بعد الضغط جراء تعقبه.. المتورط الثاني في سرقة هولنديتين يسلم نفسه لدرك سيدي بوزيد

أحمد مصباح – الجديدة

بعد فرار دام شهرا، على إثر تعريضه بمعية شريك مودع رهن الاعتقال الاحتياطي بالسجن، مواطنتين هولنديتين للسرقة بمنتجع سيدي بوزيد، حوالي 4 كيلومترات جنوب عاصمة دكالة، وجراء الضغط المتواصل عليه بسبب ملاحقته من قبل الساهرين على تحقيق العدالة، سلم المتورط الثاني نفسه، الأربعاء الماضي، إلى قائد الفرقة الترابية للدرك الملكي بمركز سيدي بوزيد. حيث استمعت إليه الضابطة القضائية في محضر قانوني بشأن ظروف وملابسات النازلة الإجرامية، وأحالته، صباح اليوم الموالي، الخميس الماضي، على الوكيل العام لدى محكمة الدرجة الثانية بقصر العدالة بالجديدة.
هذا، وكانت المصالح التابعة للقيادة الجهوية للدرك الملكي للجديدة، فكت، شتنبر الماضي، في أقل من 24 ساعة، لغز الجريمة، بإيقاف أحد الجانحين، وهو من ذوي السوابق العدلية، وكذا، استرجاع المسروقات.
وحسب النازلة، التي كان الموقع الإخباري أورد تفصيليا وقائعها في مقال صحفي تحت عنوان: “الجريدة ترصد إيقاف درك سيدي بوزيد بإقليم الجديدة لصين عرضا هولنديتين للسرقة + فيديو”، فإن زوجين أجنبيين، من جنسية هولندية، في عقدهما السادس، ومتقاعدين عن العمل في موطنهما الأصلي، استقرا منذ حوالي سنتين، في منتجع سيدي بوزيد السياحي، بعد أن اقتنيا سكنا بإقامة “العنبرة”.
وقد حل الزوجان الهولنديان، الثلاثاء 03 شتنبر 2019، بالمغرب، عبر مطار المنارة–مراكش، قادمين من هولندا. حيث استضافت الزوجة الهولندية صديقة للطفولة، تربطهما علاقة صداقة عمرت أكثر من 40 السنة، لقضاء العطلة معا بمعية زوجها، في إقامتها بمنتجع سيدي بوزيد السياحي. ومساء اليوم ذاته، الثلاثاء، خرج ليلا الأجانب الثلاثة، الزوجان وضيفتهما في نزهة راجلة (randonnée pédestre) بالمنتجع، بعد أن غادرا مقهى قبالة الشاطئ الرملي، حيث تناولوا وجبة العشاء “بيتزا”. وما أن شارفوا على قاعة الرياضة ومقهى، بعد أن قطعوا مسافة غير قصيرة، مرورا من الشارع المؤدي من الشاطئ الرملي، إلى الطريق الجهوية رقم: 301، الرابطة بين الجديدة والجرف الأصفر، حتى بشابين، أحدهما كان يضع “قبية” على رأسه، كانا خارجين لتوهما من “زنقة” بالجوار، قاما بقطع الطريق عليهم، واستهدف كل واحد منهما إحدى الهولنديتين. ففيما تمكن أحد اللصين من انتزاع محفظة يدوية من إحداهما بعد أن باغتها من الخلف، فشل شريكه في سرقة محفظة الثانية، التي كانت تشدها بإحكام حول عنقها وصدرها. ما جعل الأخيرة تسقط على الأرض، وتصاب من ثمة بجروح في ذراعها.
هذا، وفور إشعارها، دخلت المصالح التابعة للقيادة الجهوية للدرك الملكي للجديدة، ممثلة في الفرقة الترابية بمركز سيدي بوزيد، وكوكبة الدراجات النارية بالمركز، وفرقة التدخل السريع، بالمعاينات والتحريات الميدانية في مسرح الجريمة، بقيادة وإشراف الكولونيل المساعد، القائد بالنيابة للقيادة الجهوية بالجديدة، وكذا، قائد سرية الجديدة، وقائد مركز الدرك بسيدي بوزيد. ما مكن من استجماع أدلة حاسمة، من ضمنها نعل بلاستيكي لأحد الجانحين.
وقد تلقت المواطنتان الهولنديتان اللتان أقلتهما سيارة إسعاف انتدبها على وجه السرعة مركز الدرك بسيدي بوزيد، العلاجات الضرورية داخل قسم المستعجلات بالمستشفى الإقليمي للجديدة، حيث لقيا العناية الطبية اللازمة.
إلى ذلك، فقد أفضت الأبحاث والتحريات الميدانية والتقنية، التي أجرتها الفرقة الترابية للدرك الملكي بسيدي بوزيد، إلى تحديد هويتي الفاعلين، والاهتداء إلى سكنهما في دوار “البحارة”، المتاخم من جهة الشمال لمنتجع سيدي بوزيد. حيث أوقفت الضابطة القضائية، في حدود الساعة الخامسة من مساء الأربعاء 04 شتنبر الماضي، أحد الجانحين، وهو راشد، من ذوي السوابق العدلية، وكان بالمناسبة قضى عقوبات سالبة للحرية، زهاء 13 سنة، وهو حديث الإفراج عنه من السجن، الذي غادر أسواره منذ حوالي 6 أشهر. كما استعادت الضابطة القضائية، إثر عملية التفتيش التي أجرتها بتعليمات نيابية في منزل الفاعل الثاني، وهو قاصر في حالة فرار، المحفظة اليدوية المسروقة، التي لم يكن بداخلها سوى مبلغ مالي زهيد، 125 درهم، وبطاقة سحب بنكية، وبطاقة الأمان، وصور فوطوغرافية عائلية، وقلمان (2 ستيلو)، ونظارتان طبيتان.
هذا، وأبدى الزوجان الهولنديان وضيفتهم التي هي من موطنهما الأصلي، للجريدة في خرجة إعلامية حصرية ب”الفيديو”، عن تقديرهم للسرعة والنجاعة في تدخل المصالح الدركية التابعة للقيادة الجهوية بالجديدة، وكذا، في دقة البحث القضائي الذي أفضى في وقت قياسي، أقل من 24 ساعة، إلى فك لغز الجريمة، واسترجاع أغراضهم المسروقة.
إلى ذلك، فإن نازلة السرقة هذه، سرقة أجانب من أوربا، تعتبر الثانية من نوعها، صيف هذه السنة، بإقليم الجديدة، بعد السرقة التي استهدفت، الجمعة 16 غشت 2019، على شاطئ عاصمة دكالة، شرطيا برتغاليا، والاستيلاء على بطاقته المهنية، وعلى جوازي سفر يخصانه ومرافقته؛ ناهيك عن مبلغ مالي بعملة الأورو والدرهم المغربي. وهي الجريمة التي يواصل بشانها الأبحاث والتحريات البوليسية على قدم وساق رجالات رئيس الأمن الإقليمي عزيز بومهدي، المسؤول الشرطي الشاب، ذو الخبرة التي اكتسبها في الاستعلامات العامة.

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. ماشاء ألله بالنسبة لسرقة الأجانب فالتحريات تجري بسرعة البرق، وهذا يدل على أن المخزن يعرف كل هؤلاء السراق، إن سرقوا فقط المغاربة إخوانهم فلا تحقيق ولاهم يحزنون، أما أن كان الضحية أجنبي فالسلطة تستخدم كل وسائلها من أجل الوصول إلى الجاني، أما نحن المهاجرون فحالنا كحال المغاربة الآخرين. فأنا أنصح السلطة نظرا لعدم وجود الأمن والأمان في المغرب فإن المهاجرين المغاربة أصبحوا يقدون عطلهم في إسبانيا وتركيا بدل بلد الأم.

  2. السلام عليكم اقول الحبس مع الطعام والشراب والراحة ليس عقوبة لمثل هؤلاء المكلخين بل هو بمثابة استراحة لمدة فقط فاذا خرجوا عادوا الى جرائمهم مما يعنى ان الحبس راح لهم واهدار للضرائب التى يدفعها المواطن ارجوا من المسؤولين ان يراجعوا هذا القانون الذى يشجع المجرمين بدلا من ردعهم لك الل ياوطن العزيز

  3. أتساءل لماذا الأمن تدهور في بلادنا ولا أجد الجواب أنا صراحة حائر وخائف إن لم أقل متشائم ليتني كنت شرطيا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى