مساخيط العهد الجديد.. الحلقة السادسة: أحمد رضا بنشمسي “شيخ العدميين”

هبة بريس – لبنى أبروك

الوطن كلمة محدودة الأحرف، واسعة المفهوم، الوطن، ذاك المكان والمصير والاحساس المشترك، هو البيت الكبير الذي يجمعنا والحضن الدافئ الذي يدفينا، هو المساحة التي نفتخر بالانتماء إليها ونشتاق ونتشوق للعودة إليها اذا ما ابتعدنا عنها.

يقال أن الوطن أم، وكل متمرد عن أمه “عاق” و “مسخوط” كما يقال بالعامية المغربية، أي ناكر لجميل والداه اللذان احتضناه وربياه ورعاه.

سنتحدث في هذه السلسلة، عن أشخاص “أكلوا من الغلة وسبوا الملة”، أشخاص ولدوا ونشأوا وترعرعوا وتعلموا في هذه البلاد السعيدة، وأكلوا من خيرات هذا الوطن وتمتعوا بامتيازاته، قبل أن ينقلبوا عليه ويصبحوا من أعدائه. أشخاص أصبحوا دون أعذار أو سابق إنذار، يلبسون عباءة “المعارضة” ويتحدثون بلسان “العدو”، أشخاص يهاجمون ويعارضون دون الدفاع عن مبدأ وموقف عام، بل لتحقيق مصلحة شخصية ومنفعة معينة.

قد نتسامح مع شخص ثار عن القوانين وتعدى الحدود الحمراء، للدفاع عن موقف أو حق عام، لكننا لن نغمض أعيننا عن شخص رفع شعارات “نضالية” للدفاع عن مصلحته الشخصية ولاستغلال ذلك في تحقيق أغراض مادية .

“بلادي وان جارت علي عزيزة وأهلي وان ضلوا علي كرام” قولة يجهلها أو يتجاهلها عدد من هؤلاء الذين اختفلت أسباب وأهداف معاداتهم لوطنهم، لكنهم اجتمعوا في اختيارهم الهرب الى بلدان أجنبية للاستقرار بها والخروج إعلاميا في قنواتها لقصف وجلد وطنهم الأم دون أن يندى لهم جبين أو يحسون بتأنيب ضمير.

مساخيط العهد الجديد .. الحلقة السادسة: أحمد رضا بنشمسي “شيخ العدميين”

في شهر غشت الماضي، اعتقلت السلطات الجزائرية أحمد رضا بنشمسي، الصحفي و مدير التواصل والمرافعة بقسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة هيومن رايتس ووتش .

وأفادت وسائل اعلام جزائرية، أن اعتقال بنشمسي جاء خلال تواجده في العاصمة الجزائرية وبعد لقاءات أجراها مع عدد من الصحافيين المحليين والنشطاء خلال تظاهرات الحراك.

وحسب ذات المصادر، فالمنظمة غير الحكومية التي ينتمي لها بنشمسي لا تملك إعتمادا في الجزائر، وهو ما يجعل النشاطات التي قام بها خلال فترة تواجده بالجزائر محل مخالفات قانونية.

اعتقال بنشمسي تداولته عدد من الصحف الوطنية والدولية، ليعاد الجدل من جديد حول هذا الاسم الذي عرف بمعارضته وتمرده عن بلده وتطاوله غير مرة على مقدساتها وتجاوزه خطوطها الحمراء، ليصنف عن جدارة واستحقاق ضمن لائحة “مساخيط العهد الجديد”. فما هي قصته?

في شتنبر 2007، صادرت مصالح وزارة الداخلية عدد نهاية غشت من مجلة “نيشان”، لصاحبها أحمد رضا بنشمسي على اثر نشرها ملفا بعنوان “بعد ثمان سنوات من الحكم.. فين غادي بينا خويا؟” تزامنا والذكرى الثامنة لجلوس الملك محمد السادس على العرش.

بعدها بسنتين، تمت مصادرة عدد مجلة “نيشان” الصادر يوم 1 غشت 2009، بعدما كانت قد نشرت استطلاعا، بشراكة مع جريدة “لوموند” الفرنسية، تتحدث فيه عن رأي الشعب المغربي في أداء الملك محمد السادس بعد 10 سنوات من بداية حكم هذا الأخير للمغرب.

مصادرة الداخلية لعددين من مجلة “نيشان” وتراجع عدد من المستشهرين عند “دعم” تطاول بنشمسي عن مقدسات وطنه، وصفه هذا الأخير ب”التضييق” ليلعن في الثاني من أكتوبر سنة 2010، عن توقف مجلته عن الاصدار بسبب أزمة مالية.

اغلاق بنشمسي لبوابته الإعلامية التي كان يستغلها لمهاجمة بلده والتحرش برموزها، دفعه الى البحث عن منافذ أخرى للاساءة علنا لوطنه حقوقيا وسياسيا، عبر نشر مقالات في صحف اجنبية معروفة بعدائها للمملكة، وكذا بانخراطه في منظمه لا حكومية تروج لمغالطاته وموقفه “الغريبة” المتعلقة ببلده.

تحرش بنشمسي بالنظام الملكي، لم يتوقف الى هذا الحد، بعدما أقدم قبل أشهر على تنظيم جلسة خمرية باميتاز، جمع فيها عدد ممن يسمون أنفسهم بالنخبة المثقة للحديث عن الملك والسلطة والشعب وهم في حالة سكر فاضحه.

بنشمسي “شيخ العدمية” أو رائد العدميين كما يلقبه نفسه، نشر دون خجل أو حشمة، شريط فيديو يوثق ل”الملحمة” على موقع “يوتيب” الذي يتابعه الصغير والكبير، الأمي والمتعلم، متحدثا عن النظام الملكي ومتجاوزا الخطوط الحمراء التي لم يعد هو ومن معه يميزها بفعل الخمر.

بنشمسي، الذي بدأ مشواره المهني بالعمل في ديوان وزاري والاستفادة من راتب عمومي، اتخذ الصحافة مطية للتطاول على رموز الدولة والحديث عن الملكية والسلطة والشعب للاتجار والكسب المالي، تأكدت مساعيه بعد بيعه لمجلة نيشان بمبلغ 8 ملايين درهم، هذا المبلغ الذي لم يظهر بالبنوك المغربية الى يومنا هذا.

بنشمسي الذي كان يدعي تعرضه للتضييق من قبل “السلطات المغربية” خلال فترة تسييره لمجلة “نيشان” ظهرت حقيقته وحقيقة مساعيه، بعد خروج طليقته برسالة مطولة عرت من خلالها عن الوجه “الابتزازي” لزوجها السابق.

وفي هذا الصدد، قالت طليقة زعيم “العدميين” : “لقد قررت أن أكتب لطليقي أب ابنتي التي تشرف على بلوغ سن السابعة عشر من عمرها، والذي افترقت معه منذ فترة وأنا مرتاحة.. بالطبع لن أكشف له عن تفاصيل زائفة عن حياتنا السابقة، فالجسور بيننا اليوم تقطعت.. وقد يعتقد الناس أنني أبحث عن تصفية حسابات، لكنني سأتركهم يقولون ذلك”

وقالت الزوجة السابقة لرضا مخاطبة طليقها: “أنت ذكي بالطبع، ولكنك مجرد حساب بارد موضوع رهن إشارة طموحاتك الشخصية.. أجزم وأنا أتحدث للرأي العام أنك خدمت من خلال تأسيسك لمجلتك السابقة “تيل كيل” مصلحتك الذاتية ومنافعك الشخصية وليس القيم التي كنت تتبناها في منشور المجلة، لأن هدفك من وراء إحداثها كان هو تحويل عائداتها المالية دفعة واحدة إلى جيبك الخاص، وتيل كيل كانت مجرد مشروع ينتظره الطلاق في انتظار إقدامك على ترك المغرب ومغادرته.. أنت تفتقد للقيم ولا تسعى سوى لتحقيق مصلحتك الشخصية.. لقد قمت بطباعة 100 ألف نسخة من مجلتك، تلك التي تمت مصادرتها على الفور، والتي لم تكن تحمل في عمق مضامينها سوى أفكار لا يؤمن بها سوى حفنة قليلة منا، أي أولئك الذين يعرفون ويفهمون اللغة التي أكتب لك بها هذه الرسالة.. أحمد، لقد تعبت من دجلك الذي يكاد لا ينتهي.. تنفذه لكي ترى أنك تواصل التلاعب بعالمك بإتقان.. هذا الأسبوع، أغلقت جمعية “جذور” أبوابها، بعدما كانت تقوم بأدوار رائدة وعمل جاد لتشجيع الثقافة والتحسيس، وتجتهد من أجل وضع مشاريع ثقافية، وهو قرار الإغلاق الذي اتخذه بحكم قضائي تكرس في مرحلة الإستئناف.. أنت من يقف وراء إغلاق هذه الجمعية الثقافية”

وأضافت قائلة: “أنت وهراءك، أنت وحساباتك، أنت وأحلامك في أن تصبح رئيسا للمغرب بعدما كنت تطمح إلى أن تكون ساحراً عندما كنت طفلا.. هذا صحيح.. لقد كان هذا الرجل يريد أن يصبح رئيساً للمغرب دون أن يعاني في ذلك من نقص في الهواء.. لكنه لم يعد بعدما أصبح راشدا، مناهضا للنظام الملكي، فهذا مؤكد لأنك ولدت من طرف المرحومة والدتك، التي تنتمي لأسرة عريقة من مراكش خدمت بإخلاص الدولة المغربية والسلاطين الذين تعاقبوا على رأسها منذ قرون .. أحمد، أنت أتيت أيضاً من مدينة مكناس.. أخيرا أتيت منها.. وهذا كله أمر جديد، فجدك، المعترف بالزرادشتية، جاء من بلاد فارس، إيران حاليا، في القرن التاسع عشر.. عزيزي أحمد رضا بنشمسي، والد ابنتي، بلدنا أرض الضيافة، والمغاربة رحبوا بجدك في مكناس، كما سارعت بعض النفوس الطيبة من ذوي النوايا الحسنة، إلى إدخاله للإسلام.. أحمد، لقد حاولت في سنة 2010 أن تنشر على صفحات مجلة تيل كيل التي أسستها وقمت بإدارة نشرها عندما كنا لا نزال زوجين غير مطلقين، استطلاع رأي بشراكة مع يومية لوموند، سعيت فيه إلى استقصاء رأي عينة من المغاربة حول الملك ..ففي جدول هذا الإستطلاع، وعلى هامش هذا البرنامج الذي تم بثه من مقر جمعية جذور، في 2018، على قناة يوتوب، كنت ضاحكا، مختالا في مواجهة الموافقات التي أبداها البعض لما قمت به”

وختمت رسالتها بالقول:”الملكية والسلالات المتعاقبة على أرضنا، هي مدرجة في جينات الشعب المغربي منذ زمن بعيد، وما قمت به من خلال سؤال عينة فقط من الناس عن الملك، لا يستقيم، وإذا أردت أن تعرف رأينا نحن المغاربة عن الملك في الظرف الراهن، فتفاوض مباشرة مع جيناتنا”.

الى ذلك، أحمد رضا بنشمسي أو “شيخ العدميين” الذي اختار المشي قدما وفق منطق “الغاية تبرر الوسيله”، للوصول الى غاية السلطة والغنى رغم استخدامه لوسيلة التطاول على مقدسات بلده والاساءة لصورتها، يمكن تصنيفه اليوم عن جدارة واستحقاق ضمن مساخيط العهد الجديد الذين أكلوا الغلة سبوا وتطاولوا على الملة.

فهل يتنازل بنشمسي على لقب “رائد العدميين”؟

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. كل من يحتمي و يدعم من الخارج فهو عميل و جميع الدول تتابع الخونة و منها من تحكم عليهم بالاعدام
    نعم للمعارضة البناءة لا للمؤامرة و الاسترزاق

  2. لمجرد تصحيح المعلومة،بلادي و إن جارت علي عزيزة و أهلي و إن ضنوا(و ليس ضلوا) علي كرام.. و الضنانة في اللغة الحرص و الشح..

  3. Combien on t’a payé pour écrire de telles conneries?
    Benchemsi est un homme honnête, un journaliste d’investigation compétent et intègre. Un leader parmi ceux qui ont cru en une ere nouvelle avec l’arrivée de Mohammed VI au pouvoir. Une poignée de bons journalistes qui ont cru aux principes de la presse indépendante et à ces bienfaits sur l’avenir et le prestige du pays; de vrais journalistes qui ont donné un semblant de crédibilité aux institutions ‘démocratiques’ du pays et qui ont malheureusement tous fermé boutique à cause de vendus comme vous. Après le départ de ces braves militants, on ne trouve plus rien à lire dans notre presse minable actuelle, Il n’y a plus de saveur dans le champs médiatique devenu monolitique et opportuniste, au service du culte de la personnalité du Roi, qui n’en a vraiment pas besoin. Oui, je trouvais beaucoup de plaisir à lire l’édito de TelQuel au temps de Benchemsi et je commençais à vraiment croire en une ere nouvelle qui garantirait les libertés individuelles et la vraie démocratie. Oui, après la déception, je suis devenu ce que vous appelez ”nihiliste”. Avec Benchemsi et tous les autres nihilistes, nous n’avons rien contre la personne du Roi, comme vous voulez le faire croire, bien au contraire, nous avons toujours cru en un Maroc fort sous une monarchie parlementaire, ou le peuple dirigerait sa destiné et ses représentants seraient imputables, et ou le Roi garantirait son unité et serait son symbole de fierté.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى