رسالة من مغربي إلى الشعب والجيش المصري

هبة بريس

أيها الشعب المصري والجيش المصري، منذ سنة 1967 وأنا أعيش مرارة هزائمكم التي لا تريد أن تنتهي.
والله العظيم أذكر في حرب 67 أيام إمتحانات شهادة البكالوريا كيف أني كنت واحدا من المحاربين معكم بضميري ومحبتي لكم كسائر الشعب المغربي والعربي الذي وثق في مؤسساتكم العسكرية التي أوهمتنا أنها سوف تعيد إلينا فلسطين. وعندما انتهت الحرب وشاهدت إخواني من الجيش المصري يقتلون بالجملة في سيناء على يد موشيه دايان بلا شفقة أو رحمة، في الوقت الذي كنت أعتقد أن الجيش المصري وقادته كما كنا نسمع في أخبار الراديو والجرائد. شعرت بالقهر حين اتضح العكس وأصابني الإحباط العميق. في تلك السنة هاجرت من المغرب متجها نحو ألمانيا.
أذكر كيف كنا نحن العرب مهزلة اليهود العائدين لألمانيا إثر هزيمة 67. كنا والله لا نساوي شيئا من نظراتهم إلينا.
دعوني من حرب أكتوبر73 ودعاية نصر أنور السادات. فأنا قد تابعت مراحلكم من 1967 إلى يومنا هذا، ووالله ما فرحت ولو مرة واحدة بأخباركم، ولا أريد أن أتوسع لأني إن توسعت احتجت لمجلدات وأنا اليوم إبن 74 سنة.
أيها الجيش المصري أنا مغربي عشت عمري مسافر بين أوروبا والمغرب وعرفت عقليات جل جنسيات الشعوب العربية. وأستطيع التمييز ومعرفة الفرق بين الدول المتقدمة والنامية والمتحضرة والمتخلفة.
وأنا كمغربي أحب بلادي وأحب ملكي، وهذه ليست مجاملة أو تملق أو سياسة، لكني أحبه بصدق لأنه أنصفني في حقي وفي شعوري نحو بلادي. ولتفهموا ما أعنيه عليكم زيارة المغرب لترو بأعينكم القفزة الكبيرة والهوة الشاسعة التي بين مصر والمغرب. صحيح أن الفقر موجود والإقتصاد ليس على ما يرام ونعاني من ضعف وترهل في الحكومة، لكن لا يوجد مغربي يذهب للأكل من أزبال والنفايات كما يحدث في مصر مع المئات أو ربما الألاف وربما أكثر وهو ما يشعرني بالألم العميق.
المغرب مكتظ بالخيرات والأكل بكل ألوانه وأشكاله بينما الشعب المصري قد أهين على مسمع العالم حتى بات من يسميه بشعب الخرفان وهذا عار لا أقبله على أي مصري حر وأصيل ولا على مصر التي أنجبت العلماء والمفكرين.
أيها الجيش المصري لا تولوا أموركم لرؤساء لا أصل لهم. اعلموا أنكم أصبحتم لقمة صائغة بيد الأعداء. وعديم الأصل يرضخ لكل من أعطاه لقمة مجانية فما بالكم بما هو أكبر.
والله حرام عليكم هذا الخذلان يا جنرالات مصر. تعلموا أن ترفعوا رؤوسكم إلى السماء وأن تحبوا بلدكم وشعبكم ليحبكم الله وينقذكم مما أنتم فيه.

محمد عرجون ـ المغرب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى