ثورة ديبلوماسية غير مسبوقة تعيد قراءة العلاقات المغربية مع دولة المكسيك

قد يعتقد البعض أن منصب “السفير” في أي دولة لا يتعدى كونه الوجه الذي يشرف على سيرورة التمثيلية الديبلوماسية وضبط ساعات العمل الإدارية بالنسبة للموظفين إلى ما هنالك من تخليد أعياد وطنية يستدعى لحضورها مسؤولون حكوميون وسياسيون “لتذوق” قطع الحلوى وأطباق “الكسكس” المغربي على نغمات الطرب الأندلسي كما عهدناه في كل مرة على قنوات التلفاز الرسمي، لكن واقع الأمر يختلف تماما عن تلك الفرقعات الإعلامية المناسباتية التي لا تسمن ولا تغني من جوع ،أو بصريح العبارة لا تحقق للمغرب قيمة مضافة في ملف وحدته الترابية ذات الأولوية والإجماع الوطني خاصة في هذه المرحلة الحساسة.
تقديم كان لا بد منه لندرك جسامة المهام الملقاة على عاتق هؤلاء السفراء الذين يمثلون المملكة الشريفة في مختلف العواصم العالمية شأنهم شأن نظرائهم الأجانب المعتمدين في الرباط ، ولكي تتضح الصورة أكثر فدولة المكسيك واحدة من الكيانات التي تعترف بالجبهة المزعومة “البوليزاريو”،منذ زمان بعيد رغم العلاقات الثنائية التي تجمعها بالرباط والتي يصفها المتتبعون ب”الباردة جدا” إلى درجة الجمود ، مما يطرح تساؤلات عديدة عن الأسباب الرئيسية وراء عدم نجاعة الجهود الديبلوماسية السابقة في تغيير سلوكها الثابت والمعادي لقضيتنا العادلة على غرار دول أخرى إنتفضت في وجه الإنفصال ووجهت له ضربات موجعة تحت الحزام خلطت أوراقه وعرت واقعه وأسقطت آخر ورقة توت كان يستر بها عورته.
ولكي نكون منصفين مع أنفسنا أولا لا بد أن نشير بكل إفتخار عن بوادر الإنفراج التي طغت على العلاقات المغربية _ المكسيكية في الآونة الأخيرة إذ حققت ولأول مرة في التاريخ قفزة نوعية وتغييرا في المواقف على مستوى الحكومة المكسيكية،وفي هذا الإطار أيضا تم إحداث “مجموعة الصداقة” بين البرلمانيين المغاربة ونظرائهم في المكسيك لتقوية العلاقات الثنائية بين الجانبين على كل المستويات والدفع بها بما يخدم مصالح الدولتين وشعبيهما.
هذه المبادرات المتميزة خاصة مع دولة كالمكسيك لم تقف عند هذا الحد فحسب بل تجاوزته إلى توقيع إتفاقيات أخرى على مستوى الربط الجوي المباشر بإعتباره أحد أهم الركائز الأساسية للإنفتاح والتعاون،وثمرة تحركات ديبلوماسية يقوم بها السفير “عبد الفتاح اللبار” منذ توليه المنصب في محاولة لترتيب الأوراق وإعادة هيكلة العلاقات التي لا محال أن توتي أكلها في القادم من الايام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى