نسب المشاهدة على اليوتيب والجودة.. أي رهان?!

ربيع بلهواري _ هبة بريس

نسبة المشاهدة على اليوتوب أصبحت هي المعيار الأساسي لجودة أي عمل فني موسيقي أو سينمائي… فالنخبة لم تعد قادرة على إبداء رأيها ومناقشة أي شيء يخص ضاهرة فنية او ابداعية تبديها المرحلة، فاليوتوب ينوب عن الجميع. ووسط الزخم الدي يعرفه الميدان بتجلياته اصبح الراي النقدي غير معتد به امام ما يواجهه من ارهاصات تتجلى كسيل جارف غير قابل للتفاعل المقارن….فاي مقاربة نقدية سيعتد بها امام نسبة مشاهدة لاغنية تافهة يبلغ عدد مشاهديها اكثر من مليون!!!!!! هذا اللغط في التقييم هو ما يشجع الرداءة على تثبيت اقدامها مادام الذوق العام يهيم في النشاز غير عابء بمتطلبات التصريف التوعوي والتربوي..

فقبل زمن ليس بالبعيد لم يكن هذا القبح الذي اجتاح كل المجالات موجودا بمثل هذا الوضوح ، وحتى لو كان موجودا لم يكن الأكثر انتشارا وطلبا.

لذلك قد تكون أسباب انحدار الذوق العام هي ذاتها سمات العصر الحديث ، فعصر السرعة حيث قل صبر الناس على تحمل الأشياء الجادة والعميقة وفضلوا عليها الأشياء الأكثر سذاجة وتفاهة ، وعصر سهولة الحصول على الشيء وسرعة استهلاكه حيث قل الاهتمام بالجيد وذي الكفاءة فمصير كل شيء إلى زوال ، وعصر العالم المفتوح وشبكات التواصل حيث أصبح لفت الأنظار ولو بطرق غريبة وقبيحة هدفاً عزيز الطلب .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى