إيطاليا الحضارة والتاريخ والنمودج المشرق لأوروبا الحديثة .. فهل الحكومة الجديدة باستطعاتها قلب الوضع السياسي لصالح المهاجرين

بقلم :عبد اللطيف الباز / ميلانو – إيطاليا

إيطاليا بلد أوروبي متميز عن باقي الدول الأوروبية الأخرى ، فهو يعد من أعرق الدول الأوروبية تاريخيا وحضارة ، والذي كان يعرف بحضارة الرومان ، و لا زال إلى الآن يمثل دولة قوية إذ يعد من بين السبع دول المصنعة في العالم ، ولا ننسى طبعا شهرته العالمية في مجال الموضة و الجمال و الفن …

وإنسانيا فيعد الأول من بين الدول الأوروبية استقبالا للمهاجرين وإيواءا لهم .

أما سياسيا ، فيمتاز بها عن غيره من الدول الأوروبية الأخرى بتقلباته السياسية السريعة و المفاجئة و التي تصاحب تغييرات في قوانينه أحيانا تكون سطحية و أحيانا كلية …
هذه التغييرات القانونية تؤثر بشكل كبير على المهاجرين بهذا البلد المتقلب ..

فكل ما حلت حكومة جديدة إلا و طبقت قوانين جديدة و ألغت تلك التي قبلها دون مراعاة حياة المهاجرين التي أصبحت تتقلب وفقا لتقلب الحكومات … إلا أن أشد حكومة مرت في تاريخ جمهورية إيطاليا والتي اترت بشكل كبير على المهاجرين هي الحكومة السالفة برئاسة ” جوزيبي كونتي ” ووزير الداخلية ” ماتيو سالفيني ” زعيم الرابطة المعروف بعداوته و قساوته تجاه المهاجرين ، حيث عمل على تطبيق قانون ” الهجرة و الأمن ” و الذي يتضمن العديد من التضييقات الخانقة على المهاجرين سواء منهم القاطنين بإيطاليا لسنوات أو الجدد القادمين عبر البحر الأبيض المتوسط و الذي فرض في حق من أعان بواخرهم على الرسو بالسواحل إيطاليا عقوبة و السجن …. كما فرض في حق دافعي طلب الحصول على الجنسية تمديد يصل إلى أربع سنوات إنتظار للحصول على رد الموافقة ..

ليس هذا فقط، بل و عمل على طرد العديد من المهاجرين الغير شرعيين و ترحيلهم إلى بلدانهم و غلق أماكن تجمعهم و العديد العديد من القوانين الصارمة في حقهم . حتى أصبح الكبير و الصغير بإيطاليا يتداول اسم “ماتيو سالفيني ” الذي خلق ضجة في فترة تواجده بالحكومة و التي لم تتعدى سنة واحدة فقط ، ليتسبب في مشاكل أدت إلى ائتلاف الحكومة ، ظنا منه أنه سيحضى برئاسة الحكومة عند اللجوء لانتخابات مبكرة لأن شعبيته عند الإيطاليين ارتفعت بشكل كبير .

لكن مالم يكن يخطر على باله أن تم تأسيس حكومة جديدة دون اللجوء لانتخابات بأمر من رئيس إيطاليا حكومة مشكلة من حزب الديموقراطي وحزب حركة الخمس نجوم .. و هكذا فقد مكانه هو و أتباعه من الحكومة نهائيا ، و مضى بخفي حنيه .

و الجميل في الأمر أنه و بعد تأسيس الجديدة يوم 05/09/2019 ، تم تعيين مكانه ، وزيرة للداخلية ” لوتشانا ” المعروفة بأخلاقها و نبالتها و مساعدتها اللا محدودة للأجانب ، فهيى دائما ما كانت تدعمهم وتقف بجانبهم … بالإضافة إلى تواجد وزراء جدد بالحكومة ، الأول وزير الشؤون الأوروبية ” لفينشينس” و يبلغ من العمر 46 سنة و هو زوج لمغربية صحفية كريمة موال ، أما الثانية فهي وزيرة الفلاحة ” طريزا ” و هي زوجة مغربي يعمل مترجما عبد الله المعتصم منذ 30 سنة زواج .

هي حكومة فعلا متغيرة تماما عن التي قبلها ، حكومة تبشر بالخير ، على الأقل يتواجد بها وزراء هم أزواج لمغاربة منذ سنين ، هذا ما يجعلنا نستبعد فكرة حقدهم وكرههم للمهاجرين ، بل و نستبشر مساعدتهم للمهاجرين و تبسيط المساطير القانونية في حقهم …..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى