أقلام مولعة بالصيد في المستنقعات !

قضايا أشخاص أم قضايا جهات ؟

يلاحظ الرأي العام المغربي أننا أصبحنا نعيش على وقع زوابع إعلامية ؛ تثار على نطاقات واسعة ، تنفخ فيها وتزيد من حدتها مواقع التواصل الاجتماعي ، وأحيانا تنحو بها منحى إيديولوجيا متصلا بهوية حزب سياسي معين ، أو تحيلها على آفة تعلقنا “الأعمى” بالحنفية الإسلامية ، ليتسنى للآخرين ؛ وما أكثرهم ؛ ركوب حالاتها “للنهش” ـ حتى لا أقول للنقد ـ في عرض منظومتنا القضائية ونعتها بالقصور ومعاداتها لحقوق الفرد والحريات العامة .

التسرع في إطلاق الأحكام آفة كتابنا

نعم ، ونظرا لهيمنة هذه الوسائل على حياتنا العامة ، أصبحنا أمام ظاهرة “أن كل من يمتلك بورطابلا” يتحول بقدرة قادر إلى “كاتب” مستقل بذاته ، أو مروجا لكتاب آخرين منبثين في كل المواقع ؛ يتلقون “الخبر” فيصرفونه إلى أخبار ويحيدون به عن صوابه وصدقيته إن كان يحملها بالمرة .. لا يتحرون في مرجعياته ومصادره ، وبالتالي لا يتجشمون أنفسهم عناء التقصي أو على الأقل التأني في تسويقه والتعليق عليه أو استصدار الأحكام بشأنه .

قضية هاجر الريسوني نموذجا

قبل محاولة استجلاء الحقيقة في هذه النازلة ، تجدر الإشارة إلى أن أقلاما مغرضة تلقت هذه “القضية” فوظفتها تبعا لأغراض خسيسة أحيانا وأهواء مريضة ، اتخذوها منصات للقذف في أعراض الناس ومرجعيتهم الدينية والتنكيل بهم أو بالأحرى “الشماتة” بهم .
يجب أن ينصرف إلى الرأي العام أن هاجر الصحافية بجريدة الأخبار ؛ ولأهداف تصفوية ؛ من اللواتي اللائي ناصرن قضية “معتقلي حراك الريف” ، وامتنعن عن إدلاء بشهادتهن في “قضية بوعشرين” ، وأخيرا اعتُبرت (هاجر) برأي هذا “الفاعل وراء الكواليس” صيدا سمينا لسلخ البيجيديين وكشف عوراتهم …
هذه الأثافي الثلاثة وجدها “الفاعل المجهول وراء الكواليس” ثمارا يانعة للانقضاض عليها (هاجر) وإقحام الشرطة في القبض عليها بتهمة محاولة الإجهاض على خلفية علاقة جنسية لامشروعة . إذن ؛ هكذا وتبعا لهذا السينيارو المحبوك بالغ الدقة ؛ وجدت هاجر نفسها خلف القضبان ، والحال أن العشرات من حالات الإجهاض تقع في المغرب يوميا وتمر بسلاسة وسلام ، دون أن تخلف رد فعل يذكر ، فأحرى أن تكون متبوعة بهذه الزوبعة الإعلامية كما في حالة هاجر !

جهات حقوقية تتحرك ولكن ..

هناك عدة أطراف أصبحت تنادي بإطلاق سراح هاجر ، ولكن تحت يافطة ” العلاقة الرضائية حق مشروع” وأن هاجر لم تأت بشيء سوى أن مارست “حقا” يجب أن يمنح لها ولسائر المغربيات !
كما أن هناك أقلاما رفعت صورة هاجر صارخة في وجه المغاربة : ” .. أهذا هو إسلامكم ؟” الذي ما فتئتم تصدرون عنه في أحكامكم ؟ ، بل إن هناك أقلاما بلغ بها الحنق والكراهية درجة أن توجهت بعبارات القدح والشماتة إلى أسرة هاجر ، ولسان حالها يقول ” هذو هما انتما ..؟ !” أو بعبارة : ” الفقيه لنتسناو براكتو دخل للجامع ببلغتو” ، وهي عبارة مرادفة في مغزاها “لا تنه عن خلق وتأتي مثله” ، أو الإسلام المزيف .
إن وراء الأكمة ما وراءها ، فلو أمكن الوقوف على الخيوط والخفايا الدقيقة التي وراء تفجير “قضية هاجر الريسوني” لوجدنا لها أوجه تقاطع شبيهة بقضايا تصفوية مماثلة كقضية بوعشرين ومن قبله قضية رشيد نيني واللائحة طويلة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى