طـالـع : بلافريج والشناوي ..حينما يتكلم الشعب

عبد الله عياش – هبة بريس

في كل مرة يتجدد الحديث عن دور نواب الامة في المغرب ..وفي كل حين يطرح السؤال ان كانت مرافعة البعض بالبرلمان خطابا نخبويا أم شعبويا أم انه لا هذا ولا ذاك

التابث الان ، لا يمكن ان يتعدى ” فقدان للمصداقية ” و ” عجز مستمر عن نيل ثقة الشعب ” و ” نفور كبير للأمة من السياسة ” وصراع مخدوم لا يرقى الى درجة تقديم حلول مهيكلة ومدروسة بقدر ما ينتج فراغا هو بمثابة كارثة سياسية هشمت الممارسة الديمقراطية تهشيما لا مثيل له .

النخب المتحدثة باسم الشعب تعوم في الارتجال والتناقض..معارضة تختفي اثناء القرار ، واغلبية تبني تاريخها على حساب الشعب وبين الاثنين يتواجد العنصر المسحوق يتعثر بين الفقر والبطالة والفساد والفوارق الاجتماعية .. يسود السخط ويقترب النموذج التنموي من الافلاس …ورغم كل السالف ذكره يعيش المغربي على امل بلوغ التنمية والاستجابة لاحتياجاته وتطلعاته..ولن يتحقق كل هذا الا بوجود اسماء مواطنة تنادي بالإصلاح وتتحسس مكامنه ..

في سلسلة “طالع ، نازل ” سنختار عمر بلافريج ومصطفى الشناوي كاسمين وضعا البلسم فوق الجرح …من موقع مسؤوليتنا كسلطة رابعة سنتحدث بكل ثقة عن بلافريج والشناوي ولا يمكن الا ان نضعهما فوق ثلة ” طالع ” على امل ان نلتقي بكم يوم الخميس مع اسم اخر وضعه ميزان انجازاته في سلم ” نازل ”

هذا الاختيار لم يكن عبثا ، فقبل ايام قليلة دعا النائبان البرلمانيان للتقليص من ميزانيات القصر الملكي وإدارة الدفاع والبرلمان والمالية والداخلية، وذلك برسم مشروع قانون المالية لسنة 2020، واستثمار المبالغ المحصلة لتعزيز ميزانيتي الصحة والتعليم.

البرلمانيان، وبحسب التعديلات التي تم اقتراحها، أكدا على أن هذا التقليص سيتم دون أي تأثير على مجموعة نفقات التسيير الخاصة بالميزانية العامة، وإنما يندرج في إطار مبدأ “تضامني” بين القطاعات الوزارية مما سيمكن من توفير حوالي 10 مليارات درهم يمكن تقسيمها على قطاعي الصحة والتعليم بـ5 مليارات إضافية لكل منهما، الشيء الذي سيساهم في استثمار حوالي 8 مليارات درهم في قطاع التعليم، تساهم في إدماج المتعاقدين في الوظيفة العمومية واحتسابهم ضمن الموارد البشرية عوض المعدات، فضلا عن توظيف 25 ألف مدرس وعون إداري جديد برسم سنة 2020، عوض 15 ألف فقط، ما قد يساهم في تحسين السير العام لهذا القطاع.

أما فيما يخص الصحة، فإن التعديلات المقترحة ستساهم في خلق أزيد من 10 آلاف منصب جديد، إضافة إلى 4000 آلاف منصب في المشروع الحالي، ليصبح المجموع حوالي 14 ألف منصب جديد، فضلا عن دعم مشاريع تهدف إلى تحسين هذا القطاع، خاصة برنامج الصحة الإنجابية وصحة الأم والطفل والشباب والساكنة ذات الاحتياجات الخاصة، وكذا دعم مؤسسة الحسن الثاني للنهوض بالأعمال الاجتماعية، بحسب مقترح التعديلات نفسه. .

نواب الامة على كثرتهم ..لماذا الاشتراكي الموحد .؟

مصطفى الشناوي وعمر بلافريج يراهنان على ” السياسة النظيفة ” ..اسمان سجلا حضورهما السياسي اللافت في كثير من المحطات والقضايا الساخنة عبر خلق مقترحات قوانين أو من خلال أسئلة محرجة ” داخل قبة البرلمان.

لا أحد سينسى ان عمر بلافريج كان اول برلماني اعلن قراره بالتنازل عن تقاعده كبرلماني ..ولا احد سينكر ان بلافريج كان البرلماني الوحيد الذي صوّت بالرفض على رفع ميزانية الديوان الملكي ..ولا زال التاريخ يذكر ان بلافريج أصرّ على الذهاب إلى مدينة جرادة، إبان الاحتجاجات التي شهدتها على الرغم من رفض وزارة الداخلية ..كما أنه طالب في العديد من المرات باسترجاع الملايين التي تأخذها شركات المحروقات .. التاريخ سيسجل انه أياما قليلة بعد الأحكام القضائية في حق نشطاء حراك الريف قدم البرلمانيان عن فيدرالية اليسار عمر بلافريج، ومصطفى الشناوي، مقترح قانون للعفو العام على كل المحكوم عليهم بسبب الاحتجاجات الاجتماعية، التي ترفع مطالب تهدف إلى تحسين معيشة السكان، وتأمين حقوقهم الجماعية، في مناطق متعددة من البلاد

مواقف بلافريج و الشناوي كثيرة ومتعددة ..جلها كانت تميل ميلة واحدة لصالح الامة ..تشعر من خلال مواقف هاذين الرجلين ان الوطن سيكون بخير لو غص البرلمان برجال من طينتهم ..هو شعور لا احد يمكن ان ينكره ..لذلك كان احق بنا ان نعلن مصطفى الشناوي وعمر بلافريج في سلم “طالع ” على امل اللقاء بكم يوم الخميس مع شخصية تقوقعت في خانة ” نازل ” اخذا ـ طبعا ـ بمسار تسوده الخسارات والهزات

مقالات ذات صلة

‫6 تعليقات

  1. مواقف مشرفة من حيث الدفاع عن الشعب المغربي وعن المهمشين لكن للأسف مواقف الرفاق من الدين مؤلمة ولا تبشر بالخير بل إنهم ينضمون دائما للمحاربين لقيم الإسلام.. عليهم مراجعة مواقفهم من الإسلام وأن يتخذوا الوسطية إن أرادوا عطف المغاربة والوقوف بجانبهم .

  2. و لمادا لم يطالب هدان البرلمانيان بتقليص اجرتهما الى النصف و التنازل عن تقاعد برلماني و لو من جهتهما اختياريا بالتبرع بتلك المبالغ لجمعية خيرية او تعاونية في البادية
    طبعا ممكن ان يطالبا بدلك لانهما يعرفان بان البرلمان لن يصوت على الاقتراح و لكن كما دكرت لمادا لا يفعلا الخير من تلقاء انفسهما

  3. نائبين برلمانيين اعربا عن مسؤولية متناهية في طرح قضايا تخدم مصالح الشعب واهتماماته المنتظرة بكل جرأة وشجاعة و تحدي.

  4. تحية لهما على مواقفهم الشجاعة و المدافعة على مصالح الشعب.صوتنا عليهما من أجل الدفاع على مصالحنا و ليس من أجل إدخالنا للجنة.
    أنهما شرف المغاربة

  5. بلافريج والشناوي صوتا الشعب بدون مزايدات صوت ومطالب فدرالية اليسار هو صوت الشعب صوت المقاومة .ونحن معهما وسنصوت لممثلي فدرالية اليسار رغم حقد الحاقدين من المخزن وادنابه من احزاب النشكلة للحكةمة الحالية
    كل التضامن مع نواب فدرالية اليسار
    اطلب من الجميع التسجيل في لواءح الانتخابات لنصوت على من يمثلنا بالفعل .وان لا نترك غيرنا يصوت على اعدلداء الشعب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى