حكومة “الكفاءات”.. بين السياسة و”هيمنة” التكنوقراط

استقبل الملك محمد السادس، عشية امس الأربعاء، بالقصر الملكي بمدينة الرباط، التشكيلة الحكومية الجديدة برئاسة سعد الدين العثماني.

ويأتي تعيين الحكومة الجديدة استجابة لدعوة الجالس على العرش في خطاب الذكرى العشرين لعيد العرش بضرورة الاعتماد على نخبة جديدة من الكفاءات في مختلف المتاصب والمسؤوليات بغية ضخ دماء جديدة على مستوى المؤسسات والهيئات السياسية والادارية والاقتصادية لمواكبة “جيل جديد” من المشاريع التي ستعرفها “المرحلة الجديدة”.

وانبثقت الحكومة الجديدة من أحزاب الأغلبية الخمسة بعد إعلان حزب التقدم والاشتراكية الانسحاب في اللحظات الأخيرة للمشاورات، حيث أسندت لحزب العدالة والتنمية الذي يقود الائتلاف الحكومي سبع وزارات، وأربع لحزب التجمع الوطني للأحرار، ووزارتان لحزب الحركة الشعبية، ووزارة لكل من الاتحاد الدستوري والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بينما عين تسعة وزراء تكنوقراط أي دون انتماء سياسي في وزارات حساسة وإستراتيجية.

وحصل غير الحزبيين على حصة مهمة من الحقائب الوزارية، حيث اختلفت القراءات وتعددت بين من رأى في ذلك هيمنة للتكنوقراط على حكومة “الكفاءات” ، واخرون اعتبروا إن التعيينات تمت على أساس الانفتاح على الكفاءات بغض النظر عن انتماءاتها السياسية.

محمد بودن محلل سياسي وفي تصريح خص به “هبة بريس” في وقت سابق قال أن الحكومة بهيكلتها الجديدة تزاوج بين المقاربة السياسية (لأنها منبثقة عن أغلبية نيابية) وكفاءات متحررة من الانتماءات الحزبية لكنها متمكنة من الملفات ولها الخبرة اللازمة لتقديم أجوبة عن الأسئلة المطروحة.

واعتبر أن هدف تنظيم القطاعات وفقا لمنطق الأقطاب الكبرى هو الفعالية والحكامة (الحوكمة) والترشيد.

ويرى بودن أن الهوية الحكومية تعكس أولويات المرحلة الجديدة في المغرب، وتخطو نحو تطور نوعي في تعريف المسؤولية الحكومية، متحدثا عن وجود مؤشرات واضحة على الشروع في تبني مقاربات جديدة، تعتمد المصلحة الوطنية والكفاءة معايير مرجعية بعيدا عن أية حسابات أخرى.

 

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. العالم يضحك علينا حكومة الكفاءات والشعب كله يستهزئ بهذا الاسم والمسرحية الواضحة صارت مكشوفة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى