البيجيدي بوانو يدق آخر مسمار في نعش “الكوديم”..انسحاب اللاعبين و هرب المسيرين

هبة بريس – الدار البيضاء*

حمادي حميدوش،  مبارك مبيري، مولاي حسن شيشا، لغويني، ولد لالة، المايسترو عزيز الدايدي، مصطفى بيدان، عبد الله بديدي، عبد الله بودومة، محمد الصامبا، عبد الجليل هدا أو كماتشو و غيرهم من عمالقة كرة القدم المغربية، بمجرد ذكرهم يتناهى لمخيلتك فريق عريق إسمه الكوديم أو النادي الرياضي المكناسي.

هذا الفريق الذي يمثل واحدة من أعرق مدن المغرب، صاحب التاريخ الحافل و القاعدة الجماهيرية الكبيرة، الفريق الذي كان يقارع كبار البطولة المغربية و يقرهم خارج الدار كما هو الحال داخلها بالمركب الشرفي.

اليوم ، الكوديم يغرق و لا أحد يريد المخاطرة لينقذه، تركوه وحيدا يجابه أطنانا من الهموم و المشاكل التي أوصلته لها صراعات ضيقة و حروب سياسية و رغبة في تسلق المناصب على ظهر جلد مدور.

أزمة غير مسبوقة يعيشها فريق النادي المكناسي لكرة القدم، كان من تجلياها ما وقع نهاية الأسبوع بإعلان لاعبيه ومدربهم انسحابهم كخطوة تصعيدية للتعبير عن الوضعية الكارثية التي آل إليها فارس العاصمة الاسماعيلية.

انسحاب اللاعبين ومعهم الإطار الوطني عبد الرزاق الحمدوشي، جاء كردة فعل طبيعية لما يعيشه الفريق، من غياب أدنى الشروط الواجب توفرها في فرق قسم الهواة.

لاعبون بدون رواتب و لا تحفيزات و لا منح و لا حتى أشطر التوقيع، قاتلوا ببسالة و دافعوا عن قميص الكوديم معتقدين أن المال يأتي بعد حب القميص، لكنهم كانوا واهنين ، فخاب ظنهم في نهاية المطاف، بعدما نفذ صبرهم و إسودت معيشتهم و أضحوا يعيشون مشاكل اجتماعية كبيرة بعدما فرغت أرصدتهم البنكية و لم يتوصلوا بأي سنتيم من إدارة النادي منذ مدة طويلة.

و رغم تدخل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في شخص رئيسها فوزي لقجع في بادرة مشكور على القيام بها لإنقاذ الكوديم من التهميش و النسيان الذي حوله من قسم الاحتراف الأول لبطولات الهواة، غير أن الصراعات السياسية بالمدينة جعلت كل الجهود تقوض ليزداد الوضع سوداوية.

و علاقة بموضوع تصفية الحسابات الحزبية، فقد امتنعت جماعة مكناس التي يوجد على رأسها عبد الله بوانو المنتمي لحزب العدالة والتنمية على تقديم الدعم المخصص للكوديم فيما بات يعرف لدى عامة الناس بالمدينة  ب”فضيحة” الامتناع عن صرف منحة ال50 مليون.

كما تحول مقر إقامة اللاعبين بمركب الخطاطيف الى بناية شبيهة ببراريك السكن العشوائي، لمعاناتها من الانقطاعات المتكررة للماء والكهرباء، وتعطل مرافق الاستحمام، وسط صمت مسؤولي المدينة الذين رفعوا أيديهم عن دعم الفريق.

و بعدما نفذ صبر اللاعبين و مؤطريهم، كان لقاء نهاية الأسبوع الصفحة الأخيرة في مسار هذا المسلسل الدراماتيكي حين واجه الكوديم نادي شباب مريرت بالملعب الشرفي، وانتهت المباراة بفوز الضيوف بثلاثة أهداف لهدفين.

و شهدت نهاية المباراة حدثا سيظل وصمة عار في جبين كل مسؤولي مدينة مكناس، حيث قام اللاعبون بنزع أقمصتهم ورميها للجماهير، في إشارة الى أن مهمتهم قد انتهت.

و نشر عدد من اللاعبين وكذا مدرب الفريق عبد الرزاق الحمدوشي، منشورات على صفحاتهم الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي، تتضمن في مجملها عبارات الوداع ونهاية مشوارهم مع الفريق، في ظل اقتراب سوق الانتقالات الشتوية.

آااااااااه على الزمن الجميل، ذاك الزمن الذي كان “دونور” مكناس يدور بالكماهير و هي تتغنى بالبيضا و الحمرا و تستمتع بأجمل العروض التي قدمها جيل لن ينساه عشاق الكرة الجميلة…

*الصورة من الأرشيف

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. كفى من ابتزاز الجماعات الترابية و تهييج الجماهير ضدها؛ فرؤساء الأندية هم من عليهم البحث عن المال و ليس على رؤساء البلديات منحهم المال العام.
    كفى من التبدير و ابتزاز الجماعات الترابية

  2. تعقيبا على الاخ الذي تحدث عن المال العام.الكوديم فريق اهل مكناس وعليهم دعمه… والمجلس البلدي هو ممثل سكان مكناس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى