موسم جني الأصوات عند كائنات الانتخابات بفاس

محياوي – هبة برس

لقد تعود المواطن الفاسي على بروز مبادارات مشكوك في أمرها كلما اقترب موسم الانتخابات، وهذه المبادرات المتعددة الأشكال تتكرر كل خمس سنوات وتختفي مباشرة بعد مرور يوم الانتخابات… ليبدأ بعدها موسم الشبهات والعنصرية والانتقامات وقتل أمل المغاربة في العيش الكريم على امتداد خمس سنوات كاملة .
ويرى عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي بفاس أن هؤلاء الساسة الفاسدين والذين يتهمونهم بالنصب والاحتيال عليهم بطريقة أو أخرى لا يترددون في التغطية عن شبهاتهم وسلوكاتهم المشبوهة باللجوء إلى القيام ببعض أعمال البر والخير المتمثلة في معونات اجتماعية هزيلة جدا قفة رمضان، أو خرفان أضحيات العيد أو التظاهر بتقديم بعض المساعدات لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة والاشخاص المعاقين .
وهذه المساعدات – يقول ذات الرواد بالعالم الأزرق- تحركها خلفيات سياسوية تؤسس لمجتمع يقوم على الاتكالية وتحفيز مظاهر التسول ، وتؤسس لثقافة مغلوطة ومزيفة داخل مجتمعنا، إذ يصبح حق الإنسان في العيش الكريم يرادف “صدقة” بحسب ما كتبه الناشط الحقوقي “محمد القاضي” على حائطه الأزرق.
وأضاف ذات الحقوقي أن من يريد فعل الخير فعلا في المواطن وتحصين مناعة الوطن، عليه أن يساهم في تمكين المواطنين من نيل حقوقهم التي تضمن لهم كرامتهم وتحفظ ماء وجههم، وليس تحسيسه بكونك تعطيه صدقة أو تمنّ عليه..
وأضاف ” من يريد فعل الخير فعلا، عليه أن يقوم بواجبه المنوط به واحترام تعاقده السياسي الذي قدمه في حملته الانتخابية للناخبين وليس تحويل هؤلاء الناخبين إلى مجمع للسعاية والمحتاجين والضحايا ومتسولي الصدقات وزرع الفتنة بينهم…
وأبرز في ذات التغريدة الفايسبوكية على أنه من واجب المؤسسات الحكومية والمؤسسات المنتخبة أن تتحمل مسؤوليتها كاملة في التعاطي مع فئات الشعب وتوفير الحقوق الخاصة بكل فئة، معللا في ذلك بالقول أن المواطن المغربي بطبعه يرفض أن يمنّ عليه أحدا بصدقة أو يحسسه أنه “كيدير فيه الخير”، فهو يحتاج إلى من يصون كرامته ويحفظ حقوقه التي تضمنها له كافة الدساتير والقوانين الكونية وليس في حاجة إلى من يستغل عوزه والاستثمار في فقره وبؤسه ووضعيه الاجتماعية.
وطالب ذات الحقوقي الجهات المسؤولة بضرورة مساءلة من يدعون أنهم يفعلون الخير عن مصدر تمويل هذا الخير، لتنظيف المجتمع من الذين قال أنهم يزرعون ثقافة التسول والكسل والخمول وتشويه مفاهيم حقوق الإنسان والاستغلال البشع لكرامة الانسان.
وفي نفس السياق دعا ذات الحقوقي الفئات المستفيدة من المساعدات الاجتماعية الهزيلة التي تتلقها من جهات سياسية في بعض المناسبات أن يرفضونها رفضا قاطعا لأنها تعتبر بمثابة رشوة سياسية ، مطالبا إياهم بالمشاركة الفعلية في رسم وصناعة مستقبلهم ومستقبل مدينتهم ومستقبل أبنائهم من خلال الانخراط الفعلي في العمليات السياسية الاستحقاقية والاحتكام لسلطة الضمير عوض الخنوع لأهواء شيطان النفس والمراهنة على ساسة أثبتوا فشلهم وعجزهم في التعاطي مع قضايا تدبير الشأن العام المحلي.
وقال “محمد القاضي” إن مجتمع فاس يراهن على إنتاج وصناعة جيل جديد من المنتخبين ووضع قطيعة نهائية مع المنتخبين الحاليين والسابقين بدليل أنهم أوصلوا فاس إلى ماهي عليه الآن، مبرزا في ذات الوقت أن شباب اليوم لهم ما يكفي من الأسلحة المعرفية قادرة على أن تمنهم من إخراج مدينة فاس من المعتقل التي تتواجد بداخله وتحرير سكانها من مظاهر البؤس والفقر والهشاشة والاقصاء وتوفيرمناخ سليم للاستثمارات الداخلية والخارجية وإعداد بيئة مناسبة لدعم حاملي المشاريع من تحقيق أحلامهم وتطلعاتهم ومن ثمة المساهمة في النهضة الاقتصادية للعاصمة العلمية.
مستغربا في الوقت ذاته من الصراعات التطاحنية القائمة بين ما أسماها بالكائنات الانتخابية حول أصوات المواطنين من دون الالتفاف حول معانات وهموم هؤلاء المواطنين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى