في الطريق إلى المؤتمر الثالث عشر للشبيبة الاستقلالية

في نهايات سنة 2019، أكون قد قضيت قرابة 22 سنة داخل دواليب الشبيبة الاستقلالية، منخرطا فمسؤولا فقياديا، استفدت منها الكثير، تربيت في أحضانها واكتسبت الكثير من الأصدقاء وتلقيت الكثير من الدروس.

ولعل أسمى الدروس التي تلقيتها من آواخر تجربة السي محمد البكاري، أن الأصل أصل ولو ضاق الصدر.

ومن تجربة السي عبد الله البقالي أن الصبر مفتاح الفرج.

ومن تجربة السي عبد القادر الكيحل أن القرب من المناضلين وصحبتهم أساس التنظيم وعماد الثقة.

ومن تجربة السي عمر عباسي، أن الحسابات الشخصية لا تؤدي إلا إلى الهلاك ولو كانت لها حلاوة مؤقتة.

ولعلنا اليوم جميعاً في الطريق نحو التأسيس لتجربة جديدة، قد تبدو للبعض أمرا واقعا وفرض عين، وقد تبدو للبعض الآخر نتاج حسابات جانبية انتصر فيها طرف ضد طرف آخر.

لكن، ما لا يعلمه الجميع هو أن التجربة التي نؤسس لها اليوم بروح جماعية لا شروط فيها، هي نتاج عمل مشترك واتفاق مبدئي بين تيارات متناثرة، ما كانت لتكون موحدة لولا إرادات التجميع التي ضاقت درعا بالصراع ونتاجاته، ضاقت درعا بالحروب التي لا تؤدي إلى سبيل، فوقفت للحظات في محطات الوقوف (من كلا الأطراف والأطياف) ، واتخذت بكل جرأة شجاعة القيام بمراجعات على جميع المستويات، وكان نتاج مراجعاتها أن اليد الواحدة لا تصفق، وأن ثقل المسؤولية يستوجب التضحية، وأن المستقبل المضيء لا تبنيه السواعد الواحدة، بقدر ما تبينه النيات الصادقة والقلوب النيرة والأيادي البيضاء الصافية.

فكان نتاج الاتفاق البنيوي التزام جماعي بالتضحية وزرع الأمل في الصفوف وتجسير أواصر المحبة والعمل الوحدوي.

فالأصل أصل ولو غرنا الآخر،
والصبر مفتاح الفرج ولو غرنا الاندفاع،
ونضال القرب قاطرة النجاح ولو كلفنا التضحية،
والسياسة ليست بالضرورة حديقة للنزهة ولو بدت كذلك،
وكلها دروس تلقيناها بنهم وأمل فإحباط وعسر وصبر، فاستمرار وتوحد وتجميع، فنجاح لا محالة على درب النضال المستمر.
موعدنا الاستحقاقي قريب، فلنكن في مستوى اللحظة، إعدادا وتنظيما، وتأطيرا، وأملا في مستقبل مشرق نبنيه بسواعد جماعية يجد فيها الكل موقعه للاشتغال، فالحزب حزبنا ولو بدا غير ذلك، والوطن وطننا ونحن عصبة لذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى