بورتريه وتعليق.. حمزة نمرة مجدد التراث العربي

هبة بريس – ربيع بلهواري

في إطار تواصلها الدّائم مع زوّار الجريدة ورغبة منها في تنويع وتكثيف مواضيعها الثقافية والفنّية، ستعمل جريدة هبة بريس على تقديم سلسلة بورتريه وتعليق وهي سلسلة أسبوعية تتضمّن بروفيلات لفعّاليات فنّية و ثقافية معروفة تشمل نبذة مقتضبة عن مسيرتهم الإبداعية والشّخصية على أمل أن تشكّل تعليقات القرّاء ورأيهم في الشّخصية الأسبوعية محور البورتريه الجزء المكمّل للمادّة الصّحفية المرجوّة، كما نهيب بزوّارنا الكرام في هذا الإطار أن تكون تعليقاتهم في مستوى أدبي مقبول ترّكّز بالأساس على مسيرة وأعمال الشّخصية المقدّمة دون الإنزياح في ركن لا أخلاقي محضور يمسّ بسمعة هذه الشخصية.

حمزة نمرة مجدد التراث العربي

تعرف عليه الجمهور المغربي من خلال إعادة توزيع وغناء أغنية “ناس ناس”، حيث فضّل المطرب المصري المقيم بلندن حمزة نمرة أن يمزج أغنية “إيناس إيناس” الأمازيغية للفنان الراحل محمد رويشة مع إيقاع غربي، ويقدمها في حلة أغرت الكثير من الأجانب بالتمايل على إيقاعاتها السحرية لينبري بعدها لعدة تلاوين مغربية منها العيطة من خلال اغنية الشاوية كواتني وكذا اغنية ناس الغيوان الشهيرة الصينية التي اداها بتوزيع موسيقي مذهل استحسنه الجمهور المغربي.

ومن هنا قرر حمزة أن يجمع ألحان فلكلورية عربية، وجدت عبر التاريخ، ليبحث في أصولها، ويكتشف بداياتها وأوّل فنان قام بغنائها ومن ثم يقوم بإعادة توزيعها، لدمجها مع ألحان غربية وعالمية، وإعادة غنائها مع فنانين وموسيقيين من جميع أنحاء العالم.

كان التصور العام للتجربة مميزا وناجحا منذ ظهوره، خاصة أنه ينهل من العمق التراثي العربي ويؤثث لماهية إبداعية بروافد غربية تتقمص التجريب.

نمرة وبذكاءه الموسيقي حافظ على هذه الشعرة، وكانت التجربة ذكية في الوصول إلى شكل يزيح تراب الوقت عن جواهر مدفونة، ويُبرز بريقها بشكل احترافي.

كانت لمسته تجريبية بالكثير من الفن والإبداع، وهربت تمامًا من أن تكون المعالجة تجارية، وهو أمر يضمن حدًّا مقبولا من النجاح، لكن طموح نمرة كان أكبر فيما يبدو. فمن خلال هذه المقاربة كان واضحًا أنه أمسك بداية خيط ما، ثم توالت الأغنيات التي يقدمها نمرة من تراث الوطن العربى، من خلال برنامجه (ريميكس) الذي قدمه على شاشة التليفزيون العربى، والذي جاب من خلاله حلقاته دولا عربية كثيرة بحثًا بين أهلها عن أغنيات تستحق أن يعاد تقديمها بعد مزجها بموسيقى من أشكال مختلفة: اللاتينية والراب والريجى والهاوس ليواصل بعدها المسيرة لحسابه الخاص وبعية فرقته اكسفورد بعدما تمرس في التنقيب والاجادة الكلامية والنغمية لجميع انواع الفلكلور.

ومن أنواع هذا الغناء الشعبي الذي استهدف بالمناولة ما يسمى بالسناد، وهو الغناء الثقيل ذي الترجيع كثير النغمات، والنبرات الذي يعتمد على القافية المطلقة، والهزج والزجل .

حمزة نمرة هو مؤلف موسيقي ومغني، وعازف جيتار مصري، من مواليد 15 نوفمبر 1980 درس الموسيقى والهندسة الصوتية في بريكلي ميوزيك الامريكية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى