأن شرف الصداقة وصدق المشاعر لا تكون إلا على طريقة “روميو وألفريدو” وأنه لا يوجد أفضل من “سامي” أخًا لنا في هذا العالم.

لولا رولا وعلاء شخصيات “الماسة الزرقاء” لما تعلّمنا أن “الأرض وما فيها بالعلم نحميها وخير بني الإنسان يبنيه ويبنيها”

ولولا صقور الأرض لما عرفنا أن ” شرف الوطن أغلى منّا ومن ما قد يجول في فكرنا في كل زمن”. ولولا رولا وعلاء شخصيات “الماسة الزرقاء” لما تعلّمنا أن “الأرض وما فيها بالعلم نحميها وخير بني الإنسان يبنيه ويبنيها”.

تعلّمنا من “موكا موكا” الذي “يساعد من يحتاج العون يحاول أن يصل إلى الحل” ومن “بابار” الذي قال لنا إنه “بالأخلاق الفاضلة بالمحبّة بالأمل نسمو ننتصر على المصاعب بالعمل”. من منا لم يحلم يعيش بمدينة كـ”مدينة النخيل” التي فيها  “كل شيء جميل ” و أن يختبئ في حديقة سريّة تلك التي تزرع فيها في اليأس أملًا.

وليومنا هذا نسمع هذه الأغنيات. ليومنا هذا نردّدها علنًا أو خفية لأنّنا نفقد معها مرحلة النضج ونغوص في ذكريات نسرقها من العمر علّها تمنحنا املا في واقع قاتم.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى