مؤثرو “مواقع التواصل الاجتماعي” و “حياة الفابور”

هبة بريس – لبنى أبروك

الساعة تشير الى الرابعة زوالا ليوم السبت، توجهت الى مركز للتجميل والعناية بالبشرة بمدينة طنجة، جلست لدقائق لانتظار موعد حصتي، قبل أن ألمح عارضة أزياء وممثلة معروفة وهي تغادر قاعة حصص العناية بالبشرة بوجه مشرق لامع، يوحي باستفادتها من حصة تنظيف وتقشير وترطيب عميقين.

شَكَرَتْ القائمين على المركز وأَخَذَتْ هدية عبارة عن حقيبة مملوءة عن آخرها بمنتجات عبارة عن كريمات طبية خاصة بالبشرة والشعر، قبل أن تخرج هاتفها من حقيبتها اليدوية “شانيل” وتفتح كاميرا الانستغرام مخاطبة متتبعيها بالقول: “ليوما كنت فمركز … للتجميل بمدينة طنجة، السيرفيس غاية فالروعة والنتيجة أروع، كنصحكوم تجيو ليه، غادي نحط ليكوم العنوان فالستوري الجاية.. باي”.

غادرت الفنانة المعروفة بتعدد مواهبها المركز دون أداء أي سنتيم مقابل الحصة التي استفادت منها، وكذا الهدايا التي أخذتها، حيث دفعني فضولي لسؤال أحد العاملات بالمركز عن “السر”، لتجيبني بالقول:”غادي دير لينا اشهار فحساباتها بانستغرام وسناب شات، وهي ماشي أول وحدة راه ديما كيجيو عندنا شخصيات مؤثرات وكيتسافدو من بزاف الخدمات بمقابل الاشهار عندهوم”.

واقعة مركز التجميل، دفعتنا الى البحث والتقصي في هذه الظاهرة، لنكتشف عيش عدد ممن يصفون أنفسهم ب”المؤثرين مجانا”، فكيف ذلك؟

مالك مطعم مشهور بالدار البيضاء: “ديما كنعيط على الفنانين والمؤثرين باش نعرف بالمحل ديالي”

كشف مالك أحد أكبر المطاعم بمدينة الدار البيضاء، أنه يستدعي باستمرار عددا من المؤثرين والفنانين، للأكل والشرب بمحله، مقابل نشر هؤلاء لصور وفيديوهات من داخل محله، منوهين بالأكل الذين يقدمه وكذا بخدمة موظفيه .

وأفاد ذات المتحدث، في حديث مع هبة بريس، أنه أغلب هؤلاء الفنانين يأكلون ويشربون وينظمون حفلات خاصة داخل مطعمه بالمجان، مقابل القيام باشهار لمحله على حساباتهم بمواقع التواصل الاجتماعي.

“واحد الفنان معروف ولا كيتغذا ويتعشا عندي بشكل يومي تقريبا”، يضيف المتحدث ذاته، الذي أكد على أنه يجد نفسه محرجا بسبب توافد بعض الأسماء المعروفة على محله وطلب ما لذ وطاب من مأكولاته والانصراف دون آداء أي مقابل مادي، مشيرا بالقول:”حتى بورفوار ديال الدراري اللي كيحطو ليهوم الماكلة مكيعطيوهش”.

“مؤثرة’ : “مكنصرف حتى ريال.. حياتي كلها فابور”

“مكنصرف حتى ريال.. حياتي كلها فابور” تؤكد أحد اليوتوبرز المغاربة، التي كشفت أنها تأكل وتشرب وتلبس وتسافر بالمجان.

وذكرت ذات المتحدثة، أنها تستفيد من الأكل في أحسن المطاعم، كما تتوصل بآخر صيحات الموضة من الملابس والحقائب والأحذية، ويتم دعوتها لأفخم الفنادق وأحسن السفريات خارج المغرب بالمجان، مسترسلة بالقول: “شي مرات كيعطيوني الفابور ويزيدوني الفلوس”.

“أمتلك الدجاجة التي تبيض ذهبا”، تقول ذات المتحدثة، في اشارة الى عدد متتبعيها بقناتها بموقع “يوتيب” وكذا “انستغرام” و”سناب شاب” و”فيسبوك”، مضيفة أن الشركات والمحلات التي ترسل لها منتجاتها بالمجان هي المستفيدة الأكبر من هذه العملية.

وأشارت اليوتوبرز المعروفة، الى أنها أصبحت تجد مشكلا حقيقيا في أداء ثمن بعض المنتجات أو الخدمات التي تستفيد منها، خاتمه حديثها بالقول: “الفابور زوين لدرجة كتولي تجيك صعيبة تجبد الفلوس و تخلص شي حاجة “.

مالك مصحة : “حتى التطبيب ولا بالاشهار ووليت مضطر ندير شراكات مع مؤثرين”

بدوره، لم يسلم المرض والتطبيب من ظاهرة “الفابور”، حيث أصبح عدد من المؤثرين المغاربة، يلجأون الى تصوير عمليات جراحية أو ولادة أو تجميل داخل مصحات خاصة بهدف الاشهار.

وفي هذا الصدد، كشف صاحب مصحة خاصة، أن عددا من الأسماء المعروفة تتواصل معه باستمرار، وتطرح عليه استفادتها من العلاج عبر إجراء عملية جراحية لها أو لأحد أفراد أسرتها بالمجان، مقابل الاشادة بالمكان وب”السيرفيس”.

وأضاف ذات المتحدث، أنه يكون مضطرا في الكثير من الاحيان الى القبول بمقترحات المؤثرين، خوفا من نشرهم لصور أو فيديوهات أو تدوينات سلبية من شأنها الاساءة الى سمعة المكان.

ولفت المتحدث ذاته، الى أن عددا من أصحاب مصحات التجميل من زملائه، يقومون بعمليات تجميلية لعدد من الفنانات واليوتوبرز بشرط تصوير العملية من البداية وحتى النهاية، ودعوة متتبعيهم الى التوجه الى المصحة المعنية.

متتبعة: “المؤثرات عايشين حياة الرفاهية فابور وحنا كنشارجيو 5 دراهم باش نتبعهوم”

من جهتها، أكدت احدى المتتبعات لعدد من حسابات الشخصيات المؤثرة بالمغرب، أنها تتفاجئ كل مرة بحياة الرفاهية التي تعيشها هذه الفئة وتوثقها يوميا على حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي.

وقالت الشابة العشرينيه المولوعة بتتبع حسابات المؤثرات: “كنمشي نشارجي الانترنت واخا غا 5 دراهم، باش ندخل للكونط ديال اليوتوبروز وقناواتهوم فاليوتيب ونشوف شنو كيلبسو والبلايص اللي كياكلو فيها ويسافرو ليها”.

“وحدة خدات طوموبيلة تقريبا فابور .. ووحدة سافرات لأحسن البلدان وأخرى دارت عرس بلا ريال بلا جوج”، تسترسل المتحدثة ذاتها، “وحنا كنشارجيو 5 دراهم باش نتفرجو فيهوم ونزيدو نساهمو فهاد التفاهة.. اذن المشكل فينا حنا” تختم الشابة العشرينية حديثها لافتة الى أن عددا من المواطنين في حاجة أكثر لمجانية الملبس والمأكل والمشرب وليس هذه الفئة “الوهمية”.

خبير: كبرى الشركات العالمية تلجأ للمؤثرين للتسويق لمنتجاتها

أكد خبير في مجال التسويق والاشهار، أن ظاهرة “مجانية المنتجات مقابل الاشهار” تلجأ إليها كبرى الشركات العالمية للترويج لمنتجاتها في العالم ككل.

وأبرز الخبير في حديث مع هبة بريس، أن عدا من الشركات العالمية أخذت خلال السنوات الأخيرة، تبحث عن الرياضيين والفنانين وغيرهم من المؤثرين الذين يتوفرون على عدد مهم من المتتبعين بحساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي للترويج لمنتجاتهم بمقابل مادي “بسيط” بالاضافة الى الاستفادة من كمية معقولة من هذه المنتجات .

وأضاف ذات المتحدث، أن هذه الشركات اكتشفت أن هذه الطريقة تعد الأسرع والاقل تكلفا للتسويق لمنتجاتها، لافتا الى أن الفكرة تم “تمييعها” بالمغرب، وأخذ حتى مالكو “المحلبات” و”السناكات” يقدمون خدماتهم للمؤثرين بالمجان لاشهارهم.

وحذر المتحدث ذاته، من تعمد عدد من المؤثرين الترويج لجميع المنتجات التي تصلهم بالرغم من عدم صلاحها، واصفا الامر ب”شهادة الزور”، ولافتا أن المؤثرين الاجانب يشهدون بالحق في المنتجات المجانية التي تصلهم رغم استفادتهم ماديا من أصحابها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى