هل تُزَايد الأحزاب السياسية على المغاربة بأسماء مناضلي هذا الوطن؟

هبة بريس – رضى لكبير

انعقد يوم الجمعة 13 شتنبر بالرباط، الجمع العام التأسيسي لإحداث “مؤسسة الدكتور عبد الكريم الخطيب للفكر والدراسات”، التي تروم المساهمة في وظائف التفكير السياسي ودراسة السياسات العمومية.

وتميزت الجلسة الافتتاحية للجمع العام التأسيسي لهذه المؤسسة بالرسالة التي وجهها الملك محمد السادس إلى المشاركين في الجمع، والتي تلاها سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية.

وأكد الملك، في هذه الرسالة، أن إحداث هذه المؤسسة “مبادرة محمودة، أبينا إلا أن نزكيها، وأن نشملها برعايتنا السامية، تقديرا منا لهذا الوطني المجاهد، والمقاوم الفذ الذي تحمل اسمه…”.

غير أن تأسيس هذه المؤسسة، رافقها الكثير من الجدل داخل حزب العدالة والتنمية وخارجها، الأمر الذي دفع البعض للتشكيك في الأهداف الرئيسية لإنشاء مثل هاته المؤسسات داخل الأحزاب، والأهداف الحزبية من وراءها.

٠الجدل داخل حزب العدالة والتنمية :

المناسبة أعلاه أخرجت بلال التليدي، عضو المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية للحديث حيث وصف طريقة انعقاد الجمع العام التأسيسي لمؤسسة الخطيب بـ”المهزلة التي لا تليق بشخصية الدكتور الخطيب ولا تناسب المعاني الكبيرة التي تضمنتها الرسالة الملكية الموجهة لهذا الاجتماع التأسيسي”.

ولم يخف القيادي في “المصباح” في تدوينة نشرها على حسابه بـ”فيسبوك”، استغرابه من ترؤس سعد الدين العثماني للمؤسسة المذكورة قبل المصادقة على القانون الأساسي، معبرا عن ذلك بالقول: “تساءلت ومن الرئيس؟ قيل لي الأمين العام، قلت: كيف يتم حسم الرئيس قبل أن تتم المصادقة على القانون الأساسي؟”: وزاد: “القانون الأساسي لم يناقش، أسماء متوافق عليها سلفا، تعديل القانون الأساسي مرتين بعد المصادقة عليه، اقتراح أسماء، كثير منها لا علاقة لها بالبحث العلمي”.

وأوضح التليدي الذي طالب قيادة “البيجيدي” بحذف اسمه من لائحة المؤسسين، أن عملية تأسيس مؤسسة الخطيب تمت وفق “توافقات وترضيات كما ولو كان الأمر عبارة عن تقسيم غنائم.. مهاترات ومجاملات، وتصفية حسابات ضيقة تحت الحزام.. صوت من صوت، وانتهت الحفلة”، مضيفا أنه لم يصوت لا تأييدا ولا معارضة ولا امتناعا على ما وصفها بـ”المهزلة”.

وختم التليدي قائلاً “أصبحت أشعر حقيقة بأني في حزب تغيرت علي ملامحه التي كنت أعرفها” يردف التليدي، موردا: “لذلك أعترف بأني أخطأت لما قررت الحضور، فأنا لا أقبل المشاركة في مسرحية عبثية، ولا أقبل أن يكون اسمي ضمن لائحة الأعضاء المؤسسين”.

تدوينة بلال التليدي هاته أخفت الشيئ الكثير حول كواليس التحضير لإخراج مؤسسة الخطيب لأرض الواقع، وما تلاه من ضجة داخل حزب العدالة والتنمية، حيث قاطع عبد الإله بنكيران، الأمين العام السابق للحزب الجمع العام التأسيسي لـ”مؤسسة عبد الكريم الخطيب للفكر والدراسات”، بسبب دعوته من قبل سعد الدين العثماني في آخر لحظة لـ”تأثيث المشهد”، وعدم علمه مسبقا بالموضوع.

٠جدل خارج البيجيدي :

من جانبه اتهم محمد خليدي، الأمين العام لحزب النهضة والفضيلة، في تصريح إعلامي، قيادات “البيجيدي” بخطف مبادرة إنشاء مؤسسة الخطيب واستغلالها سياسياً من طرف العثماني وإخوانه المقربين، وبنية خطف الدكتور الخطيب من حاضنته المغربية الواسعة، إلى ضيق الانتماء الحزبي.

وأوضح محمد خليدي في ذات التصريح أنه بعد الحملة “المُغرضة”، التي تعرّض لها عبد الكريم الخطيب قبل أكثر من أربع سنوات، دفعت العديد من أصدقاء ومحبي الراحل، من مقاومين وسياسيين ورجال فكر ومعتقلين إسلاميين سابقين، إلى التفكير الجدي في تأسيس إطار لتخليد ذكرى رجل أفنى حياته في خدمة دينه ووطنه.

وهاجم محمد خليدي سعد الدين العثماني، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، متهما إياه بخطف مبادرة تأسيس مؤسسة الخطيب، حيث صرح إعلاميا قائلاً “فوجئنا، خلال المدة الأخيرة، بتحركات سريعة لجماعة سياسية، أرادت أن تلتف على المبادرة الأولى، وتختطف الخطيب من حاضنته المغربية الواسعة، إلى ضيق الانتماء الحزبي”.

٠ منافسة سياسية بين المصباح والوردة :

إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، لم ينتظر كثيراً للرد على عدوه السياسي الأول حزب العدالة والتنمية في تأسيس مؤسسة أطلق عليها إسم :”عبد الرحمان اليوسفي“، كيف لا وهو الذي قاد المواجهة رسمياً بعدما انسحب ”بام إلياس العماري“ عن أشواطها، وأصبح حزب الوردة يقودها في ردهات المحاكم عبر محامييه وأطره، أحياناً بإسم المطالبات بالحق المدني قي قضية ”توفيق بوعشرين“ وأحيانا أخرى في ملف الطالب اليساري :”آيت الجيد“.

أما مؤخرا فقد وجد الحزب نفسه محرجا في قضية إجهاض الزميلة هاجر الريسوني، حيث ظل يرفض تجريم الإجهاض الناجم عن علاقة رضائية بين طرفين اثنين، حسب ما كانت تطالب به البرلمانية الاتحادية أمينة الطالبي خلال اجتماع مناقشة مشروع مجموعة القانون الجنائي بلجنة العدل والتشريع بمجلس النواب.

و طالبت البرلمانية أمينة الطالبي حينئذٍ بجعل الإجهاض مشروعا في جميع الحالات، وعدم تجريمه بنص القانون، من أجل حماية المرأة التي تتحمّل لوحدها عبْء المولود الناجم عن العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج، على حد تعبيرها، معللة موقفها بكون العلاقات الجنسية غير الشرعية “واقعا لا يرتفع”.

وقالت النائبة البرلمانية عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، “إذا كانت هناك علاقة جنسية رضائية بين امرأة ورجل، فلماذا نمارس العقاب على المرأة، ونمنعها من الإجهاض، ما دام لا ينتج عنه ضرر لأي من طرفي العلاقة الجنسية؟”. فلماذا إذن ألجمت ألسن مناضلي الاتحاد في الملف وصمت جميعهم خاذلين مواقفهم ومبادئهم؟

وحسب ما أوردت جريدة ”الأسبوع“ لصاحبها قيدوم الصحافة المغربية مصطفى العلوي، على أن إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، أناط مهمة تأسيس مؤسسة تحمل إسم المناضل الاتحادي الكبير :”عبد الرحمان اليوسفي“، لبودرقة وحسن نجمي، والتي من المنتظر أن تخرج للعلن بالتزامن مع الذكرى 60 لتأسيس حزب الاتحاد الاشتراكي، موضحا لشكر على حد تعبيره أن تسمية المؤسسة أخذت بعين الاعتبار رغبة الوزير الأول الأسبق الذي قاد تجرية التناوب التوافقي.

فهل أصبحت إذن أسماء المناضلين في هذا الوطن ”ماركات سياسية“ للمنافسة بين الأحزاب والتباهي فيما بينها، وكسب الولاء الحزبي للزعماء السياسيين الوهميين، والمزايدات على الشعب المغربي ؟

المناضلون والمقاومون ملك للوطن ولجميع المغاربة

إن أكبر دليل على أن المقاومين والمناضلين المغاربة ممن ضحوا بحياتهم و بأرواحهم في سبل هذا الوطن، هم ملك للمغاربة جميعا وليس لحزب فلان أو علان، هو إطلاق الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، بتاريخ 31 يوليوز، اسم “الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي” على فوج تخرج 1839 ضابطاً متخرجاً من مختلف المعاهد والمدارس العسكرية وشبه العسكرية، وكذا الضباط الذين ترقوا في رتبهم ضمن صفوف القوات المسلحة الملكية، من بينهم 283 ضابطة.

واعتبر الملك محمد السادس أن اختيار اسم الوزير الأول الأسبق جاء لكونه “يتقاسم مع والدنا المنعم، جلالة الملك الحسن الثاني، ومع جلالتنا، نفس المبادئ الثابتة في حب الوطن، والتشبث بمقدسات الأمة، وبالوحدة الترابية للمملكة، والدفاع عن مصالحها العليا”، وزاد: “وإننا نعتز بما يجمعنا به شخصيا من روابط قوية ووطيدة، وعطف خاص متبادل”.

إذن هي عبارات عميقة تحمل من الدلالة الوطنية الشيئ الكثير، في حب هذا الوطن والدفاع عن وحدته الترابية، دون مزايدات سياسية أو ايديولوجية، وكما قال المقاوم الكبير علال الفاسي :” ما النفي ما السجن بل ما الموت في وطن مـــازلت أرعاه إخلاصاً ويرعاني“… ولم يقل في :” ما النفي ما السجن بل ما الموت في حزب الاستقلال مـــازلت أرعاه إخلاصاً ويرعاني

مقالات ذات صلة

‫5 تعليقات

  1. والله تحية لك يا سي تليدي على موقفك الشجاع لأن مع الأسف أينما حل هذا الحزب المشؤوم يدنس المكان. أما لشكر المناور الإنتهازي السياسي المحنك لا يترك فرصة إلا وركب عليها ليخلق البوز لكن هذا يزيد في تدمر حزبه اللذي لطالما أعطى للبلاد حتى جاء هذا الكسول ودمره فأصبح أسفل سافلين.

  2. مقال في الصميم اذ لا يحق لاي كان ان يستغل شخصية وطنية لا غراش حزبية ضيقة لانها اي الشخصية عمل وضحي من اجل الجميع . ولكن للاسف الاحزاب وخصوصا العدالة والتنمية يعرف كيف يرركب علي مكتسبات ومنجزات الاخرين وحتي الدين المشترك

  3. الا لشكر .رجل انتهازي لا شك ومستعد لتدمير ارادة الشعب لارضاء نزواته الخبيثة الا وهي التعنتيت في وجهنا لانك (باع الماتش) من زمان بل منذ بدايته.بيدق من نوع اخر كبن كيران وغيره. انهم ابناء عبد الواحد ولو اختلفت التيكيتات .

  4. هادوك لي كايقولو مشروعية الاجهاض و عدم تجريمه إنما يشجعون على ممارسة الزنا والفواحش و الفساد و يمنعون حق الحياة لذلك المولود الصغير المسكين الذي لا ذنب له سوى ارتكاب والديه للفاحشة لك الله يا وطني حسبي الله ونعم الوكيل لماذا ألالهم أمينة متقوليش خاص البنات يجمعو راسهم شوية و ميبقاوش عاطينها الفساد العلاقات خارج إطار الزواج محرمة شرعا والقانون في المغرب يعاقب عليها علاش متكونش حملة توعية للشباب من أجل غض البصر و صيانة الفروج عن ارتكاب الفواحش و الفساد لماذا ؟؟ أو حتى توقع الواقعة عاد تقولو لا من حقها دير الاجهاض ؟؟ وحق داك الجنين في رحم أمه؟؟؟ أين حقه في الحياة ؟؟ من الأول أمه و أبوه لوكان ميديروش الفواحش لأصبحت منتشرة ميوقعش الحمل او حتى العلاقة خارج الزواج ، حسبي الله ونعم الوكيل وصافي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى