عزلة دوار اگلز بتارودانت، والمعاناة اللامنتهية مع الماء والطريق الغير معبدة

يعاني سكان دواري اگلز و تومليلين المنتميين ترابيا لجماعة توغمرت (مهد المهدي بن تومرت) اقليم تارودانت على سفوح جبال الاطلس من ندرة المياه الصالحة للشرب، خصوصا في فصل الصيف.

إذ ان الساكنة ليس لها اَي مصدر للماء ،إلا ما يخزنون في “المطافي” مما تجود عليهم به سحب فصل الشتاء التي أيضاً غالبا ما تكون نادرة وذلك لشح التساقطات المطرية في المنطقة .

وقبل سنين ساهمت الجماعة القروية بتعاون مع بعض جمعيات المجتمع المدني في إيصال انابيب الماء الشروب للمنطقة لكن هذا المشروع للأسف لم يكتب له النجاح وذلك لعدة عوامل أولاها غياب الإتقان عند تركيب الأنابيب واستعمال المعدات القليلة أو المنعدمة الجودة رغم ان المشروع كلّف خزينة الجماعة قرابة 200 مليون سنتيم علما ان كل ما أٌنجز لا يتجاوز بناء صهريج مائي في الدوار و قرابة 5000 متر من الأنابيب لربط الدوارين بدوار بن علي الذي يزود الدوارين بالماء.

هذا، وقد قررت جمعية محلية، حسب مصادر هبة بريس، فرض تمن باهض على ساكنة أگلز و تمللين بدريعة تواجد الدوارين في مرتفع يتطلب استهلاك كمية اكبر من الطاقة الكهربائية لمحرك المضخة اضافة إلى ثمن الماء .

ولأن الأنابيب والروابط ليس ذات جودة عالية زيادة على عدم تتبيتها بطريقة جيدة فإن كثرة التسريبات تزيد في ضياع المياه مما يزيد من غلاء الفاتورة الواجب أداؤها مقابل الخدمة.
ويبق الحل الأخير لذى الساكنة هو شراء الماء المنقول بالشاحنات الصهريج والتي يتعدى ثمنها 250 درهما مقابل 5 متر مكعب من الماء دون نسيان ما يضيع منها طول مدة الطريق نضرًا لحالة الصهريج، ويعزى غلاء تكلفة الشاحنة الصهريج لحالة الطريق المؤدية الى الدوارين والتي للأسف لا تستطيع الساكنة ترميمها نضراً لقلة الإمكانيات. وكانت الساكنة حاولت تبليطها عدة مرات لكن الأمور تتوقف مباشرة بعد البداية عند نفاد المصاريف المجموعة والتي غالبا ما يكون مصدرها بعض المحسنين وبعض المساهمات القليلة التي يتم جمعها من أهل الدوار ورسوم الانخراط السنوي لاعضاء الجمعية المحلية ،لكن عموما تبقى المحاولات جد محلية لا جهد لها مقارنة مع ما قد تكلفه هذه المشاريع الكبرى والتي من المفروض ان تتكلف بها الجماعة ووزارة التجهيز والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية .

ورغم هذه المعيقات كلها والمشاكل التي تواجهها الساكنة يبقى تشبتها بمسقط الرأس وحبها له ،الامر الوحيد الذي ينسيهم هموم الحياة ويمنون النفس بيوم مشرق قد يطلع عليهم يوما و يشفق عليهم قلب احد ويكفيهم شر المعاناة.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى