إلى سلطات الرباط هل تنتظرون ضحايا إنهيار المنازل ؟ – فيديو – ‎

من بين ثنايا الحديث والتبجح عن كون عاصمة المملكة المغربية ستصبح عاصمة للأنوار , لما ينتظرها من طموحات ومشاريع تكتسي طابعا عالميا , وإنجاز مراكز وطرقات بدأ بعضها يعرف النور, والأشغال المتقدمة المتعلقة بمشروع تهيئة ضفتي نهر أبي رقراق , وإنطلاق أشغال أعلى برج في إفريقيا الذي دشنه ملك البلاد سنة 2016 المتكون من 45 طابقا ” 250 مترا ” والذي يعد بمثابة رمز للإنبثاق والإشعاع, ومعلمة أكبر مسرح بمواصافاة عالمية , فضلا عن الميزانية الضخمة التي رصدت لإعادة ماقيل عنه رد الإعتبار للمدينة العتيقة بالرباط , هناك قنابل موقوتة بشكل فظيع , وفي علم السلطات للأسف بواسطة رسائل وشكايات المواطنين , كما تعج واردات مكاتب الضبط الولاية بتقارير اللجان التي مافتئت تخرج للمعاينة دون التعجيل بالقيام بما يلزم لتفادي المخاطر المحذقة .

مناسبة هذا الإستهلال , هو المنزل الآئل للسقوط , المتصدعة جدرانه وأعمدته وواجهته الأمامية بشكل مخيف , وهو ماعاينته هبة بريس أمس الأحد بزنقة العايديين السويقة بالرباط , بعد إتصال مجموعة من ساكنة هذا الحي العريق الذين ضاقوا ذرعا بما قدموه من شكاوى في شأن المنزل رقم 16 لصاحبه ” ع ” وللسلطات المحلية , هاته الأخيرة يقول المصرحون أنها حلت غير مامرة بعين المكان بغرض الإطلاع بما في ذلك الباشا وقائد المنطقة وعمدة المدينة وبعض المنتخبين , فكانت النتيجة هي وضع أربع حواجز ” باريير ” حديدية يمكنها أن تصبح لقمة سائغة تحت الأنقاض في كل لحظة وحين إذا ما إنهار المنزل بعد التساقطات والرياح الأخيرة التي لازالت الرباط تعرفها هاته الأيام .

هذا المنزل تقول – البوكيلي – مهجور منذ عشرة أعوام , وبدأت جدرانه تتآكل , وتتساقط منه الأحجار بين الفينة والأخرى , وبدأت تتطور الأمور – تقول نفس المتحدثة – والخوف يزداد لكون المنزل أصبح قنبلة موقوتة ستترك ورائها عدد من القتلى أطفالا وشيوخا ومواطنين لاذنب لهم سوى أنهم كانوا عرضة لإستهتار من يدبرون شأنهم العام , وبالتالي يهملون تعليمات عاهل البلاد .

في نفس الإتجاه – يقول محمد بطلموس – يقطن بجوار المنزل المرعب , أن صاحب المحل إشترط تدخل شركة ريضال لهدم هذا المنزل لكون خيوط كهربائية مرتبطة بواجهته , وبالتالي لايمكنه القيام بالهدم إلا بعد إزاحتها , وطالب المتحدث السلطة بالتدخل الفوري وإلزام مالك المنزل بالقيام بالهدم المستعجل .

هبة بريس , إلتقت بصاحب المنزل القنبلة , وعرضت عليه المشكلة , فأبدى إستعداده الكامل والتام للهدم , شريطة, تدخل شركة ريضال لإزاحة خيوط الكهربائية , وعند زيارتنا لمكتب رئيسة مقاطعة حسان سعاد الزخنيني ’صبيحة يومه الإثنين وجهتنا سكرتيرتها الخاصة صوب الجماعة وعمدة المدينة ” الصديقي ” بحكم ما أسمته عدم إختصاص الرئيسة .

واصلت هبة بريس إتصالاتها , كان آخرها ربطها الإتصال بريضال , حيث تبين أنها ربما لم يتم إخطارها , وأنها على أتم إستعداد للتدخول فور الإشعار من الجهات المعنية.

ليبقى التساؤل الذي يفرض على الجهات الوصية ليس الجواب عنه فحسب وهو ما دور تكوين لجان مختلطة تلتقط صورا أمام الأمكنة التي يتم معاينتها دون إتخاذ القرارات اللازمة , وهل للمواطن من قيمة منطقية وإنسانية مستمدة من دستور أبدى المغاربة أجمعين رأيهم فيه ؟ ثم هل سيتحقق بمثل هذا التهاون حلم محمد السادس ” مدينة الانوار ” لساكنة الرباط سيما المدينة العتيقة بمنازلها المهترئة المختبئة داخل الأزقة وحي الملاح وبوقرون ودرب لعفو الذين يتسائلون عن نصيبهم في شعار رد الإعتبار للمدينة القديمة .

الشريط الموالي يفضح خطورة المنزل الآئل للسقوط وتصريحات بعض القاطنين بجواره

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى