وزراء بين الأمس واليوم.. الحلقة السادسة: لحسن الداودي

هبة بريس – لبنى أبروك

غريب أمر هاته السياسة التي قد ترفع شخصا من أدنى الأوساط الى أعلاها، ومن أعلى المراتب الى أدناها، التي تدفع الشخص منا إلى تغيير “جلده” مرات عدة، إلى الحديث تارة باسم الدين وأخرى باسم الشعب أوخرى باسم القانون .

وزراء وسياسيون آثاروا استغراب وصدمة المغاربة بسبب التناقض الواضح في مواقفهم قبل وصولهم إلى الكراسي الوزارية، أو بعد مغادرتهم لها.

وزراء ادعوا الإيمان بمواقف وأراء شعبوية خلال حملاتهم الانتخابية ثم اصطفافهم في معارضة الكراسي البرلمانية، قبل أن يتحولوا الى شخصيات أخرى بعد ضمانهم لمناصب حكومية ووزارية.

وزراء ومسؤولون تغيروا شكلا ومضمونا، وأخذوا يتنكرون لمواقف وأفكار ورسائل كانوا يؤمنون بها ويدعون الى دعمها قبل سنوات، قبل أن يصبحوا من أشرس معارضيها ومنتقديها.

سنخصص هذه السلسلة، للحديث عن هذه الشخصيات التي تغيرت جذريا بين الأمس واليوم، عن شخصيات غيرها الوصول الى كراسي المسؤولية و أخرى تغيرت بعد مغادرتها لها.

سنتطرق في كل حلقة أسبوعية، إلى الحديث عن شخصية غيرت فقط من شكلها ومواقفها، ولم تغير شيئا من الواقع الذي لطالما انتقده ودعت لإصلاحه، لعلنا نجد سببا مقنعا لتناقض البرلماني والسياسي والوزير، الذي أفقد ثقة المواطن في هذه الفئة وفي وسطها ككل.

وزراء بين الأمس واليوم .. الحلقة السادسة: الحسن الداودي

لايختلف اثنان على أن أغلب وزراء حزب العدالة والتنمية، يعدون خير مثال على منطق ازدواجية المواقف بين الأمس واليوم.

الحسن الداودي أحد هؤلاء الوزراء الذي يشهد الكبير والصغير، بتنكرهم لمواقفهم السابقة والدفاع عن مواقف جديدة على حساب المواطنين بعد وصوله الى الكرسي الوزاري.

الداودي الذي شغل منصب وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر ما بين 2012 و 2017 في حكومة بنكيران، وشغل ما بين 2017 و 2019 منصب وزير منتدب لدى رئيس الحكومة مكلف بالشؤون العامة والحكامة، تنكر لمواقفه السابقة ولم يف بوعوده للمواطنين الذي كان يصرخ ويجادل ويتقاتل بقبة البرلمان فترة اصطفاف حزبه بالمعارضة، لضمان حقوقهم والدفاع عن عيشهم الكريم.

الداودي، الذي كان يدعو الى القطع مع الريع مقابل خفض الاسعار واصلاح التعليم والصحة وغيرها من القطاعات التي تعد أعمدة المجتمع، لم يقدم بعد تعيينه بوزارة التعليم العالي وتكوين الاطر، أية مجهودات للنهوض بالقطاع أو لخدمة رجالاته وطلبته.

فشل الداودي خلال فترة تعيينه بوزارة التعليم العالي، ينضاف الى فشله بوزارة الشؤون العامة والحكامة، هذا المنصب الذي أظهر للمواطنين “الوجه الآخر” لهذا القيادي البيجيدي.

الداودي، فشل في تسقيف أسعار المحروقات التي ألهبت جيوب المواطنين، وأثارت غضبهم رغم وعوده المتتالية بالقيام بهذا الاجراء “المصيري”.

الداودي الذي لطالما دافع عن القدرة الشرائية للمواطنين، لمح خلال فترة استوزاره برفع الحكومة الدعم عن المواد الغذائية الاساسية، مشيرا الى أن هذه الخطزة تستحق “التصفيق والاشادة” وليس الانتقاد الهجوم في حال تحقيقها.

الداودي الذي اصطف الى جانب الشعب خلال اصطفاف حزبه بالمعارضة وتحدث بلسانهم ونقل همومهم، نسي أو تناسى وعوده ودوره، وخرج للاحتجاج ضد المواطنين خلال الحملة التي قام بها المغاربة لمقاطعة شركة للحليب ومشتقاته.

تنكر الداودي للمواطنين عدم وفاءه بوعوده السابقة، ليس بغريب على شخص دفعه الكرسي الوزاري الى الانقلاب عن رفقاء الامس وزعيمه السابق عبد الاله بنكيران، هذا الانقلاب الذي وصل حد الهجوم على بنكيران بسبب أحد تصريحاته ضد رئيس حزب التجمع الوطني للاحرار عزيز أخنوش.

الداودي الذي أعمت التعويضات الوزارية والامتيازات الحكومية أعينه، هاجم علنا رئيسه السابق واتهمه بالسعي الى تشتيت التحالف الحكومي، معتبرا أن تصريحاته لا تمثل الحزب أو الحكومة.

الى ذلك، ينضاف الداودي الى لائحة الوزراء والمسؤولين الحكوميين الذين تغيروا شكلا ومضمونا بين الأمس واليوم، بفضل “سحر” الكرسي الوزاري ، الذي دفعهم الى الكذب عن المواطنين والتنكر لوعودهم معهم دون حياء أو حشمة.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. لازال الرجل يكذب حتى يكتب عليه كذابا. صدق رسول الله صلعم.
    هذا الإنسان المنافق الكذاب كان أداة للكلام لبنكران المنافق تحت قبة البرلملن حتى تمكن من كرسيه فتنكر له. إذن منافق يخون منافق وانتهى الكلام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى