“هاجر الريسوني” بين القيل والقال “صعيب تغطي الشمس بعيون الغربال”

تداولت العديد من الصحف الالكترونية خبر اعتقال المسماة “هاجر الريسوني” الصحفية بجريدة “أخبار اليوم” نهاية الأسبوع الماضي بمدينة بالرباط، وذلك على خلفية تلبسها بتهمة ممارسة الجنس مع خليلها في إطار علاقة غير شرعية نتج عنها الحمل وبعده إجهاض الجنين، وقد قامت المصالح الأمنية حسب الأخبار المتداولة باعتقال كل المتورطين في هذا العمل الإجرامي والمشاركين فيه بدون استثناء، والاستماع إلى إفاداتهم بخصوص هذا الموضوع، ومن بينهم الطبيب الذي قام بعملية الاجهاض المذكورة، ومساعديه، والمكلف بعملية التخذير وكذا “عشيق” هاجر الريسوني، كما تم حجز كل ما من شانه كشف الحقائق والملابسات حول هذا الموضوع.

إلى هنا تبدو الأمور بسيطة وعادية جدا تسير في منحى إنفاذ القانون الذي يعلو فوق الجميع وكشف الحقائق والملابسات وفق المساطر المعمول بها، لكن ما يثير الاستغراب أنه وكلما تعلق الأمر بجريمة يرتكبها صحفي أو سياسي أو “اسلاموي” أو غيرهم من المتلبسين برداء “الرأي والقلم”، تتعالى بعض الأصوات “المناصرة” للمطالبة بتطبيق قانون “استثنائي” يلتمس العذر لهؤلاء بل ويمتعهم بحصانة كاملة للقيام بأي فعل إجرامي مهما كانت بشاعته دون التعرض لأية متابعة، تحت ذريعة أنهم فئات منزهة داخل المجتمع، حتى أصبحت ممارسة مهنة “الصحافة” أو الانتماء إلى جهات معينة ورقة “جوكر” وحق “فيتو” يتم رفعه كلما ارتكب أحد هؤلاء جريمة مهما كانت بشاعتها، بهدف إسقاط القانون أو تجميده مؤقتا حتى يمر “المجرم المحصن” إلى بر الأمان وتصبح خطيئته في خبر كان.

لن نخوض هنا في حيثيات هذه القضية أو ملابساتها، لأننا نثق في القضاء ونعلم أنه يبقى للأدلة وحدها الحق في قول الكلمة الأخيرة سواء في هذه الواقعة أوفي غيرها، لكننا في نفس الوقت نحتفظ بحقنا في مشاركة الرأي و طرح بعض التساؤلات على من يتنطعون بشجب الانحلال الأخلاقي داخل المجتمع ويدعمون مرتكبيه عندما يكونوا من أواليائهم؟؟!! وعلى من يطالبون بسمو القوانين وتطبيقها على كافة شرائح المجتمع ثم تعطيلها عندما “يزل” حلفاؤهم؟؟؟!!! إذا كانت هاجر الريسوني بعيدة كل البعد عن الشبهات كما تدعون، هل من الطبيعي أن يتلقى الأعفّاء علاجات طبية تحت هويات مستعارة؟؟؟ ولماذا أدلت “هاجر” حين تلقيها “للعلاجات” باسم مغاير لاسمها الحقيقي؟؟!! ما الذي تخفيه أو تخشاه من القدوم مرفوعة الرأس للاستفادة من حق طبيعي كالعلاج؟؟؟ لماذا لم تُنقل إلى العيادة من طرف أحد أقربائها مادام أن الحالة كانت مستعجلة؟؟ ولماذا اختارت رفقة خليلها الذي لو ارتبط بها بشكل شرعي لما وصلت إلى ما وصلت إليه؟؟!! وهل تكون حالة الاستعجال بضرب المواعيد؟؟ حيث أفادت العديد من المنابر الإعلامية أن “هاجر” زارت العيادة مرات قبل تحديد موعد لإجراء عملية الإجهاض باختيار وقت يقل فيه مرتادي العيادة؟؟ باختصار هناك العديد من الأسئلة التي تحتاج لوحدها مقال، أو كما يقال، “صعيب تغطي الشمس بعيون الغربال”.

ولماذا يدافع بنكيران اليوم بشراسة على الريسوني وقضيتها “المشبوهة” ويسخر جيشه الالكتروني لحشد تضامن وهمي معها، رغم أنه حارب قانون الاجهاض ورفض تطبيقه على أرض الواقع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى