عاش الملك والشعب ..الملكية وحدها قادرة على توحيد المغرب من طنجة إلى الكويرة

يُجمع الكل على ان حرية التعبير إحدى حريات الإنسان الأساسية في الحياة، وقد أكدتها جميع الاتفاقيات الدولية والإقليمية حول العالم، على الرغم من ذلك لا تعتبر حرية التعبير من الحريّات المُطلقة، وإنما تحددها مجموعة من القيود والمحددات.

ويمكن تعريف حرية التعبير على أنها منح الإنسان الحرية في التعبير عن وجهة نظره، وإطلاق كل ما يجول في خاطره من أفكار بمختلف الوسائل الشفهية أو الكتابية، شريطة ان تكون في حدود الاحترام المطلوب

في الاونة الاخيرة ، اتسعت دائرة انتقاد الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية ويدخل هذا في باب النضال المجتمعي والذي يمكن ان يستقيم بفضله اعوجاج الحكومة التي تخلت عن دورها كاملا وتركت النظام في مواجهة مباشرة مع الشعب

وليس عيبا ان تنطلق الصيحات المنادية بالاصلاح والتغيير ، ولكن العيب أن تتجاوز هذه النداءات اللباقة والاحترام المطلوبين عندما يتعلق الامر بالتحدث الى المؤسسة الملكية التي يرجع لها الفضل فيما وصلت له البلاد من إستقرار رغم التغيرات العديدة بالمحيطين الإقليمي والدولي.

وبالعودة قليلا للوراء، سيدرك أولئك الذين ينتقدون المؤسسة الملكية بكثير من الجرأة الزائدة ان الملك نفسه سبق وانتقد الاوضاع ، بل وشخصها في عدة خطب رسمية مُحملا الأحزاب والحكومة مسؤولية التهاون في ايجاد حلول عاجلة لأزمات مجتمعية متعددة

وقد يكون الواقع قد خلق جوا من التشاؤم على جميع المستويات مما ساهم في تغذية اليأس على المستوى الشعبي، مقابل الارتباك، الواضح على المستوى التعاطي مع الوضع في ظل وجود حكومة ضعيفة، وفقدان المواطن الثقة في السياسة والسياسيين وفي المؤسسات، غير ان هذا سبق للملك نفسه ان انتقد في مناسبات متقاربة فشل التوزيع العادل للثروة وفشل الادارة المغربية وعدم وجود حكامة جيدة وغياب ثقة المحاسبة وبفشل النمود التنموي ..كل هذا يعطي الانطباع ان الجالس على العرش على بينة بالاوضاع التي يمكن للعشب ايضا ان ينتقدها ..فقط في احترام كامل للثوابت والمؤسسات .

في الاونة الأخيرة أطلق البعض شعار “عاش الشعب ” بعدما كان المغاربة يرددون “عاش الملك ” وليس في الاعتقاد أن أحد الشعارين قائم على الخطأ بدليل ان الملك يخاطب شعبه بـ ” العزيز ” فيما يتعلق الشعب بملكه على اعتبار انه الضامن الاول لاستقرار الوطن .

ومما لاشك فيه ان النظام وجد نفسه في مواجهة مباشرة مع الشارع بعد بروز أزمة تمثيلية لدى غالبية الأحزاب السياسية والمؤسسات المنتخبة و ظهور أزمة مصداقية النخب السياسية التي لم تعد قادرة على القيام بدورها ومع اتساع الهوة بينها وبين عامة الشعب ومع تفاقم الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للفئات المهمشة، لم يكن لدى هذه الأخيرة من بُدٍّ سوى تجاوز تلك المؤسسات التي فقدت قيمتها ومشروعيتها وأصبحت مجرد “دكاكين انتخابية” فاصبحت الدولة في مواجهة مباشرة مع الشارع، وأصبح الخطاب يُوجَّه مباشرة للملك.

ان ما يحتاج إليه المغرب اليوم هو خارطة طريق واضحة المعالم تُوضع بناء على توافقات بين كل مكونات وتعبيرات المجتمع والمناداة بالاصلاح ووضع تصور سياسي بُعيد النظر للخروج من مطبات الأزمات السياسية والهزات الاجتماعية التي يعيشها المغرب مع توقير شخص الملك والثوابت وكذا المقدسات ..الحلول واضحة والطريق معبدة ..ولا نتائج دون الارتباط الكلي بالملكية التي هي وحدها قادرة على توحيد المغرب من طنجة إلى الكويرة، و إستقرار الوطن رهين ايضا بقيام عدالة إجتماعية ..فعاش الملك وعاش الشعب .

مقالات ذات صلة

‫5 تعليقات

  1. موضوع منطقي۰ صحیح حریة التعبیر لا تعني الاساٸة للغیر بالسب والشتم۰ حتی في اوربا اذا بالغت في ما تعتبره حریة التعبیر کن علی یقین انک ستمظي اوقات طویلة في المحاکم۰ ولکن الاشخاص لدیهم حقوق لا یستهان بها۰ لدینا الحق في التعلیم والصحة والعیش الکریم۰ فیما یخص العدل لا احد یعلو علیه۰ الوزیر یحاکم کمواطن عادي۰ في بلجیکا الملک الاسبق لدیه ملف ثقیل في المحکمة یعني حتی الملک یحاکم اذا اخطا۰ لمذا اصبح جل المغاربة یاملون في الرحیل الی بلدان المهجر؟ لانهم مقهورون ولا یعتبرون کمواطنیین۰ اصبحت المواطنة للفقراء والثروة للصوص۰

  2. الفقر والعوز والظلم يؤدي إلى الاحتقان ،الشعب وخاصة الشباب يحسون أن لا أحد في الوطن يدافع عنهم وأنهم تركوا يواجهون مصيرهم لوحدهم ، في السابق كانت أحزاب ونقابات قوية تدافع على الفقراء والمستضعفين ،الا أن هذه الأحزاب تم اختراقها من طرف السلطة حتى أضحت كيانات كرطونية لا تفكر إلا في مصالحها ومصالح أبناءها ، الاحساس بالظلم يؤدي إلى تجاوزات سواء في الافعال أو في التصريحات مما يؤدي إلى اعتقالهم ومحاكمتهم وهذا يرصخ الاعتقاد في الداخل وحتى في الخارج أن هناك تضييق على حرية التعبير وقمع للصحافيين والمدونين.

  3. شرح جيد…والملكية خط أحمر لا يقبل لا شرعا ولا قانونا ولا اخلاقيا المساس بمكانتها السامية وكونها أول الثوابت الوطنية والجامعة لكافة المغاربة…والملك ملك الجميع..نصره الله وحفظه وكافة الأسرة العلوية الشريفة….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى