يـا قوم .. رجاء اتقــــــــوا الله في منظــــومتكم التـــــعليمية

محمد منفلوطي_هبة بريس

بصوت عال مسموع نُعلنها مدوية…”يا قوم اتقوا الله في منظومتكم التعليمية”… وأعيدوا للمدرسة العمومية بريقها وهيبتها، وارقوا بخطاباتكم، وكفى من الضرب تحت الحزام، لأغراض سياسوية انتخابوية ضيقة، وانخرطوا بجد في تنزيل الاصلاحات، واعملوا للصالح العام بدل مصالحكم الشخصية….قد يقول قائل جاحد، أو متعنت جاهل، إن كل هذا إنما هو من تجليات كاتب المقال ليس إلا، ونحن نقول له على مهلك يا هذا، فأصل الحكاية هنا هو رد الاعتبار للمدرسة العمومية التي لها الفضل عليّ وعليك وعلى عوم الناس.

إنها جملة من المطالب الملحة التي بات الشارع المغربي ومعه الغيورون عن المنظومة يرددونها مع كل مناسبة، بغية قطع الطريق أمام المتربصين الواقفين على حائط المبكى يقتنصون الفرص للنيل من المدرسة العمومية والعاملين بها من الشرفاء من نساء ورجال التعليم…لهؤلاء نقولها وبصوت عال اتقوا الله في منظومتكم التعليمية، وكفّوا عن ترويج الأكاذيب لتغليط الرأي العام، وانخرطوا بجد واجتهاد في ابتكار الحلول للقضاء على العديد من المظاهر التي باتت تؤثت المشهد بمحيط مؤسساتنا التعليمية، أين غاب دور الأسرة والمجتمع والمدرسة في تهذيب النفوس وترسيخ القيم؟ وهل يمكن لرجل التعليم أن يسترجع مكانته العلمية وهيبته ووقاره داخل المجتمع؟

إن انتشار بعض الصور والفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل البعض بأساليب غير بريئة وغير واقعية لمن شأنها أن تساهم في اتساع الهوة بين المدرسة العمومية ومرتفقيها خدمة للقطاع الخاص، بيد أن واقع الحال يثبت بالملموس عكس ما يتم تداوله، إذ عرفت منظومتنا التعليمية قفزة نوعية فيما يخص تطوير وتجويد العرض التربوي وتحسين البنيات التحتية للمؤسسات التعليمية تماشيا ومنظور الإصلاح الذي أطلقته الوزارة الوصية نفيذا للتعليمات الملكية السامية، والدليل على ذلك هو حالة النزوح الجماعي المسجلة هذه السنة في صفوف تلاميذ القطاع الخاص نحو القطاع العام.

يا قوم اتقوا الله في منظومتكم التعليمية، وقفوا وقفة رجل واحد لوضع حد لهذا الخلل الذي بات يهدد منظومتنا التعليمية بالفشل، ويورق بال جميع الفرقاء والشركاء والفاعلين في الحقل التربوي، نتيجة تفشي بعض المظاهر، فلاغرابة أن تتوالى الأحداث اتباعا ومن قبيل الصدفة، بدءا بتسجيل بعض الاعتداءات على المؤسسات والأطر العاملة بها، ومرورا بترويج بعض الصور والفيديوهات لأقسام مهترئة وهي في واقع الحال مهجورة ولا تستقبل التلاميذ أصلا.

فلا غرابة أن تتحول العلاقة الأبوية التربوية التي تربط رجل التعليم بتلامذته إلى علاقة يسودها العنف بكافة أشكاله من سحل ورفس وضرب وتنكيل في أبشع صوره، كيف يمكن أن يصبح غدا التعليم العمومي قاطرة للتنمية، وهو يتلقى ضربات من قبل خصومه ؟

اتقوا الله في منظومتنا التعليمية.. وأعيدوا للمدرسة العمومية بريقها وكرامتها وأهدافها النبيلة، وللعاملين بها هيبتهم ووقارهم، ولتلامذتها قيمهم الأخلاقية وغرس روح التسامح وحب الوطن، وكفى من الممارسات لبعض مهندسي الساعات الإضافية الذين تحولوا بقدرة قادر إلى ما يشبه مقاولين محترفين في اقتناص الفرص ويتفننون من خلال إشعار تلامذتهم في أول السنة بصعوبات اجتياز الامتحانات الاشهادية، وحثهم على ضرورة الاستعانة بدروس إضافية لمواكبة البرنامج السنوي، ومنهم من يعتمد خلال الحصة على تقديم تمارين جد صعبة قصد تعجيز التلاميذ، مما يخلق لدى المتعلمين نوع من الحاجة الملحة إلى دروس خصوصية، وهذه الطريقة غالبا ما يصاحبها عند بعض الأساتذة سامحهم الله، نوع من الإلزام والتهديد والوعيد للتلاميذ، وتذكيرهم بأن مصير الرافضين هو الرسوب في امتحان آخر السنة، غير آبهين لظروف أسر هؤلاء الاجتماعية والاقتصادية، وهناك بعض الأساتذة يستعملون طريقة ذكية لاستقطاب تلامذتهم، حيث يحدثونهم عن المدارس العليا وبعض الجامعات التي لا تقبل الراغبين في ولوجها غير الحاصلين على معدلات عالية، بغية استدراجهم للانخراط في عملية الدروس الخصوصية لضمان معدلات مرتفعة.

لكي نكون منصفين ونعطي لكل ذي حق حقه…يبقى بعض الأساتذة الشرفاء النزهاء (بالرغم من ظروفهم المادية القاسية) يحاولون إرجاع الثقة للمدرسة المغربية العمومية عن طريق محاربة هذه الظاهرة الغريبة فتجدهم يقدمون دروسا في التقوية والدعم بالمجان هدفهم النبيل هو قطع الطريق أمام تجار المعرفة من المضاربين والمتاجرين في الحقل التربوي، لإشاعة روح التطوع والمبادرات الفردية… لنختم القول: اتقوا الله في منظومتكم التعليمية.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. المنظومة التعليمية تفتقد إلى أشياء ضرورية لإنجاحها من بين هذه الأشياء : إعادة إعطاء المفتش دور المراقبة الصارم وأن يزور كل أستاذ في دائرته مرتين على الأقل مع التعويضات عن التنقلات. تقرير امتحان لكل مستوى تعليمي أخر السنة يؤخذ بعين الاعتبار في الانتقال .إجراء امتحانات السادس والتاسعة إعدادي تحت إشراف أساتذة لايدرسون بنفس المدرسة أو الإعدادية .إعطاء دروس الدعم في المدارس والإعداديات والثانويات للتلاميذ الذين لم يحصلوا على المعدل.تشجيع الأساتذة الذين أظهر تلاميذهم تفوقا ملحوظا تشجيعهم آخر السنة بمنح مالية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى