وفاة استاذ اختناقا يعيد النقاش حول حطب التدفئة وخطره على الصحة العامة

مأساة حقيقية، شهدتها الاسرة التعليمية، بعد فقدانها لاستاذ شاب توفي اختناقا بسبب فحم التدفئة، وهو ما جعل النقاش يعود من جديد حول هذه المادة التي يكثر استعمالها مع حلول فصل الشتاء البارد.

– هل إشعال النار للتدفئة يسبب مخاطر صحية؟

كلما انخفضت درجات الحرارة في فصل الشتاء يلجأ كثيرون خاصة في المناطق الجبلية إلى إشعال النار في الحطب أو الفحم للتدفئة، فهل لهذا الأمر خطورة على الصحة؟

أطباء في الجهاز التنفسي يجمعون على أن استنشاق الهواء البارد عن طريق الفم يتسبب في تعرض الرئة لتلك البرودة ما يضعف مناعة الجهاز التنفسي ويجعله أكثر عرضة للإصابة بنزلات البرد التي قد تؤثر عليه سريعا وتتطور لنزلة شعبية تؤدي إلى التهاب رئوي، لذا شددوا على أهمية التنفس من الأنف في ظل تلك الهواء البارد، وأشار إلى امكانية وضع منديل مبلل أو كمامة لتجنب التعرض للهواء البارد، بالاضافة إلى شرب ماء بارد قبل التعرض للهواء. أما فيما يخص إشعال النار في الحطب أو الفحم للتدفئة، فأكد هؤلاء الأمراض الصدرية، خطورة هذه العادة على الصحة. مشيرين على أن احتراق الحطب أو الفحم، ينتج عنه غاز أول اكسيد الكربون والذي يحل محل الأكسجين في الدم وبالتالي يقلل القدرة على التنفس، موضحين في الوقت نفسه أن الوضع يختلف باختلاف طبيعة المكان، فتأثير الاحتراق على الأماكن المغلقة يختلف عن الأماكن المفتوحة، ورغم أن الأماكن المفتوحة يكون فيها الهواء متجدد إلا أن استنشاق أول اكسيد الكربون الناتج عن احتراق تلك المواد يتسبب في تعرض الشخص لحساسية الصدر، وقد يصل الأمر إلى تعرض الشعب الهوائية لالتهاب مزمن، ما يؤدي إلى ضيق الشعب الهوائية وانتفاخ الرئتين مسببة سدة رئوية.

بخصوص الأماكن المغلقة وعند إشعال الحطب أو الفحم للتدفئة في مكان مغلق يكون الأمر في “منتهى الخطورة” لأن في هذه الحالة الهواء لا يتجدد ويستنشق الفرد ذلك الهواء الملوث بغاز أول اكسيد الكربون الذي يحل محل الأكسجين في الدم مسببا الاختناق، وعند زيادته في الدم تزداد لزوجة الدم مسببة احتمالات تجلط الدم وتصلب الشرايين. الأمر لا يتوقف على ذلك فقط، فغاز أول أكسيد الكربون يتحد مع الهيموجلوبين وقد يتسبب في تسمم الدم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى