“هبة بريس” تكشف رموز الأبيات الشعرية المدونة على قميص الملك محمد السادس

هبة بريس – عبدالحي بلكاوي

بعد تمعن و تأمل و تدقيق في الصورة، إليكم فك شفرات البيت الشعري المدون باللغة العربية و بخط أنيق على قميص الملك محمد السادس.. الملك اختار أن يدون على صدره الشريف شطرين من أبيات جميلة جدا للشاعر الأندلسي أبو البقاء الرندي ( (601 هـ -684 ه) من خلال قصيدته المشهورة و المصنفة ضمن قصائد مراثي الأندلس التي نظمها بعد سقوط آخر أراضي المسلمين في الأندلس.

الملك اكتفى باختيار شطرين معبرين جميلين و رائعين، من أبيات متفرقة في القصيدة (عجز القصيدة) و يحملان دلالات و قيما راقية و جميلة جدا، تتعلق بفناء الدنيا و دورانها وتقلباتها، كما تحكي المواجع التي أصابت المسلمين عند سقوط الأندلس.. هاته الابيات الشعرية، بهاته المعاني الرائعة ستزداد قيمتها و أثرها، خاصة و أن الحامل لها هو الملك محمد السادس الذي يقود دولة عربية مسلمة متجذرة في التاريخ، و مستمرة في النهل من عمقها العربي ذو الهوية المسلمة الصافية.

– الفقرة الأولى المدونة على صدر القميص من جهة اليسار هي قول الشاعر :

(……….) *** وللزمانِ مَسَرَّاتٌ وأحزانُ

وبداية هذا البيت الشعري هي قول الشاعر :

فجائعُ الدهرِ أنواعٌ منوعة ** …

– أما الفقرة الثانية المدونة على قميص الملك فهي قول الشاعر :

مَنْ سَرَّهُ زَمَنٌ سَاءتْهُ أزْمَانُ ** …

وبداية صدر هذا البيت الشعري هي قول الشاعر :

هِيَ الأمُورُ كَمَا شَاهَدْتُهَا دُوَل ** ( …. )

أما بقية أبيات القصيدة فهي أبيات جميلة جدا تتحدث عن مآل الإنسان و عاقبته، و أن دوام الحال من المحال مثل قوله :

أينَ المُلوكُ ذوو التيجانِ من يَمنٍ ** وأينَ مِنْهُمْ أكَالِيلٌ وتِيجانُ..

وأينَ ما حازَهُ قَارُونُ من ذَهَبٍ ** وأين عادٌ وشدادٌ وقحطان..

أتى على الكلِّ أمرٌ لا مَرَدَّ له ** حتى قضوا فكأنَّ القومَ ما كانوا

اختيار جميل لأبيات ذات دلالات أدبية و قيمية رائعة جدا، تبرز ذوقا و حسا فنيا جميلا للملك.

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. لكل شيءٍ إذا ما تم نقصانُ
    فلا يُغرُّ بطيب العيش إنسانُ
    هي الأمور كما شاهدتها دُول
    مَن سَرَّهُ زَمنٌ ساءَتهُ أزمانُ

    إلى آخر القصيرة الرائعة.

  2. جميل ان ياخذ الانسان العبر من السلف والاجمل ان يكون ذاك الانسان ملكا
    حفظه الله ورعاه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى