محمد الشايب.. مسار سياسي حافل ومواقف مشرفة تجاه قضية الصحراء المغربية

هبة بريس – يسير الإيحيائي

لا شك أن ظاهرة الهجرة تركت بصماتها المميزة على صورة المملكة المغربية في الخارج، رغم كل ما يقال في الكواليس ويحبك من طرف جهات معادية تبذل كل ما في وسعها للتشويش عن الملفات المصيرية التي بادر المغرب منذ زمان بعيد إلى إيجاد حلول تسوية توافقية ترضي كافة الأطراف المتنازعة بما فيها تلك المستفيذة كالجارتين الشرقية والشمالية.

ومن بين الإنعكاسات الإيجابية لهجرة المغاربة إلى بعض الأقطار الأوروبية (إسبانيا نموذجا)، نجد مجموعة من المهاجرين الذين ما زالوا يناضلون من أجل قضايا الوطن ويدافعون عنها من مواقعهم الحساسة مهما كلفتهم من تضحيات قد تصل أحيانا إلى أبعد مما يتصور، وتفتح عليهم نيران معادية وصديقة جزاء عن مواقفهم الشجاعة التي لا تتغير مع تغيير المواقع والمناصب والإنتماء.

شخصية هذا الأسبوع ضمن حلقات “شخصيات في المهجر” ستكون من إسبانيا، ويتعلق الأمر بأول برلماني مغربي يدخل قبة البرلمان الكتالاني مدافعا عن قضايا الهجرة بشكل عام ويطرح مشروع الحكم الذاتي على الساسة الإسبان بكل جرأة وثقة في النفس رغم المعارضة الشرسة والإنتقاذات التي تلقاها جراء نقل “الخيار المغربي” إلى برلمان كاتالونيا.

“محمد الشايب” الذي هاجر رفقة عائلته إلى برشلونة وهو لم يتجاوز الرابعة من عمره، ترعرع مع أقرانه الإسبان وتابع دراسته في تخصص الصيدلة إلى أن أصبح صيدليا دون أن يثنيه عمله عن المشاركة في الحقل السياسي الذي شق مساره في سن مبكرة حتى صار واحدا من أهم القيادات داخل هياكل الحزب الإشتراكي الإسباني وله شعبية كبيرة في أوساط المواطنين الإسبان وغيرهم من أفراد الجاليات المقيمة بمنطقة كاتالونيا، تراه يطرح مشاريع تصب في صالح المهاجرين كلما سنحت الفرصة أو إستدعي لمؤتمر حزبي لعل آخر تلك المشاريع كانت بداية هذا الأسبوع حيث تمت الموافقة المبدئية على قانون يتيح حق التصويت بالنسبة للمهاجرين الغير الحاملين للجنسية الإسبانية.

ويعود له الفضل في تأسيس جمعية “إبن بطوطة” التي ستصبح فيما بعد مؤسسة تعتمد الدولة المغربية والإسبانية على تقاريرها في كل ما يتعلق بأوضاع المهاجرين ومشاكلهم ، إضافة إلى كونها حلقة تواصل بين أفراد الجالية المغربية والتمثيلية القنصلية التي يظهر أنها تعافت كليا من مظاهر الزبونية والمحسوبية بعد تعيين القنصل العام الجديد.

تحركات وأنشطة “محمد الشايب” من خلال موقعه داخل الحزب ومؤسسة “بن بطوطة” مكنته من فرض نفسه بشكل لافت ضمن لائحة مجلس “بوصوف” الذي عينه عضوا إستشاريا ينوب عن الجالية شأنه شأن باقي الأعضاء الآخرين الذين يشكلون هيكلة مجلس الجالية المغربية المقيمة  بالخارج، وحيث أن صعود “محمد الشايب” إلى قبة البرلمان الإسباني بالعاصمة مدريد خلق حساسية كبيرة لدى بعض المتربصين الإسبان وجر على الأخير وابلا من الإنتقاذات المدفوعة الأجر من قبل الصحافة، كان لا بد ل”الشايب” أن يترك عضوية مجلس الجالية ويعلن شغوره لأسباب سياسية محضة.

ملف الصحراء المغربية دائما كان حاضرا في إهتمامات النائب البرلماني “محمد الشايب” الذي لا يفوت أية فرصة أو مناسبة لتمرير رسائل يعلن فيها موقفه الواضح تجاه الصحراء، ناهيك عن المبادرات واللقاءات التي ينظمها مع مختلف الأطياف السياسية لشرح موقف المغرب التابث من أزمة الصحراء والصراع المفتعل الذي طال أمده.

ويعتبر ضيف سلسلتنا هذا اليوم أحد أهم الوسطاء بين المستثمرين الكاتالانيين ونظرائهم المغاربة ، إذ إستقطب شركات عملاقة تنشط في مجال الأدوية والمختبرات الطبية إلى المغرب ، وكان له الفضل في إنفتاح تلك الشركات على محيطها الإقليمي بعدما كان مقتصرا على دول أمريكا اللاتينية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى