“جيهان” تتحدى الإعاقة وتلج ماستر القانون الجنائي “فيديو”

هبة بريس – محمد منفلوطي

في زمن الموضة، والسباق نحو اقتناء لباس الفقر والجوع والمذلة وحلاقة الرؤوس التي تعود إلى العصور البدائية وكأن المرء يحن إلى زمن التطبيع مع التخلف، في هذا الزمان بالضبط، نسوق لكم نموذجا بصيغة تاء التأنيث، لشابة لم تركب موجة الموضة ذاتها كباقي بني جلدتها، بل اختارت طريقا غير طريقهم، وعاهدت نفسها ان تحقق أحلامها وآمالها متحدية إعاقتها.

إنها الطالبة “جيهان” التي تعاني إعاقة كاملة، عاهدت والدها الذي توفي قبل ان يزفها عروس إلى بيت زوجها، عاهدت نفسها ان تواصل مشوارها العلمي لتلج بذلك مقاعد العلم بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بسطات، كطالبة في سلك الماستر شعبة القانون الجنائي متسلحة بإيمانها القوي بالله، ومستندة على كتف والدتها التي وهبت حياتها لها كاملة دون نقصان.

ارتأت ّجيهان” ان تمتطي كرسيها المتحرك لتخطو خطوات ثابتة صوب مقاعد البحث العلمي، متدرجة عبر السلك الابتدائي والإعدادي مرورا بالسلك الثانوي ووصولا إلى التعليم الجامعي، كلها طموح وثقة في النفس ان تحقق حلمها وحلم والدتها التي رافقتها طيلة مشوارها الدراسي كحارسة أمينة وسائقة محترفة لمسارها التعليمي والإجتماعي والأسري، علما انها فقدت الأب وهي طفلة صغيرة، لتتحول الأم بعدها إلى مربية وراعية لشؤون بيتها ومستلزمات صغيرتها التي ومنذ صغرها تعاني إعاقة شديدة.

على الرغم من كل ذلك، تعيش “جيهان” حياتها وأحلامها وتعمل جاهدة على تحقيقها، لم تستسلم يوما من الأيام، بل تتحدى الإعاقة يوما بعد يوم، وكلها أمل أنها ستفوز في الأخير.

أكملت “جيهان” دراستها الإعدادية والثانوية بامتياز، وحصلت على شهادة الباكلوريا التي خولت لها متابعة دراستها الجامعية بشرف، لم تتوسل يوما أو تضعف، كلها حيوية ونشاط ضاربة بذلك للجميع نموذجا حيا في الصمود والتحدي، حتى أضحت عنوانا بارزا بين محبيها من زميلاتها وزملائها الطلبة والطالبات، وبين أساتذتها وأستاذاتها الذين أحبتهم وأحبوها وبادلوها التحية ذاتها.

تجد جيهان تسابق الطيور في البكور لتأخذ مقعدها بلا ملل ولا كلل، تجدها الأولى على لوائح الناجحين والناجحات راسمة بذلك معالم الجد والمثابرة والتطلع إلى غد أفضل، هكذا أبت إلا ان تتحدى مرضها وإعاقتها من فوق كرسي متحرك تقطع الكيلومترات ذهابا وإيابا لتتخطى أسوار الجامعة وكلها أمل ان يتوج مسارها العلمي بالحصول على الدكتوراه.

الأم الحارسة الأمينة ورفيقة الدرب الصادقة، التي اعطت نموذجا للأم المغربية في الكفاح والنضال ورعاية الأبناء، قالت وبعبارات تحمل في طياتها الكثير من العبر والدلالات: ” أنا يا وليدي منذ أن رزقت بهذه الطفلة وانا أعاني وأكافح معها، أدخلتها قسم التحضيري وهي معاقة لاتقدر على الحركة، ومنه إلى الاعدادي والثانوي، وها انا اليوم أواصل معها المشوار لاستكمال دراستها الجامعية، توفي أبوها الذي كان يأمل أن يوفر لها حياة مليئة بالسعادة والهناء علما ان شغله الشاغل كان هو حصول جيهان على منصب شغل يحفظ كرامتها وكرامة أسرتها”.

وتابعت الام المثالية قائلة: ” اناشد ملك البلاد حفظه الله، أن يمن بعطفه وكرمه على هذه الشابة الطموحة ومساعدتها للحصول على شغل قار ومنصب مالي  لضمان مستقبلها” .

كاميرا هبة بريس، قابلت جيهان وهي في طريقها إلى مدرج العلم بالكلية ذاتها ضمن اللقاء التالي:

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. يجب تشجيعها لان الاعاقة في العقل و ليس في الجسد ما يطلق عليه
    اجسام بغال و عقول الصراصير لان حتى العصافير تفكر احسن منهم و هنا اعني فءة لا تميز بين الحقوق و الواجبات

  2. ابنة سطات فعوض ان يتكلم مول الكاسكيطة و امثاله عن هده الفتاة الطموحة من اجل مساعدتها خصوصا انها من مدينته مشا تيتعلق فين يتفلق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى