“القاصرين” و “خطاب الكراهية” محورا لقاء جمعية المحامين المغاربة ببرشلونة

يسير الإيحيائي _ هبة بريس _

في إطار المبادرات الفعلية الرامية إلى إثارة ملف القاصرين المغاربة الغير مرفوقين فوق التراب الإسباني ومدى تأثيرها على صورة المغرب،نظمت “جمعية المحامين المغاربة” الممارسين بالخارج بمقر الهيأة العليا للمحاماة ب”كتالونيا” يوم أمس السبت لقاءا حول مناقشة الظاهرة وإنعكاساتها السلبية على المجتمع الإسباني سيما على ضوء بعض السلوكات والأفعال الإجرامية التي يقوم بها هؤلاء القاصرين والتي من شأنها ان تضعهم موضوع متابعات قضائية أو إعتداءات جسدية قد لا تحمد عقباها في بعض الأحيان.
وفي هذا الصدد تميز اللقاء بحضور وازن للمحامين من مختلف الدول الأوروبية، ووفد عن القنصلية العامة للمملكة المغربية ب”برشلونة” ،وكذا رئيس الهيئة العليا للمحاماة بجهة “كتالونيا” السيد “أكنازي بوج” رئيس المؤسسة الذي يمثل أزيد من (35000) محاميا ومحامية موزعين على (14) هيأة،إضافة إلى فعاليات سياسية بالمنطقة كالسيد “محمد الشايب”و”نجاة الدريوش” .
وخلال كلمة له بالمناسبة،عبر السيد “عبد الله بيضوض عن مدى سعادته بلقاء هذه الشريحة من الكفاءات المغربية التي تشرف الوطن في المهجر،كما نوه باللقاء وأشغاله مضيفا أنه على إستعداد تام للعمل جنبا مع الجمعية خدمة للوطن ومصالح المواطنين المتواجدين تحت دائرته القنصلية.
من جانبه وعلى هامش نفس اللقاء أشاد السيد “بوج” بمبادرة التطرق لظاهرة القاصرين ونبذ خطاب الكراهية الذي صار واحدا من أهم الأهداف التي ينبغي أن تنكب عليها الحكومات قبل الهيئات المدنية،وتوفر لها أرضية متينة ومواكبة مستمرة لوقف نزيفها العابر للحدود سواء في هذه القارة أو تلك، كما عبر عن سعادته البالغة بالمشاركة في هذه المبادرة معربا عن جاهزية مؤسسته للعمل الجاد والمشترك من أجل تقوية العلاقات مع جمعية المحامين المغاربة من أصل مغربي الممارسين بالخارج باعتبارها خلية تواصل يومي مع هموم ومشاكل الناس وهذا ما يجعلها مسؤولة أمام المجتمع ومطالبة بالدفاع عن كل ما يخل بحريات وحقوق أفراده.
وعودة إلى ملف الأطفال القاصرين وأهمية الدفاع عن حقوقهم على ضوء القوانين والإتفاقيات الدولية المعمول بها والتي أخذت حيزا مهما من عمر هذا اللقاء، تطرق المتداخلون من محامين وسياسيين وجمعيات مدنية إلى بعض الإشكاليات القانونية مع إعتماد تجارب المحامين الحاضرين من دول أخرى، إذ تم الإجماع على ضرورة تناول الظاهرة بجدية من طرف السلطات المعنية، وعدم التهاون في إتخاذ القرارات القانونية اللازمة مع إجبارية تسهيل المساطر الإدارية بغية التجاوب العاجل مع حاجيات القاصرين المعنيين وإيجاد حلول تحفظ كرامتهم بناءا على المعاهدات الدولية ذات الصلة.
من جانب آخر ، تطرق اللقاء إلى ظاهرة لا تقل أهمية عن ملف القاصرين،ألا وهي كراهية الأجانب وخطابات العنف والتحريض ضدهم من طرف أحزاب اليمين المتطرف وكيفية الرد على هجمات هذا التيار السياسي في إسبانيا وباقي الدول الأوروبية.
وفي هذا السياق أكد الحضور على ضرورة الاستعداد لمواجهة الأفعال الإجرامية التى تؤثر وتضر بكرامة الاجانب على العموم و كرامة الجالية المغربية على وجه الخصوص. وعبر رئيس الجمعية الأستاذ “هلال تاركو الحليمي” على أن مهنة المحاماة ملزمة أن تتحرك على شتى الاتجاهات و ان تتبنى موقفا صارما ومسؤولا أمام أي مس بالتعايش والسلم الاجتماعي و ان تعمل بكل جهدها لمناهظة هذا الفعل الإجرامي والخبث الذي اتخذ الحقل السياسي وسيلة مزيفة لتحقيق مصالحه وحرية التعبير غطاءا لأفعاله الإجرامية ولنشر أفكاره المعاذية للأجانب.
ومن ضمن التوصيات التي خرج بها هذا اللقاء:
_ ضرورة تفعيل حق المشاركة السياسية لأفراد الجالية من أجل دحض مزاعم اليمين المتطرف، والرقي بالمصالح المادية والمعنوية للجالية بما تضمنه قوانين دول الاقامة.
_ تحريك المساطر والمتابعات القانونية لمواجهة جريمة كراهية الأجانب والعنف والتحريض ضدهم.
_ضرورة جمع كل الإجتهادات القضائية الصادرة عن المحاكم الأوروبية لغرض الإفادة وتمكين السادة المحامون من الترافع ضد هذا النوع من الجرائم.

وخثم رئيس الجمعية ذ. “هلال تاركو الحليمي” أن التعايش والسلام الاجتماعي هي مسألة دولة لأن كل الدساتير والقوانين الدولية صدرت لحماية الحقوق الأساسية للمواطن أساسها كرامة الإنسان، وبالتالي هي ملزمة باتخاد كل القرارات لحمايتها ولو اقتضى الأمر بتعديل الدستور نفسه.
وأصر الأستاذ “هلال تاركو الحليمي” أن حرية التعبير حق أساسي لكن له حدوده عندما يصطدم بحق أساسي آخر. واذا كانت كرامة الإنسان هي المحور الاساسي لكل الدساتير والقوانين فلابد من إتخاذ كل الوسائل والجهود والإجراءات اللازمة لحماية تلك الكرامة . وبما أن خطاب الكراهية الذي نهجه اليمين المتطرف يضر بكرامة الإنسان فلابد من مواجهته بكل الوسائل وبقوة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى