أمزازي: إصلاح المنظومة التربوية “قضية مجتمعية” تتطلب انخراط الجميع

أكد وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، سعيد أمزازي، اليوم الجمعة بمدينة بني ملال، أن إصلاح المنظومة التربوية “قضية مجتمعية” تتطلب انخراط الجميع، من أجل تجديد المدرسة المغربية في مختلف جوانبها، على قاعدة “الإنصاف والجودة والارتقاء بالفرد والمجتمع”.

وأضاف أمزازي، خلال لقاء تواصلي جهوي حول القانون الإطار المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، أن الإصلاح الحالي يسعى إلى “تحقيق التعبئة المجتمعية” حيث يشكل نص القانون الجديد “تأصيلا قانونيا للمبدأ الذي يجعل من تحقيق أهداف الإصلاح أولوية وطنية ملحة، ومسؤولية مشتركة بين الدولة والأسرة وهيئات المجتمع المدني والفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين، وغيرهم من الفاعلين في مجالات الثقافة والإعلام والاتصال”.

واستعرض الوزير بعض الخصائص العامة لهذا القانون الإطار، مشيرا إلى أن الخاصية الأساسية التي تكسبه أهميته القصوى كونه “يشتمل على العديد من الضمانات الكفيلة بإنجاح الإصلاح، والتي لم تكن تتوفر بالقدر الكافي في التجارب الإصلاحية السابقة”.

وأوضح، بهذا الخصوص، أن هذه الضمانات الرئيسية تتمثل في “القوة القانونية للنص اعتبارا لإلزامية مقتضياته التي تسري على الجميع، باعتباره يشكل مرجعية قانونية بمثابة إطار تعاقدي وطني ملزم” في مجال إصلاح منظومة التربية والتكوين، علاوة على “التقاء الإرادات الوطنية حول الإصلاح” فالقانون “بغض النظر عن بعض تفاصيله التي قد تعكس موقفا متباينا، فهو يعكس طموحا مشتركا تلتقي فيه إرادات مختلف مكونات الأمة، ومختلف مؤسسات الدولة المعنية، وقبلها الإرادة الملكية السامية الراسخة”.

كما تتمثل هذه الضمانات، يضيف أمزازي، في “ترسيخ مسؤولية الدولة في تنفيذ الإصلاح وشموليته”، حيث تنصب مقتضيات القانون الإطار حول مختلف مجالات هذا الإصلاح دون استثناء، من عرض تربوي، وجوانب بيداغوجية، وحكامة، وموارد بشرية، علاوة على ضمانة “النسقية والالتقائية في التنفيذ”، وكذا “التدبير المعقلن لزمن الإصلاح” و”التحصين التشريعي” له، إضافة إلى ضمانة “المتابعة والتقييم المنتظم لمسارات الإصلاح”.

من جهة ثانية، تناول أمزازي أهم المستجدات والأوراش الإصلاحية التي تتضمنها هذه الوثيقة المرجعية للإصلاح، مبرزا، في هذا الصدد، أن الرهان الاستراتيجي الأول لهذا الإصلاح يكمن في “تحقيق الإنصاف وتكافؤ الفرص في ولوج المنظومة والاستفادة من خدماتها، من خلال تعميم التعليم بفرص متكافئة، وتحقيق الإنصاف على المستوى المجالي والاجتماعي، وعلى أساس النوع، والقضاء على التفاوتات بمختلف أنواعها، وإقامة مجتمع إدماجي وتضامني …”.

كما تتمثل مستجدات هذا الإصلاح في ضمان الدولة مجانية التعليم العمومي في جميع أسلاكه وتخصصاته، وتحقيق العدالة الاجتماعية والمجالية في الاستفادة من الفرص التعليمية، وإقرار إلزامية خدمات الدعم المادي والاجتماعي وخاصة لفائدة أبناء الأسر المعوزة أو الذين هم في وضعية اجتماعية هشة، وتوسيع نطاق تجربة المدارس الجماعاتية ولاسيما بالوسط القروي، والسهر على تعميم تعليم دامج وتضامني لفائدة الأطفال دون تمييز، خاصة لفائدة الأطفال في وضعية إعاقة أو في وضعيات خاصة.

وأضاف أن هذا القانون الإطار يتضمن، أيضا، مجموعة من المقتضيات الكفيلة بتطوير النموذج البيداغوجي بمختلف مكوناته، وإجراء مراجعة جذرية لمختلف مكوناته، بما يضمن للمتعلمين اكتساب المهارات والكفايات الأساسية، والتشبث بروح الانتماء للوطن والاعتزاز بالرموز الوطنية، والتشبع بقيم المواطنة، وصقل الحس النقدي لديهم، وتفعيل الذكاء، وحفزهم على الإبداع والابتكار والنبوغ والتميز، وتمكينهم من الاندماج الاجتماعي والمهني ومن الانخراط في مجتمع المعرفة والتواصل.

مقالات ذات صلة

‫5 تعليقات

  1. كيف سيصلح التعليم والآلاف من أجود رجال التعليم ونسائه والذين اكتسبوا الخبرة والدراية طيلة عقود من العمل أحيلوا على التقاعد ولاسيما التقاعد النسبي والذي تعطيه الوزارة لكل من قدم طلبا..ألى تفكر الوزارة من الاستفادة من هؤلاء الذين كان لهم الأثر الإيجابي على طلبة وأطر اليوم؟ على الإقل الاستفادة منهم كمرشدين للأساتذة الجدد فآلاف من هؤلاء يحتاجون إلى تداريب وإرشاد داخل أقسامهم وخير من يقدم لهم ذلك من سبقوهم في هذا الميدان.

  2. انتهى الكلام ومللنا من وجهك المشمئز والمغرب برمته ينتظر رحيلك بدون رجعة وياحبذا يتم حرمانك من تقاعد سمين بعد فشلك الذريع في تدبير أشرف وأنبل قطاع

  3. اللاسف الشديد الى تكلمنا على التعليم في المغرب لازال متدهور جدآ جدآ جدآ لا التعليم في القرى ولا التعليم في المدن في القرية كلشي مكشوف في المدن للاسف بالاخص التعليم العمومي ولكن السبب الرئيسي هو كلنا نتحمل مسؤولية تعليم ابنائنا نتمني ان نغير اسلوب التعامل مع التعليم حتى نكون اجيال مثقفين بمعنى الكلمة بالفعل المنظومة تهم الجميع ولكن الاصلاح من وزارة التربية والتعليم

  4. ماذا تقصد يا مستوزر ب((مسؤولية الجميع))؟ متى اعطى المخزن فرصة للمشاركة لطرف ما وخصوصا الاسر والمجتمع ككل؟ انكم الوحيدين كاحزاب من اعطيت له الفرصة ومنذ السبعينيات فكان ما كان بافران وما تبعها.انكم تضحكون على انفسكم وتخربون الوطن بالتحايل او بالهجوم على المدرسة العمومية لشعب مغدور ومحتقر.مطلقا انكم لستم اهلا للاصلاح لان اتجاهكم هو الاخلاص للبنوك الدولية حيث الراسمال هو الحاكم الاكبر وما انتم الا منتفعين وفايقين باللعبة المسمومة.من اين وكيف تعود الثقة والامل وانتم مشمرون دفاعا عن البيروقراطية وتهميش الجميع وخصوصا في القضايا المصيرية للمغاربة كالتعليم القطاع الاستراتيجي الذي يفضحكم ويبهدلكم امام من تضحكون عليهم من المفقرين والمحتقرين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى