برنامج تيسير..عندما تتحول المؤسسات التعليمية إلى وكالات بنكية

هبة بريس_ الرباط

تسود حالة من الاحتقان والاستياء بين صفوف العديد من مديري ومديرات المؤسسات التعليمية، جراء ما اعتبروه عبء ثقيلا جديدا انضاف على عاتقهم، بعد أن أسندت لهم مهام توزيع الوصولات المتعلقة باستخلاص منح برنامج الدعم الاجتماعي تيسير على الأسر المستفيدة، وهو ما وصفوه بتملص إدارة الوكالات المعنية بالقيام بالعملية ورمي الكرة إلى مرمى الإدارة التربوية لتقوم مقام موظفي هذه الوكالات التي تعنى بعمليات استخلاص المبالغ.

وتساءل العديد من مديري ومديرات المؤسسات التعليمية عن السبب الرئيسي وراء اثقال كاهل الإدارة التربوية بالعديد من المهام فيما يخص عمليات تدبير برنامج تيسير المتعلق بدعم التمدرس، بما فيها الإجراء الأخير المتعلق بتوفير الوصولات وملئها وتوزيعها على المستفيدين، الأمر الذي خلق نوعا من الفوضى والهرج والمرج داخل المؤسسات التعليمية زاد من حدتها احتجاج العديد من الأسر الغير المستفيدة التي طالبت من المدير الكشف عن سبب عدم تسليمها للوصل، علما أن اسمها لم يكن مدرجا ضمن لائحة المستفيدين، في مشهد وكأن المدير هو المسؤول عن الافراج عن المستحقات.

وناشد العديد من مديري المؤسسات التعليمية من قلب الاجتماعات التي احتضنتها مقرات المديريات الإقليمية في هذا الصدد، (ناشدوا) بضرورة تخفيف الأعباء عن الادارة التربوية وعدم اثقال كاهلها بمهام غير مهامها “طريقة استخلاص المنح مثلا” ، والعمل على معالجة المشاكل وفق مقاربة تشاركية مع كافة القطاعات المعنية وعدم الاقتصار على الإدارة التربوية التي تعاني أصلا من ضعف كبير في الموارد البشرية، فكيف لمدير مؤسسة تعليمية يشتغل وحيدا داخل مؤسسته يدبرها تربويا واداريا وتواصليا وجمعويا وماليا، أن تنضاف إليه مهام غير مهامه تحول من خلالها إلى ما يشبه موظف بوكالة بنكية يقوم بتحديد الاسر المستفيدة وانجاز الوصولات وتحديد مواعيد الاستخلاص.

ويشار أن مكتب بريد المغرب أعلن عن تاريخ انطلاقة صرف مستحقات التحويلات المالية المشروطة للأسر المستفيدة من برنامج تيسير، وذلك في إطار الدعم الاجتماعي المباشر الذي خصصته الدولة للفئات المعوزة، بهدف تشجيع التمدرس والحد من الهدر المدرسي وضمان تكافؤ الفرص، لكن المشكل المطروح هو اثقال كاهل الإدارة التربوية بانجاز وصولات الاستخلاص وتوزيعها على الأسر، مما جعل هذه الأخيرة في مرمى نيران ممن لم يستفيدوا الذين اتهموا مدير المؤسسة باقصائهم، الأمر الذي يتطلب من الوزارة المعنية تخفيف العبء عن الإدارة التربوية وحث وكالة بريد المغرب بالاعلان على لوائح المستفيدة على أبواب ونوافذ وكالاتها للعموم بدل رمي الكرة بملعب الإدارة التربوية.

مقالات ذات صلة

‫7 تعليقات

  1. كلام في الصميم
    الوكلات البريدية معززة بالسلطات الأمنية وتشتكي. فكيف لمدير مؤسسة بمفرده تسليم الوصولات لأزيد من 600 اسرة في غياب اي ضمانات أمنية تحميه من تعسفات الاسر التي لم تستفيدمن التحويل المالي لسبب من الأسباب.

  2. هناك العديد من المؤسسات تتحمل المسؤولية في عدم استفادة الكثير من الأسر بسبب عدم كفاءة الادارة في التعامل مع البرامج الاليكترونية الخاصة بملء استمارة برنامج تيسير والغريب هي سهلة وفي متناول أي طفل يلعب في الهاتف وهذا دليل آخر على أن رجال التعليم غرباء عن المعلومات بشكل مضحك

  3. المديرون يستحقون اكثر من هذا لانهم لا يتفقون على شيء وكما قيل لا يمكن ان يركب احد ظهرك اذا لم يكن ظهرك منحنيا

  4. بعض المديرين يستاهلو اكثر من هذا لانهم جبناء لا يتكلمون ولا يتفقون على موقف وتجدهم متملقي يلحسون احذية المسؤولين ويتوددون لهم خوفا من الاعفاء انهم جبناء فعلا، قفوا وهبوا ايها الاداريون وتحركوا فالقادم اسوأ

  5. صحيح. يجب الوقوف ضد هذا الاجراء لانه مجحف في حق المدير .وليس من مهامه. وهو بعاني اصلا من كثرة المهام الملقاة على عاتقه.

  6. دورك يا مدير خدمة مصالح التلاميذ وهذا ضمن ذالك،وعن خدمة التلميذ تأخذ تعويضا هاما لم تكن تحلم به لما كنت في القسم.زر مكتب البريد وقارن عدد زواره بعدد زوارك ولا يأخذ تعويض.قبل تحمل المسؤولية نطمح لها ونبذل المجهودات الشريفة وغير الشريفة للوصول إليها والحصول على تعويض ممتاز والسكن والراحة. ومن لم تعجبه هذه الأعمال فليقدم استقالته ليترك المكان لمن يرغب في العمل.

  7. الى صاحب التعليق “فقير”، انت باين ليا موظف بالبريد ومعتاد على النوم والجلوس وحيدا واش بغيتي المدير ديال المدرسة يدير خدمتك ، نوض اشريف عري على كتافك واخدم ووزع التواصل وعلق اللوائح وان لم تعجبك هذه الاعمال الباب عرض من كتافك قدم استقالتك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى