
خطير.. مستشفى الأمراض العقلية ببرشيد يُصدّر مرضاه إلى مستشفى سطات “فيديو”
يعيش قسم الجراحة بجناح الرجال والنساء بمستشفى الحسن الثاني بسطات على وقع الفوضى العارمة والصراخ والاعتداءات على العاملين به وعلى مرضاه الذين باتوا في حيرة من أمرهم، ومنهم من فضل حمل أغراضه والخروج من جحيم هذا القسم لاستكمال علاجاته ولو في بيته بعيدا عن هذه الضوضاء والمخاطر المحدقة بهم بسبب انتشار ظاهرة ايواء المرضى الذين يعانون من اضطرابات نفسية وعقلية وحتى المتخلى عنهم، بعد أن فضلت الجهات المعنية الزج بهم داخل هذا القسم بعد “تصديرهم” من قبل مستشفى الأمراض العقلية والنفسية بمدينة برشيد محتلين أسّرة المرضى ومعرقلين السير العادي داخل هذا المرفق الصحي الحيوي.
روائح نثنة تزكم الأنوف، وشبح الاعتداءات على الأطر الطبية والتمريضية وحتى زوار هذا القسم ومرتفقيه (شبح يبقى قائما) في ظل تجاهل الجهات الوصية على القطاع الصحي اقليميا وجهويا وعدم التحرك لوقف نزيف “تصدير المرضى النفسيين والمختلين والمتخلى عنهم” نحو مستشفى الحسن الثاني بسطات.
وتساءل مصدر طبي بحرقة شديدة عن السبب الرئيسي وراء عملية التصدير هاته، في الوقت الذي يتوفر فيه مستشفى مدينة برشيد على أطر طبية وتمريضية وقاعات لإجراء العمليات الجراحية لمثل هاته الحالات، مُشـــــددا بالقول أن بعض الأسّرة داخل قسم الجراحة بمستشفى الحسن الثاني بسطات أصبحت محتلة من قبل هؤلاء على الرغم من استكمالهم لكافة الفحوصات الطبية والعلاجات الطبية لاسيما وان فريقا طبيا أجرى لهم عمليات جراحية في الفخذ والظهر والكتف وغيرها كللت بالنجاح بعد تثبيت قضبان من الحديد على مستوى الجزء المكسور.
هذا ويسود نوع من التذمر والاستياء بين صفوف العاملين بهذا القسم وزواره ومرضاه، بعد أن تحول هذا المرفق حسب وصفهم إلى ما يشبه “مستشفى المجانين” بفعل الصراخ والعويل والسب والشتم والكلام النابي ناهيك عن حالات العنف الصادرة عنهم والتي باتت تهد سلامة وامن هذا القسم الذين من المفروض أن يكون مكانا آمنا مطمئنا لاستقبال المرضى قصد الاستشفاء.
وكشف مصدر طبي أن معظم المرضى النفسيين والمتخلى عنهم قدمت لهم العلاجات الضرورية وظل محتلين لهذا القسم لعدة شهور دون أن تتدخل الجهات المعنية لإخراجهم وايوائهم بالأماكن المخصصة لهم، مطالبا الجهات المعنية بالتدخل لنقل المعني بالأمر إلى دار العجزة والمسنين، هذا في الوقت الذي تساءلت فيه العديد من الأطر الطبية عن دور مراكز ايواء المتخلى عنهم الذين باتوا يفضلون الاستقرار داخل أقسام المستشفى بعد ان يتم تقديم الاسعافات الأولية إليهم.
وطالب العديد من العاملين بهذا القسم بضرورة إعادة الاعتبار لهذا المرفق يعتبر الشريان الحيوي لاستقبال المرضى من مختلف المناطق لإجراء العمليات الجراحية ذات الاختصاصات المتعددة، والذي عرف تأهيلا من قبل بعض الفعاليات الجمعوية التي حوّلت مدخله وأرقته إلى لوحات فنية أضفت عن المكان نوعا من الهدوء والجمالية، إلا انه بات يعرف فوضى عارمة وروائح كريهة وصراخ ليل نهار أثر سلبا على الخدمات المقدمة وعلى راحة المرضى والمصابين الذين باتوا يحنون للتداوي بالأعشاب هروبا من حجيم لا يطاق.
صرخة مدوية أطلقها العاملون بهذا القسم لعلها تجد آذانا صاغية من قبل الوزارة الوصية والمسؤولين اقليميا جهويا لوضع تدفق المرضى العقليين والنفسيين صوب مستشفى سطات في الوقت الذي كان من المفروض أن يتم استقالبهم بمستشفى برشيد وإجراء العمليات هناك بالقرب من مستشفى الأمراض العقلية والنفسية….مشاهد لبعض هذه الحالات ضمن الفيديو التالي:
https://www.youtube.com/watch?v=Ux_LGzuGqPE&feature=youtu.be