انتخابات الجزائر .. مغاربة يراهنون على “إصلاح” العلاقات وفتح الحدود بين الجارتين

هبة بريس  لبنى أبروك

يوم تاريخي، ذاك الذي تشهده الجارة الشرقية اليوم الخميس، بسبب الانتخابات الرئاسية الأولى من نوعها، بعد الاحتجاجات السلمية التي أسقطت الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة و”عصابته”.

وفي هذا الصدد، بدأ الناخبون في الجزائر، صباح اليوم الخميس، التوجه إلى مكاتب الاقتراع التي فتحت أبوابها عند الساعة الثامنة صباحا.

ويحق لنحو 24 مليون جزائري “بينهم أكثر من تسعمائة ألف ناخب من الجالية المقيمة في الخارج” الإدلاء بأصواتهم في 60 ألف مركز اقتراع في جميع أنحاء الجمهورية، وفقا لأرقام رسمية.

ويتنافس في الانتخابات رئيس الحكومة الأسبق، عبد المجيد تبون، مع كل من عز الدين ميهوبي الأمين العام لحزب “التجمع الوطني الديمقراطي”، وعبد العزيز بلعيد رئيس حزب “جبهة المستقبل”، وعلي بن فليس رئيس حزب “طلائع الحريات”، وعبد القادر بن قرينة رئيس حزب “حركة البناء الوطني”.

ويتابع المغاربة الاستحقاقات الجزائرية منذ الساعات الاولى من صباح يومه الخميس، باهتمام كبير، مراهنين على فوز أحد المرشحين اللذين وعدا بإصلاح ما أفسده نظام بوتفليقة مع المغرب وكذا بفتح الحدود بين البلدين.

علي بن فليس، رئيس حزب طلائع الحريات، و رئيس الحكومة الجزائرية الأسبق، أكد على أن مقاربته لموضوع العلاقات مع المغرب واضحة وضوح النهار ولا يشوبها لبس أوغموض.

بن فليس قال في حوار أجراه مع وكالة “سبوتنيك” الروسية:” إن منحني الشعب الجزائري ثقته سأسعى لتحقيق سياسة “صفر مشاكل مع الجوار”؛ فالخلافات بين الدول الجارة من بين كل الخلافات الأخرى تستدعي التركيز عليها والسعي الحثيث لإيجاد حل لها؛ فلا يعقل أن الاتصالات واللقاءات على أعلى مستوى في الجزائر والمغرب قد انقطعت تماما منذ قرابة الخمسة عشر سنة؛ وعليه فإن المشاكل القائمة بين الدولتين مهما كانت صعوبتها ومهما كان تعقيدها تتطلب التواصل والتحاور بشأنها من أجل الوصول إلى تسوية مرضية للطرفين”.

وهذه القاعدة، يضيف بن فليس، تنطبق على إشكالية الحدود المغلقة بين الجزائر والمغرب؛ فهذه الحدود غلقت لأسباب محددة ويتوجب علينا النظر فيها من جديد لمحاولة إزالتها وإعادة الأمور إلى نصابها.

من جهته، وضع المرشح الجزائري، عبد المجيد تبون، شرط “الاعتذار” لفتح الحدود بين المغرب والجزائر.

وطالب تبون عبر تصريح صحفي، المغرب بضرورة الاعتذار من الجزائر، لإعادة فتح الحدود البرية المغلقة بين البلدين منذ عام 1994.

وكشف تبون أنه لا مانع من ذلك إذا قدم المغرب اعتذاره إلى الجزائريين، بعد تحميلهم مسؤولية الهجوم الإرهابي الذي وقع في مراكش عام 1994، ومحاصرتها لهم خلال فترة العشرية السوداء، وفرض التأشيرة على الجزائريين من ذوي الأصول الفرنسية لدخول المغرب.

و عن أسباب غلق الحدود بين البلدين، نفى رئيس الوزراء الجزائري السابق، أن تكون قضية الصحراء هي السبب، مشيرا إلى أن العلاقة بين المغرب والجزائر قوية ولم تصل يوما إلى مرحلة المواجهة، غير أن ما ينقصها هو الاعتذار لإصلاح ما تم إفساده.

“فتح الحدود بين الجزائر والمغرب سيعود علينا بالنفع الكبير”، يقول أحد ساكنة جهة الشرق، مشيرا الى أن هذه الخطوة ستساهم في انتعاش الحركية الاقتصادية والاستثمارية بالجهة.

وذكر ذات المتحدث في حديث مع هبة بريس، أن ساكنة الجهة وخصوصا مدينة وجدة تستفيد تجاريا من فتح الحدود، على اعتبار أن المغرب يعد بوابة افريقيا نحو اوربا، كما أن الجزائر تتوفر على منتجات وموارد مهمة.

وأضاف المتحدث ذاته، أن هذه الخطوة ستخفف عن الساكنة ثقل التنقل الى مدينة الدار البيضاء، للسفر جوا نحو الجارة الشرقية، لافتا أن المرور برا نحو الجزائر سيساهم في الترويج سياحيا للبلدين ولأهم مناطقهما.

وأشار المتحدث ذاته، الى أن عددا من العائلات المغربية الجزائرية تعاني آلام البعد، وتعلق اليوم آمالا كبيرة في فوز أحد المترشحين الذين وعدوا بفتح الحدود واصلاح ما أفسده نظام بوتفليقة.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. الجزائر تريد ضم الصحراء مقابل فتح الحدود منذ البداية فلا تتعبوا انفسكم بهذه المهزلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى