برشلونة: القنصل العام الجديد يقف على إرث ثقيل طار صاحبه إلى دولة الأرجنتين

يسيير الإيحيائي _ هبة بريس

تفاعلت القنصلية العامة ببرشلونة بشكل سريع مع مقال “هبة بريس” بخصوص ملفات مهاجرين مغاربة ظلوا عالقين بالوطن لأسباب تتعلق بجوازات السفر ، وسبق ان وردت على الجريدة عدة شكايات في هذا الخصوص إتهم فيها مهاجرون مغاربة المصلحة القنصلية بالعاصمة الكاتلانية بالتهاون والتقاعس في التنسيق بينها وبين مصالح وزارة الداخلية بسبب عدم إلغاء أرقام الجوازات البييوميترية، إذ نتج عن هذا الوضع إنتظار كبير لهؤلاء ومعاناة طويلة كان لها الأثر البالغ على مستقبلهم ومستقبل أبنائهم .

وترجع الأسباب _حسب المتضررين _ إلى التهاون والتقصير اللذان إعتمدتهما القنصلية العامة ببرشبونة طيلة أيام “فارس” الذي يبدو ان “فرائسه” كلها أثارت جدلا واسعا في صفوف أفراد الجالية المغربية بدائرته القنصلية لدرجة تستدعي وقفة تأمل ونبش في مسارات بعض المسؤولين داخل وزارة الخارجية والتعاون الدولي مع تقييم “إنجازاتهم” خلال مدد عملهم التي قضوها في خدمة رعايا صاحب الجلالة سواء في هذا البلد أو ذاك.

وحقيقة الأمر أننا لسنا معنيين بالدفاع عن أي مسؤول لأنه وبكل بساطة “لا نجيد إستعمل المساحيق التجميلية لتلميع الوجوه”،لكن المهنية تحتم علينا أن لا نبخس الناس أشياءهم إنطلاقا من مقولة ” ما لله فهو لله،وما لقيصر فهو لقيصر ” دون إنحياز ولا تملق،وحيث أن هذه القنصلية العامة إعتبرت من أسوء قنصليات المغرب على الصعيد العالمي وخلقت نوعا من عدم الثقة بين مصالحها ومرتفقيها الشيء الذي أزم الوضح أكثر وعجل بالخروج في مظاهرات إحتجاجية تطالب ب”إسقاط الفساد والمفسدين” وتنظيف محيط القنصلية من السماسرة والوسائط.

لكن ذاك لم يتغير كثيرا في منظور الجالية التي كانت تطمح إلى تغييرات جذرية وعلى رأسها (فارس ياسر) وإستبذابه بإطار آخر يجيد على الأقل أذبيات التواصل مع المهاجرين والعمل على إيجاد حلول واقعية لمعاناتهم المتواصلة كلما تعلق الأمر بمؤسسة ديبلوماسية إسمها “القنصلية العامة ببرشلونة” حيث التقاعس والإهمال وعدم القيام بالواجب أصبح سمة أساسية وإرثا إستحال التخلص منه مدة خمس سنوات، هذا إذا إستثنينا الحالة المزرية للبناية والجدران المتسخة في واجهتها المتواجدة على شارع رئيسي .

ذاك عهد بئيس ولى وإنتهى دون رجعة على الأقل في إسبانيا،وإن تكرر في دولة لاتينية فذاك موضوع آخر له إعتباراته الخاصة وله رجالاته وإعلامييه في دولة الأرجنتين، وكي يعلم الجميع ان القنصلية العامة ببرشلونة أصبحت مثالا يقتدى به في التسيير الإداري والتواصل لا بد أن ننوه بالمجهودات التي قام بها القنصل العام الجديد لإبراز “وجه الوطن” الحقيقي وذلك من خلال الإنتقال إلى مقر جديد يليق بسمعة المغرب وكذا إعتماده على منظومة جديدة تمكن كل مواطن مغربي من وضع شكايته ضد أي موظف أخل بالواجب وأثبت تقصيرا متعمدا في القيام بالواجب.

تبقى الإشارة أن العهد الجديد بقنصلية برشلونة يسارع الزمن لإصلاح ما أفسده سابقه ولعل الإنتقال إلى المقر الجديد في ظرف يومين خير ذليل على تعيين الرجل المناسب في المكان المناسب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى