مساخيط العهد الجديد .. الحلقة الثالثة: المعطي منجب

لبنى ابروك – هبة بريس

الوطن كلمة محدودة الأحرف، واسعة المفهوم، الوطن، ذاك المكان والمصير والاحساس المشترك، هو البيت الكبير الذي يجمعنا والحضن الدافئ الذي يدفينا، هو المساحة التي نفتخر بالانتماء إليها ونشتاق ونتشوق للعودة إليها اذا ما ابتعدنا عنها.

يقال أن الوطن أم، وكل متمرد عن أمه “عاق” و “مسخوط” كما يقال بالعامية المغربية، أي ناكر لجميل والداه اللذان احتضناه وربياه ورعاه.

سنتحدث في هذه السلسلة، عن أشخاص “أكلوا من الغلة وسبوا الملة”، أشخاص ولدوا ونشأوا وترعرعوا وتعلموا في هذه البلاد السعيدة، وأكلوا من خيرات هذا الوطن وتمتعوا بامتيازاته، قبل أن ينقلبوا عليه ويصبحوا من أعدائه.

أشخاص أصبحوا دون أعذار أو سابق إنذار، يلبسون عباءة “المعارضة” ويتحدثون بلسان “العدو”، أشخاص يهاجمون ويعارضون دون الدفاع عن مبدأ وموقف عام، بل لتحقيق مصلحة شخصية ومنفعة معينة.

قد نتسامح مع شخص ثار عن القوانين وتعدى الحدود الحمراء، للدفاع عن موقف أو حق عام، لكننا لن نغمض أعيننا عن شخص رفع شعارات “نضالية” للدفاع عن مصلحته الشخصية ولاستغلال ذلك في تحقيق أغراض مادية .

“بلادي وان جارت علي عزيزة وأهلي وان ضلوا علي كرام” قولة يجهلها أو يتجاهلها عدد من هؤلاء الذين اختفلت أسباب وأهداف معاداتهم لوطنهم، لكنهم اجتمعوا في اختيارهم الهرب الى بلدان أجنبية للاستقرار بها والخروج إعلاميا في قنواتها لقصف وجلد وطنهم الأم دون أن يندى لهم جبين أو يحسون بتأنيب ضمير.

مساخيط العهد الجديد .. الحلقة الثالثة: المعطي منجب “مسترزق” في ثوب مناضل

في سنة 2014 شرع المجلس الأعلى للحسابات في التدقيق في التمويلات التي تحصل عليها المنظمات غير الحكومية الوطنية، ليكتشف استفادة مركز يدعى ابن رشد للتواصل والدراسات من تمويلات مالية خارجية مهمة، أماطت اللثام عن حقيقة “الشركة” واصحابها.

المركز الذي أنشأ سنة 2009 تحت يافطة العمل الجمعوي، يعود للمعطي منجب وأسرته، هذا الأخير الذي استقدم “صحفيين” انتقاهم بذكاء كبير، لإنجاز أبحاث ودراسات بدعوى “التحقيق الصحفي” و”بيعها” لجهات خارجية مقابل ضخ مبالغ مالية مهمة في أرصدته العائلية .

المركز الذي تأكد بالدليل والبرهان، أنه ليس بجمعية عمومية بل هو شركة خاصة محدودة المسؤولية في ملك سيدة تدعى منجب فاطمة برأسمال 10000، كشف عن حقيقة المعطي ومن معه وكان سببا في تحرك المصالح المعنية لمتابعته بما ينص عليه القانون.

الفضيحة تفجرت وحقيقة منجب ظهرت، وليس ل”المؤرخ” المزيف من طريقة للتغطية على القضية، سوى محاولة تسييس الملف وادعاء استهدافه من النظام وتعرضه للمضايقات التي وصلت الى حد منعه من السفر خارج أرض الوطن “حسب قوله” ، ناسيا أو متناسيا أنه يتخابر مع جهات أجنبية ويتهرب من الواجبات الضربيبة، هذه التهم التي تستدعي متابعته قضائيا واتخاذ جميع الإجراءات المتعارف عليها قانونيا.

الفضائح لا تأتي فرادى، ففي ديسمبر الماضي تلقى منجب إنذارا من أجل أداء مبلغ 1.267.111,36 درهم مستحق لمصلحة الضرائب، بعد مراجعة ضريبية همت الفترة الممتدة من سنة 2011 إلى 2014، والتي كشفت وجود رقم معاملات غير مصرح به بمبلغ 371.138,80 درهم، ونفقات مبالغ فيها قدرها 426.695,48 درهم.

هذا المبلغ “الضخم” ليس بالغرامة الصادمة لمنجب الذي كشفت وثائق مؤكدة، عن استفادته من مبالغ مالية مهمة تسلمها من منظمات عدة دولية من ضمنها منظمة أمريكية حولت لوحدها مبلغا بقيمة 85 ألف دولار الى “شركته” في سنة 2014.
.
منجب الذي لم ينف الى اليوم حقيقة “دكانه” الذي كان عمله الرئيسي البحث عن معطيات ومعلومات سرية وإضافة أخرى مغلوطة لتقديم تقارير جاهزة منظمات وجهات خارجية مقابل مبالغ مالية، لم يتقبل أداء ما بذمته للضرائب ولجأ الى تحويل جميع أمواله الى حسابات زوجته وشقيقته.

المعطي منجب، المسترزق الذي يلبس ثوب المناضل والحقوقي، للركوب على الملفات والقضايا الكبرى، وربطها مع “الدولة” أو “نظام المخزن” كما يصفه، بهدف تسويق صورة وسمعه سيئة عن المملكة لدى المنظمات الدولية.

المعطي منجب المؤرخ بلا تاريخ، الذي ألف لعب دور “الحقوقي المظلوم” و “المستهدف” من قبل “المخزن” وتسييس قضيته، بهدف التغطية عن فضيحة بيعه لمعطيات “مغلوطه” حول بلده ومسؤوليها، لجهات خارجية مقابل عمولات مالية مهمة.

المعطي منجب، الذي استغل “دكانه” للاسترزاق لم يستسغ فضح أمره وحقيقته، و أخذ يخلط الحابل بالنابل لتشتيت انتباه المغاربة حول “فضيحته الحقيقية”، فتارة يهاجم الإسلاميين وتارة يدافع عنهم، ومرة يلبس الثوب الماركسية المناهضة للتيار اليساري، ومرة اخرى يحاول الجمع بين جميع التيارات لتحقيق “الديموقراطية والحرية” حسب قوله

المعطي منجب الذي يسمي نفسه بالحقوقي والمناضل، رغم أننا لم نره يناضل ويدافع عن حقوق عدد من المواطنين البسطاء والضعفاء الذي يعانون من ويلات البطالة والتعليم والصحة والقضاء، فضل النضال لنفسه والدفاع عن حقه في الاستفادة من أموال كبيرة وامتيازات جديدة.

المعطي منجب، الحقوقي المسترزق والمؤرخ المزيف يمكن تصنيفه هذا الاسبوع عن جدارة واستحقاق ضمن لائحة “مساخيط العهد الجديد” الذين تنكروا لبلدهم وووطنهم وباعوا أسراره وروجوا لمغالطات حوله مقابل “بعض” الدولارات.

فهل ينجب منجب شيئا آخرا غير الاسترزاق وخطاب المظلومية?

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. يجب محاكمة هذا المسخوط الفاسد ومصادرة كل أمولاله وأموال عائلته المشبوهة ، الآن فهمت سر وقوفه بجانب أب الزفزافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى