
سطات…ضفاف أم الربيع مستنقع الموت المجاني
إن المطلوب اليوم، هو خلق نوع من التلاحم بين كافة المتدخلين والفاعليين السياسيين و الجمعويين البيئيين هنا بعاصمة الشاوية بعيدا عن المزايدات والصراعات الحزبية الضيقة، والعمل على وقف نزيف الموت المجاني الذي يعرفه نهر أم الربيع على مستوى مشرع بن عبو، وتحويل هذا الموقع الاستراتيجي إلى منتجع سياحي وفق مقاربة تشاركية للمساهمة في تعزيز المسيرة التنموية للمغرب عامة و لمدينة سطات خاصة، وفي تنمية دور المجتمع المدني في الرفع من نسق حماية البيئة وخلق فضاءات سياحية، بما سيساعد على كسب رهـان التنمية المستدامة الـذي أصبح من رهـانات السـاعـة لا فقط في وطننـا بل أيضـا في جـل دول العالم، وهـو رهـان ارتقـى بـه ملك البلاد محمد السادس نصره الله إلى مستوى الأولوية المطلقة في المسيرة التنموية للمغرب وجعله الهدف المشترك لكل السياسات من خلال مشروع الميثاق الوطني للبيئة و التنمية المستدامة.
فالحديث عن ضفاف أم الربيع هنا بإقليم سطات، لا يمكن اختزاله عن حجم الكوارث التي يخلفها سنويا في صفوف الشباب الهاربين من لهيب الحر، والباحثين عن جو المتعة والاستجمام، ليجدوا أنفسهم غرقى داخل أوحاله وطحالبه وأشواكه الدامية.
ما جعلنا نثير هذا الموضوع من جديد لعله يجد آذانا صاغية من قبل الفاعلين السياسيين محليا واقليميا، هو توالي حالات الغرق المسجلة على مستواه آخرها مصرع تلميذ قاصر خلال الايام القليلة الماضية، ليصل عدد الضحايا إلى خمسة غرقى في ظرف أسبوع خلال صيف هذا العم.
وتبقى فاجعة الغرق التي أودت بحياة أم وثلاثة من صغارها غرقا خلال السنة الماضية شاهدة على شبح الموت المجاني الذي يعرفه هذا النهر، فاجعة لا محالة ستبقى عالقة في الأذهان تسائل كل من له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، لتعيد بذلك إلى واجهة الأحداث سيناريوهات مشابهة لضحايا الغرق الذي أصبح يخيم على ضفاف نهر أم الربيع الذي يقطع هضاب مشرع بن عبو ومنطقة بني مسكين، ووصولا الى سد المسيرة الخضراء، الذي يعد كنز من كنوز الشاوية بحكم موقعه الجغرافي المتميز، ومتنفسا يقصدونه الزوار لقضاء يومهم من أجل الاستجمام، إلا أنه لا يلبي أدنى حاجيات الوافدين عليه، نظرا للغياب التام للمرافق الحيوية والبنيات التحتية.
وضع مأساوي يسائل المنتخبين محليا واقليميا مفاده: هل هناك رؤية تبصرية مستقبلية لتحويل هذا الفضاء الرائع من مستنقع للموت الى منتجع سياحي؟ والعمل على توفير فرص للشغل لابناء المنطقة وتسهيل عبور النهر من خلال انشاء ممرات آمنة بدل مراكب الموت التقليدية، مع استثمار ثروته السمكية وتأهيل أسطول الصيد به وتامين نقلها في أحسن الظروف نحو الأسواق المحلية والإقليمية؟